بعد غزو أوكرانيا.. التليجراف: العالم يدفع ثمن وجود جو بايدن في السلطة| ترجمة في دقائق

بعد غزو أوكرانيا.. التليجراف: العالم يدفع ثمن وجود جو بايدن في السلطة| ترجمة في دقائق

26 Feb 2022
الولايات المتحدة روسيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلاً عن مقال نيك ألن في صحيفة التليجراف.


كشفت زلة “التوغل البسيط” أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ليس لديه الجرأة لمواجهة روسيا.

لن نعرف أبدًا على وجه اليقين ما إذا كان فلاديمير بوتين قد شاهده وهو يقول في 19 يناير: إن روسيا سوف تفلت من العقاب بتوغل بسيط في أوكرانيا، لكن في كل الأحوال فإن الرسالة قد وصلت لبوتين، ولم يعد يحتاج دليلاً على أن الولايات المتحدة لن تفعل الكثير لمعارضته

يمكن وصف تعليق بايدن بـ”زلة واشنطن”، وهو مصطلح في الولايات المتحدة يشير إلى قول الحقيقة عن غير قصد.

لقد تراجع البيت الأبيض في اليوم التالي، وقال إن الرئيس كان “واضحًا تمامًا” مع بوتين، وأن أي غزو سيؤدي سيجعل روسيا تدفع “ثمناً باهظاً”..

لكن الرسالة وصلت بالفعل للكرملين، ولم يحاول بايدن حتى عكسها بإرسال أسلحة دفاع جوي إلى أوكرانيا ومزيد من القوات الأمريكية لأوروبا الشرقية لتصحيح خطأ “التوغل البسيط”.

رغم وعيد العقوبات.. ماذا يريد بوتين من غزو أوكرانيا فعلًا؟ | س/ج في دقائق

العالم يدفع ثمن ضعف بايدن

يقول البعض إن أوكرانيا والعالم أجمع يدفع الثمن الرهيب لضعف بايدن، حيث استفز الروس بايدن، ولم يتلقوا أي رد، لذلك اعتبروا ما حدث علامة على أنهم يستطيعون فعل مخططاتهم.

تم انتخاب بايدن جزئيًا بسبب خبرته الطويلة في السياسة الخارجية، ووعده بإعادة الاستقرار إلى العلاقات الدولية للولايات المتحدة بعد فترة دونالد ترامب.

الأزمة الأوكرانية سلطت الضوء على دور بايدن في فشل السياسة الأمريكية تجاه روسيا، فبايدن، حين كان نائب باراك أوباما، كان مقتنعًا بالقدرة على إقناع بوتين، مما أدى لاستهانة الإدارة الأمريكية بالتهديد الذي يمثله الكرملين.

في انتخابات عام 2012، انتقد أوباما خصمه الجمهوري ميت رومني لقوله إن روسيا هي العدو الجيوسياسي الأول لأمريكا.

بعد ذلك بعامين، عندما ضم بوتين شبه جزيرة القرم في 2014، قال أوباما في غرفة العمليات أمام بايدن: نحن بحاجة إلى وقف التصعيد وأن نعرض على بوتين مخرجًا.

الحقيقة أن بوتين لم يرغب أبدًا في إيجاد مخرج، بل أراد التصعيد، وكل جهود استرضائه والانخراط في محادثات معه عملت فقط على تشجيعه.

بايدن لا يتعلم

مع ذلك، يبدو أن بايدن لم يتعلم من دروس 2014، حيث كان يتطلع إلى تزويد بوتين بمخرج، بدلاً من الاعتراف بأنه لا يهتم أبدًا بأي حل دبلوماسي.

المسؤول السابق في الأمن القومي بإدارة أوباما، برويت بروين، وصف عقوبات بايدن اللاحقة على روسيا بأنها عبارة عن “إصدار مخالفة وقوف في وسط أعمال شغب”، حيث إنها جاءت بعد الغزو وبالتالي لم تستطع إيقافه.

يقول جون هيربست، سفير الولايات المتحدة السابق في أوكرانيا، إن بايدن لم يعد يتمتع بالحيوية التي كان يتمتع بها من قبل، وقد انعكس ذلك في سياساته، حتى وهو يفرض العقوبات على روسيا حيث بدا أداؤه ضعيفًا.

ويتبنى آخرون وجهة نظر مختلفة في طريقة تعامل بايدن مع الأزمة، حيث يقول جيم تاونسند، المسؤول الكبير السابق في البنتاجون في إدارة أوباما، إن العقوبات المسبقة- كما طلب الجمهوريون- لم تكن لتغير رأي بوتين.

قبل أزمة أوكرانيا | 5 مواقف فرض فيها بوتين إرادته على الغرب | تايم لاين في دقائق

أسئلة حول العقوبات

مع ذلك، يواجه بايدن أسئلة مستمرة حول سبب عدم استخدام المجموعة الكاملة للعقوبات المتاحة له، حتى بعد الغزو الروسي الشامل.

أثناء خطاب بايدن بعد هجوم على أوكرانيا، سُئل مرارًا وتكرارًا عن سبب عدم منعه روسيا من نظام سويفت للمعاملات الدولية، الذي يعتبر “خيارًا نوويًا” من حيث العقوبات، فقال إن الأوربيين لا يقبلون بذلك، فأظهر أنه حتى عاجز عن اتخاذ موقف مع حلفائه، ناهيك عن بوتين.

أيا ما كان على بايدن فعله، فإن أكبر حرب برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية اندلعت في عهده، ويمكن إعادة كتابة النظام الأمني العالمي بعد الحرب الباردة.

هناك شعور متزايد بأن بايدن ليس الشخص المناسب لقيادة الولايات المتحدة والعالم الحر بأمان.

بينما تم إسقاط الرؤساء السابقين بسبب خوضهم حربًا، فإن المسمار الأخير في رئاسة بايدن ربما يكون أنه فشل في إيقاف حرب.

الحرب العالمية الثالثة | لماذا يعتقد الغرب أن بوتين على خطى هتلر؟ | ترجمة في دقائق

روسيا استغلت موقف الديمقراط

يرى المدافعون عن بايدن أن فشل السياسة الأمريكية تجاه روسيا سببه تركيز الإدارات الأمريكية المتعاقبة على التهديد الصيني، وخصوصًا بعد سقوط برلين، وهذا سمح لروسيا للتطور بشكل مختلف تمامًا، وخصوصًا مع تولي بوتين مقاليد السلطة.

الخطأ الاستراتيجي المتمثل في تجاهل التهديد الروسي لصالح الصين شيء، لكن الأخطاء التكتيكية شيء آخر، وهذا هو أكثر موضع فشل فيه بايدن والإدارات الديمقراطية الأخرى.

لقد اقتنع الديمقراط منذ حرب العراق بأن القوة تؤدي إلى الفشل، ولذلك لم يواجهوا بوتين في القرم أو سوريا، ودشنوا ما يمكن اعتباره عقيدة “الحرب من خلال الضعف” في مقابل عقيدة “السلام من خلال القوة” لريجان.

ماذا لو كان ترامب؟

مثل ريجان، كان ترامب معتنقًا بعقيدة “السلام من خلال القوة”، حيث ضخ ترامب الأموال في الجيش الأمريكي، وأصدر بانتظام تحذيرات شديدة الخطورة، قصد إجبار الآخرين على التراجع عن الصراع.

يقول البعض- ومن بينهم ترامب- إنه لو كان ترامب لا يزال في البيت الأبيض، لما شن بوتين هجومًا على أوكرانيا، أو على الأقل كان سيفكر مرتين قبل القيام بذلك.

بالفعل، فإن تقلبات ترامب وعدم القدرة على التنبؤ به جعلت بوتين لا يفكر في غزو أوكرانيا، لكن حسابات الرئيس الروسي تغيرت بعد انتخاب بايدن.

ومن شبه المؤكد أنها تأثرت بالانسحاب الأمريكي الفاشل من أفغانستان الذي صدم العالم، وترك وصمة عار لا تمحي على رئاسة بايدن، وهو مثال آخر على افتقاره لمقومات قيادة العالم الحر.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك