هاآرتس: هل الله المسؤول الوحيد عن تأمين الشعائر؟ تجربة السعودية وإسرائيل| ترجمة في دقائق

هاآرتس: هل الله المسؤول الوحيد عن تأمين الشعائر؟ تجربة السعودية وإسرائيل| ترجمة في دقائق

8 May 2021
إسرائيل السعودية
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلًا عن مقال: “السعودية لا تنتظر معجزة لتأمين الحجاج.. عكس إسرائيل” المنشور في هاآرتس.


الأماكن المقدسة عمومًا تكاد تكون – بحكم حجم التجمعات فيها – مواقع كوارث. إن لم تحدث كوارث في بعضها فالأمر مسألة وقت، والتهديد لا يزال قائمًا.

المناسبات المرتبطة بالمعتقدات الدينية عمومًا – وبينها شعائر الحج في مختلف الأديان، وكذلك الحروب الدينية – مسؤولة عن نصيب الأسد من الضحايا من البشر. أو  كما قال الحاخام يتسحاق باتزري: “لو سمعت تأبين الموتى، لرأيت ما يفهمه مجتمعنا من أن كل هذه تضحيات لله”.

اليهودية لا تتفرد بـ “الاختبار الإلهي”. حتى الإسلام والمسيحية والأديان الأخرى تضع المسؤولية على الله الذي يريد اختبار المؤمنين به. ووفقًا لهذه الفكرة، فإن أي كارثة هائلة هي تكفير عن الخطايا، وفاتورة مستحقة للعبور بسلام إلى الآخرة.

السعودية واجهت نفس الأزمة

السعودية كانت واحدة من أكثر الدول تضررًا من الكوارث المرتبطة بالمواسم الدينية بحكم استضافتها لملايين المسلمين في مواسم الحج السنوية. لا يكاد عام يمر إلا بفاتورة وفيات بين الحجاج من المرض أو الاكتظاظ أو الحوادث أو الجفاف.

واحدة من أكثر الأحداث المأساوية خلال مواسم الحج كانت تلك التي وقعت في 2015، عندما توفي 107 أشخاص وأصيب حوالي 400 عندما انهارت رافعة عملاقة في المسجد الحرام في مكة. وبعد أسبوعين فقط، توفي مئات الأشخاص في حادث تدافع في منى أثناء أداء منسك رمي الجمرات، وأشار التقرير الرسمي إلى أن عدد الوفيات بلغ 760 في ذلك الوقت؛ ويقدر آخرون أن العدد أقرب إلى 2,500 شخص.

تعهدت السعودية بدفع تعويضات لضحايا انهيار الرافعة، لكن المحكمة برأت الشركة المتعاقدة وقضت بسقوط الرافعة بسبب الظروف الجوية القاسية، لكن بعد ثلاث سنوات بدأت الدولة في تعويض الضحايا، في حين أن كارثة منى، التي كانت أسوأ بكثير، لم يتم دفع أي تعويضات عنها، وألقى باللوم على الحجاج لعدم الالتفات التعليمات.

لكنها تعلمت الدرس

صورة السعودية، الوصي على الأماكن المقدسة في الإسلام، كانت معرضة للخطر. للخطر بشدة. لكن الرياض قررت ألا تختبئ وراء لجان التحقيق.

استثمرت المملكة مليارات الدولارات في تحسين البنية التحتية، وتوسيع طرق الوصول، وترتيبات السلامة، والإشراف على الحج، وقامت بتركيب آلاف الكاميرات على طول طرق الحج، بالإضافة إلى مئات من الرشاشات للمساعدة في الحفاظ على درجة حرارة مناسبة للحجاج في ظروف مناخية طبيعية شديدة الحرارة.

تعين السعودية الآلاف من المشرفين ورجال الشرطة والمسؤولين والمرشدين كل عام لتوجيه الحجاج وفحص ظروف السلامة على الطرق، وتنشئ عيادات مؤقتة في المخيمات الضخمة التي تأوي حوالي مليوني حاج سنويًا، وتخصص حصصًا صارمة من الحجاج لكل بلد، والذين ليس لديهم طوابع رسمية لا يمكنهم دخول المدن المقدسة ويتعرضون لغرامات لخرقهم القانون.

في السنوات الأخيرة، طلبت السعودية من كل حاج أن يرتدي سوارًا إلكترونيًا لمعرفة مكان كل شخص في أي لحظة. يمكن للحجاج أيضًا تنزيل تطبيق يوضح لهم طريق الحج، ويساعدهم في العثور على العيادات والمساعدات الأخرى ويسمح لهم بالتواصل مع تلك المرافق إذا لزم الأمر.

كان يسمح فقط للحافلات المخصصة لنقل الحجاج من موقع إلى آخر، وهذا العام، سيستأنف القطار السريع من مكة إلى المدينة المنورة الخدمة، بعد أن تضرر في حريق 2019.

الله قوي.. لكن السعي مطلوب

بسبب فيروس كورونا، قررت السعودية عدم استقبال حجاج من خارج المملكة في 2020. وهذا العام، صاغت قواعد ولوائح جديدة تحد من عدد الحجاج وتطلب من كل واحد منهم تقديم دليل على التطعيم أو اختبار فيروس كورونا الذي تم إجراؤه قبل يوم واحد من دخول البلاد.

ستستقبل العشرات من محطات الاختبار الحجاج الوافدين إلى المطار، وقد نصبت الشرطة بالفعل حواجز طرق على طرق الوصول إلى المدن المقدسة، وسيجري المشرفون المعينون فحوصات عشوائية لوثائق الزوار، مع تغريم أي شخص لا يحمل المستندات الطبية الكافية بأكثر من ألفي دولار.

السعودية تلقت ضربة اقتصادية كبيرة من فيروس كورونا العام الماضي، وخسرت نحو 12 مليار دولار كانت ستذهب إلى خزائنها من الحج. هذا العام، تريد تشجيع العودة إلى الحياة الطبيعية، وتقدم إعفاءات ومزايا اقتصادية لشركات السياحة والفنادق ورجال الأعمال والشركات التي تقدم خدمات لصناعة الحج. لكن لا يوجد قطاع مستثنى من القواعد الصارمة المتعلقة بفيروس كورونا.

تقدر السعودية، الدولة الأكثر تدينًا في الشرق الأوسط، قوة الله، لكنها تعلم أنها تستطيع ويجب عليها أن تفعل ما يمكن لمنع أي كوارث محتملة.

كم تخسر السعودية من تقييد الحج 2020؟ وكيف تعوض الخسائر؟| س/ج في دقائق

هل تتعلم إسرائيل؟

يمكن لإسرائيل، القوة العظمى ذات التقنية العالية التي تفتخر بالأهمية القصوى التي توليها لتأمين مواطنيها، أن تتعلم أمرًا أو اثنين من السعودية.

لا أحد يطلب من وزارة النقل بناء أفعوانية للصعود بسرعة إلى جبل ميرون، أو لتجهيز الحجاج بسوار إلكتروني متطور. لكن الإدارة البسيطة والأساسية، مثل حواجز الطرق، والتسجيل المسبق للحجاج ومنحهم تذاكر إلى الموقع حتى تتمكن السلطات من مراقبة عدد الأشخاص الذين يدخلون، كان من الممكن أن تنقذ الأرواح. ناهيك عن الاستثمار الصغير في البنية التحتية.

في السنوات العادية، يستضيف جبل ميرون حوالي نصف مليون شخص، في حين أن حوالي مليوني شخص – أربعة أضعاف هذا العدد – يدخلون مكة خلال موسم الحج. إذا استثمرت إسرائيل 5% فقط من مساهمة السعودية في مكة على جبل ميرون، حيث قُتل 45 شخصًا، فلن تكون هناك حاجة لرفع العلم في وضعية الحداد.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك