“الخليفة العاري” عاقب من يخبرونه بالحقيقة .. خاض “حرب الربا” حالمًا بالصين فاقترب من تشافيز والبشير | ترجمة في دقائق

“الخليفة العاري” عاقب من يخبرونه بالحقيقة .. خاض “حرب الربا” حالمًا بالصين فاقترب من تشافيز والبشير | ترجمة في دقائق

20 Dec 2021
تركيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلاً عن مقال أنتوني فايولا في واشنطن بوست.


في تركيا، تستمرُّ الليرة في الانخفاض وتتغيّر الأسعار بشكل شبه يومي، حتى أصبح الأتراك غير قادرين على تغطية نفقاتهم.

يُلقي خبراء الاقتصاد حول العالم باللوم كله على رجلٍ واحد؛ رجب طيب أردوغان.

مستبد في الاقتصاد.. تمامًا كالسياسة

في الاقتصاد، يتبّع أردوغان خططًا مستبدّة تمامًا كما يفعل بالسياسة؛ رفض الإذعان للحلول المنطقية للأزمة.

وبينما يُعارض الاقتصاديون خطواته، طالبين منه العكس تمامًا برفع الفائدة، يقول أردوغان -الذي يدعي أنه درس الاقتصاد- إنه أعلم منهم، مصرًا على خفض أسعار الفائدة، ملقيًا بالوقود على نار أزمة العملة.

برغم فشل حلوله واستمرار معاناة الأتراك، لم يتراجع “الخليفة العاري”، بل طالب شعبه بالصبر، معتبرًا أن ضعف العملة وانخفاض أسعار الفائدة سيعزز الصادرات التركية، ويخلق فرص العمل، ويحفز النمو، ويقضي على التضخم.

هذا ما يقوله أردوغان للأتراك، لكن ما لا يقوله لهم أن مثل هذه السياسة، لا سيما في خضم الأزمة، ستؤدي أيضًا لزيادة التضخم وارتفاع أسعار الواردات، ثم تخويف المستثمرين الأجانب واستنزاف البنوك التركية وإفقار الناس.

لا أحد يجرؤ على مصارحته

طالما أن أردوغان يقود تركيا للهاوية، لماذا لا يوقفه أحد؟

السبب ببساطة هو الاستبداد؛ طرد أردوغان كل الخبراء الاقتصاديين الذين لا يدورون في فلكه من البنك المركزي، وترك مجموعة لا تجرؤ على مصارحته بشأن خطأ سياساته.

منذ 2018، عانت تركيا من إصرار أردوغان على تطبيق رؤية خفض الفائدة بأي ثمن.

تسارعت المشكلات، وأردوغان متشبث برؤيته، وكلما اعترض أحدهم أقاله، ليأتي أخيرًا بكافجي محافظًا للبنك المركزي، بمؤهل وحيد، هو علاقته بصهر الرئيس بيرات البيرق، الذي كانت ولايته وزيرًا للمالية والخزانة كارثية.

أصرّ أردوغان على خفض سعر العملة وأطاعه “رجاله”. ومع استمرار انخفاض الليرة – التي فقدت نصف قيمتها مقابل الدولار – يدفع الأتراك الفقراء وأبناء الطبقة المتوسطة ثمن ذلك، بعدما تضاعفت تكلفة السلع الأساسية وارتفعت تكاليف الوقود بنسبة 40%.

الأموال الرخيصة.. كيف صنع أردوغان فقاعة نمو تركيا؟ | س/ج في دقائق

الصين أم السودان؟

دافع أردوغان عن موقفه تجاه الفائدة؛ برره بحظر الإسلام للربا، واستشهد بالصين كتجربة ناجحة في خفض أسعار الفائدة وخفض سعر العملة.

لكنه تناسى أن الصين وصلت لذلك بعد مدة طويلة من العمل الجاد والتنمية الحقيقية. في حالة تركيا فإنها لا تمتلك هذا الوقت بسبب الانخفاض الحاد في الليرة.

هذا الانهيار المتنامي دفع محللون للتساؤل عما إذا كانت حماقات أردوغان المالية قد تفعل ما لم تفعله سنوات توطيد السلطة وقمعه، وهل تكلفه منصبه بعد أعوامٍ من احتكار تركيا؟ والإجابة نعم، وفق سنان أولجن، الخبير التركي في مركز كارنيجي أوروبا.

انخفضت شعبية حزب العدالة والتنمية إلى أقل من 30% في آخر استطلاعات رأي أجرته شركة MAK، المعنية بتقديم الاستشارات السياسية.

رغم منطقية هذا الرأي، عادةً ما تفشل الرهانات على إسقاط أردوغان مهما فعل من أزمات، فعلى مدار العقدين الماضيين، نجح مرارًا وتكرارا في تحويل المحنة إلى انتصار، أبرزها محاولة الانقلاب “الغامضة” التي خرج منها أقوى ما يمكن.

وحتى هذه اللحظة فإن تركيا لن تكون على موعدٍ مع انتخابات جديدة حتى عام 2023م، مالم تجرِ انتخابات مبكرة، وهو المطلب الذي تنادي به المعارضة ويرفضه أردوغان.

لكن هذا لا يعني أيضًا أن أردوغان في مأمن، فتجربة انهيار عملة الأرجنتين 2001 والتي تسببت في تغيير القيادة السياسية 5 مرات في أسبوعين لابد أن تؤخذ في الحسبان.

صحيح أن الديون الخارجية لتركيا في حدود المعقول، ما يجعلها قادرة على تجنّب الانهيار الذي شهدته الأرجنتين، ولكن العديد من القادة الاستبداديين اهتزّت عروشهم بمجرد وقوع “فوضى اقتصادية” في بلادهم.

في 2019، أُطيح بالرئيس السوداني عمر حسن البشير في انقلاب عسكري بعد مظاهرات سببها ارتفاع أسعار الغذاء والوقود.

في فنزويلا، نجا الرئيس نيكولاس مادورو – وهو حليف مقرب لأردوغان – على الرغم من التضخم المفرط وتداعياته الإنسانية الكبرى على البلاد، وجرِّ مادورو فنزويلا نحو ديكتاتورية كاملة.

فورين بوليسي: مرض أردوغان سيخرجه من السلطة قريبًا.. خليفته لن يكون أفضل | ترجمة في دقائق


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك