دينج شياو بينج | الماركسي الذي قاد الصين لسيادة العالم بـ “خطة نصف رأسمالية” | بروفايل في دقائق

دينج شياو بينج | الماركسي الذي قاد الصين لسيادة العالم بـ “خطة نصف رأسمالية” | بروفايل في دقائق

12 Jul 2021
الصين
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

يعتبر دينج شياو بينج زعيم الصين الأكثر أهمية في القرن العشرين.. ينسب إليه بوضوح كل المكانة التي وصلها الاقتصاد الصيني حاليًا؛ فلولا قوة شخصية دينغ واستعداده لتحمل المخاطر السياسية، لما شرعت الصين في عملية متسارعة للتنمية الاقتصادية في 1978.

لو لم يحقق الاقتصاد الصيني معدلات مذهلة للنمو الاقتصادي- تبلغ 10% سنويًا في المتوسط ​​في العقود التي أعقبت عودة ظهور دينغ السياسي في عام 1977- لكان العالم مكانًا مختلفًا تمامًا.

فكيف أثر الماركسي – الذي لا يتجاوز طوله مترًا ونصف- هذا التأثير الهائل على تاريخ الاقتصاد العالمي؟ وكيف تم هذا بالاقتباس من الرأسمالية؟

بروفايل في دقائق

ماركسي تحت سيف ثورة ماو

وُلد دينج شياو بينج لعائلة من ملاك الأراضي في مقاطعة سيتشوان عام 1904.

تقدم تدريجيًا عبر التسلسل الهرمي الشيوعي الصيني كماركسي لينيني ملتزم وقائد ميداني صارم ومفوض سياسي.

عاصر ماو تسي تونج الذي انتصر في حربه الثورية الدموية ضد القوميين. لكن سجل التاريخ كان أكثر لطفًا مع دينج شياو بينج عنه مع ماو؛

ماو حكم الصين بالقمع، خصوصًا في الثورة الثقافية (1966-1976)، والتي كان دينج نفسه إحدى ضحاياها؛ أذ أبعد عن القيادة الصينية في وقت مبكر من الثورة الثقافية حتى إعادة تأهيله في 1973، من قبل راعيه، رئيس الوزراء آنذاك تشو إنلاي، لكنه لم يلبث كثيرًا، حيث أبعد مجددًا بعد وفاة تشو في 1976.

مجرم تيانانمين

توفي ماو بعد فترة وجيزة، واعتُقلت “عصابة الأربعة” التي ضمت أهم مساعديه،

وقتها أعاد دينج شياو بينج نفسه إلى الهرم السياسي بعد سلسلة من المناورات التي أنتجت بالنهاية قائدًا دفع ببلد يضم ربع سكان العالم إلى حقبة جديدة.

سياسيًا، لم يكن دينج إلا شخصية استبدادية أخرى تؤمن بالسلطة المطلقة للحزب الشيوعي الصيني، وقد ترك إرث ملطخًا بالدماء، بسبب تفويضه باستخدام القوة ضد المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في ميدان تيانانمين في 1989، حيث لقي المئات مصرعهم، وسُجن آخرون.

لكن على الوجه الآخر، كان لدينج دور كبير في انتقال الصين من التخلف الاقتصادي إلى أن تصبح قوة عظمى حديثة.

انفتاح مدعوم بالاستبداد

إنجازات دينج غير العادية أكثر من الحصر. لكن ثلاثة تواريخ مهمة توضح جهوده لوضع بلاده على طريق “الإصلاح والانفتاح ” على حد تعبيره:

1978: يُنظر إلى هذا الحدث كنقطة انطلاق للتحولات الهائلة التي من شأنها أن تفكك ما كان يُعرف باسم “الستار البامبو” الذي كان يفصل الصين عن العالم الخارجي.

1980: في خطاب مهم، حدد دينج شياو بينج المهام الكبرى التي يجب على الصين القيام بها في العقدين الأخيرين من القرن العشرين وما بعده.

من بين تلك المهام، مضاعفة الناتج القومي الإجمالي أربع مرات بحلول عام 2000، وهو طموح عرضه للاستهزاء به البداية. لكن في ظل الإصلاحات التي بدأها دينج، والتي تضمنت إلغاء النظام الجماعي للزراعة وإطلاق العنان لطبقة رجال الأعمال – وهو ما اعتبر خطة نصف رأسمالية- حققت الصين ذلك الطموح.

1992: شرع دينج شياو بينج – الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 90 عامًا ويمر بحالة صحية سيئة – في إعادة تنشيط عملية الإصلاح بعد أن سقطت في حالة ركود بعد أحداث تيانانمين.

النتيجة تظهر بعد 44 عامًا

بفضل دينج، انتقل الاقتصاد الصيني الذي كان في نفس حجم الاقتصاد الإيطالي عام 1978 إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة عام 2021 قياسًا على أساس الناتج المحلي الإجمالي الاسمي،

وقد يتفوق على الولايات المتحدة في السنوات القليلة المقبلة.

في الوقت نفسه، انتشلت الصين 800 مليون شخص من براثن الفقر، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ البشرية.

تيك توك – الأويغور – بحر الصين الجنوبي.. 14 قضية تهدد بصدام أمريكي صيني | قوائم في دقائق

كيف حدث التحول؟

كان التحول الاقتصادي المستمر في البلاد عملًا رفيع المستوى حيث سعت القيادة الصينية إلى الحفاظ على موطئ قدم لها في عالم متغير مع تراجع القوة الأمريكية.

كانت نصائح دينج شياو بينج للصينيين أثناء التحول ترتكز على ضرورة أن يقيدوا السلطة، لأن السلطة غير المقيدة تفسد، وشدد على ضرورة القيادة الجماعية، وطلب منهم الحفاظ على عدم لفت الأنظار.

الأخيرة تم تفسيرها بأنه على الصين أن تجمع قوتها خلسة دون جعلها واضحة للغاية حتى لا يتم محاربتها.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك