لسنوات دفعت الدول الغربية في اتجاه التخلي عن الوقود الأحفوري، سواء النفط أو الغاز.
الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسه أعلن إيقاف تراخيص خطوط الغاز الجديدة في الولايات المتحدة قبل يومين من غزو روسيا لأوكرانيا
معارضو الموجة الجديدة لسياسات المناخ يسمون موقف بايدن وغيره من القادة الغربيين بـ “مشاعر الذنب الأخضر” حيث تغلبت مشاعر مواجهة التغير المناخي على ضرورة وجود إمداد من الطاقة يعتمد عليه، الأمر الذي ترك أغلب الدول الغربية تحت رحمة الطاقة الروسية.
س/ج في دقائق
ما المقصود ب “الذنب الأخضر”؟ وكيف أثر على السياسات الغربية؟
الذنب الأخضر “ترند” جديد روجه اليسار في مسار صناعة السياسات في الغرب؛ إذ يجب أن يشعر الجميع بالذنب حيال العواقب التي تركتها الحياة الحديثة على البيئة، ويتعهد بفعل المزيد لتغيير أنماط الحياة ومساعدة “الكوكب البائس”.
الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن بنى جزءا كبيرا من حملته الانتخابية على تقليل اعتماد أمريكا على الوقود الحفري والتوجه نحو الطاقة النظيفة.
في 22 فبراير 2022، قبل غزو روسيا لأوكرانيا بيومي، أوقف بايدن التراخيص لأي خطوط غاز جديدة في أمريكا. والسبب هو الخوف من التكلفة المناخية للوقود الكربوني.
ومع بدء العمليات، كان مبعوثه لحماية البيئة، جون كيري، يبحث عن وسيلة لإقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كي لا تدفعه العقوبات الغربية للتخلي عن تعهداته المناخية.
التغير المناخي | خمسة ادعاءات رائجة فندتها فوربس | الحكاية في دقائق
كيف ظهر أثر سياسة بايدن المناخية خلال ظرف الحرب في أوكرانيا؟
بحسب لاري بيل، أستاذ هندسة الفضاء في جامعة هيوستن، فإن “الذنب الأخضر” الذي وقعت فيه إدارة بايدن تسببت في كارثة سياسية تتجه للقضاء على استقلال أمريكا في مجال الطاقة.
مثال على هذا: بعد إلغاء خط الأنابيب الأمريكي الكندي Keystone XL خلال أول يوم له في منصبه، رفع جو بايدن أيضًا لاحقًا عقوبات إدارة ترامب على خط نورد ستريم 2 الروسي. مما أدى لارتفاع صاروخي في أسعار الطاقة في الولايات المتحدة. وكان هذا جزءًا من سياسات الديمقراط لمكافحة التنقيب.
منذ ذلك الحين، انطلق بايدن في مناشدة أوبك وروسيا لإنتاج المزيد من النفط.
هذا بالنسبة لأمريكا. لماذا لم يكن الوضع مختلفا في أوروبا رغم اختلاف السياسات؟
على الرغم من أن احتياطيات الغاز في أوروبا أصغر من احتياطيات روسيا، لكن دول أوروبا لديها إمكانية استخراج قدر من الوقود الصخري مثل الولايات المتحدة.
لكن بسبب “الذنب الأخضر”، لا تسمح حكوماتها بتطويرها.
وعلى العكس مما كان عليه الوضع في عهد ترامب، الذي ضغط على ألمانيا لبناء محطات استيراد الغاز الطبيعي المسال لتنويع إمدادات الغاز، كما فعلت بولندا وهولندا وليتوانيا، قررت إحدى الشركات الألمانية العام الماضي تحويل مشروع للغاز الطبيعي المسال إلى “مركز هيدروجين أخضر”، بما في ذلك محطة استيراد للأمونيا ومصنع للتحليل الكهربائي.
في الوقت نفسه، تخطط برلين لإغلاق المحطات النووية الثلاث المتبقية لديها خلال 2022، دون أن تنجح في تعويض العجز بالطاقة النظيفة.
هذه السياسة تترك أغلب الدول الأوروبية في حالة اعتماد على الغاز الروسي لسد احتياجاتها من الطاقة. الأمر الذي سيصعب إمكانية فرض هذه الدول لعقوبات رادعة على روسيا.
كيف واجه البشر التغير المناخي قبل التاريخ؟ كما فعلوا دائما.. لعبوا معه فيديو جيم | الحكاية في دقائق
وهل أثر ملف الطاقة على قرارات الناتو؟
بينما أنشأت أمريكا وكندا وعدد من الدول الأوروبية حلف الناتو لهدف أساسي هو تحقيق الأمن من الطموح التوسعي للاتحاد السوفيتي بعد الحرب العالمية الثانية، بات اعتماد أغلب دول الحلف على الطاقة الروسية مصدر عجز أمام تحقيق الهدف حاليًا.
في عهد ميركل مثلًا، كانت ألمانيا عاملًا أساسيًا في حماية الغاز الروسي من العقوبات الأمريكية في 2014 وما بعدها، حتى تضمن استمرار تدفق الطاقة من روسيا.
كذلك امتنعت ألمانيا في الأزمة الحالية عن إرسال أسلحة لأوكرانيا، كما قطعت على بريطانيا طريق إرسال 2,000 صاروخ مضاد للدبابات كانت لندن تريد إرسالها لأوكرانيا مما جعل لندن تغير مسار الشحنة بعيدًا عن الأراضي الألمانية.
هل هناك مصادر إضافية لمزيد من المعرفة؟
جون كيري يأمل أن يظل بوتين ملتزمًا محاربة تغير المناخ بينما تغزو روسيا أوكرانيا (ديلي ميل)
كيف سلمت الحرب الطائشة على تغير المناخ روسيا لأوكرانيا؟ (نيوز ماكس)