أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله يقول إن تنظيمه يملك حاليًا 100 ألف مقاتل على أعلى درجات التدريب.
توقيت التصريح حرج؛ إذ يتزامن مع ضغوط على التنظيم الذي خاض مؤخرًا عدة اشتباكات مع أطراف داخلية.
لكن نصر الله يقول إنه “لن ينجر إلى حرب أهلية جديدة في لبنان” هل يملك حزب الله هذا العدد فعلاً؟ وما طبيعة إمكانات حزب الله في لبنان؟ ولماذا التصريح الآن؟
س/ج في دقائق
ماذا يعني امتلاك حزب الله 100 ألف مقاتل؟
الرقم – إن كان دقيقًا – يعني أن حزب الله يملك قوة أكبر من الجيش اللبناني الرسمي (85,000 جندي)، وحتى من جيش بريطانيا نفسه، وفق التايمز.
وبسبب الأزمة الاقتصادية، يواجه الجيش صعوبة في دفع الرواتب.
بينما قال نصر الله سابقًا إن تنظيمة لا يعاني من أزمة مماثلة.
بتلك الأرقام، طرحت الميديا الدولية سؤالًا حول ما إذا كان حزب الله قادرًا على هزيمة الجيش اللبناني الرسمي حال اندلاع اشتباكات بينها لأي سبب.
لماذا تصريح حسن نصر الله الآن؟
تصريحات حسن نصر الله تلت تعليقه على اشتباكات بيروت التي راح ضحيتها سبعة أشخاص، في اشتباك بين مسلحي حزب الله و”مجهولين” في منطقة مسيحية نظم فيها الحزب احتجاجًا على قاضي التحقيقات في ميناء بيروت، الذي طالت قراراته وزراء سابقين من حلفاء حزب الله في حركة أمل الشيعية ووزير مسيحي مقرب من الحزب.
تعرض الاحتجاج لإطلاق نار قال حسن نصر الله إن مصدره حزب القوات اللبنانية المسيحي المعارض.
ويتخوف حزب الله من تحميله المسؤولية “السياسية على الأقل” لانفجار الميناء، حيث يجري الربط بين نترات الأمونيوم التي انفجرت في الميناء وبين التنظيم أو حليفه الإقليمي بشار الأسد.
يقول محللون إن الرقم يتجاوز المقاتلين على الأرجح، ليضم عناصر لم تقاتل من قبل.
مهند الحاج، من كارنيجي بيروت، يعتبر العدد “مقبولًا ومعقولًا” فقط إن كان يشمل كل من تلقى دورة تدريبية قتالية دون خبرة فعلية أو دورات تنشيطية لاحقة.
ويقدر جوزيف ضاهر، مؤلف كتاب “الاقتصاد السياسي لحزب الله اللبناني”، تعداد جناح حزب الله العسكري بـ 40-50 ألفًا، بينهم 20 ألفًا فقط يعملون بشكل دائم. وإذا أضيف الجهاز الأمني فقد يصل العدد الكلي لـ 60 ألفًا كحد أقصى.
إذًا، لماذا بالغ حسن نصر الله في الأعداد؟
تعتبر جيرزاليوم بوست أن الرقم يرمز لرغبة حزب الله في إظهار تحوله من “حركة مقاومة صغيرة” إلى جيش أكبر من الجيش الرسمي نفسه.
واستنادًا إلى تلميح حسن نصر الله إلى أنه “لن ينجر إلى حرب أهلية”، تعتبره الصحيفة “كارت إرهاب” لخصومه، باعتبار أن اندلاع الحرب الأهلية الأولى جرى بعد تحريضات متبادلة بين الميليشيات المسيحية في مواجهة الميليشيات المسلمة “السنية والدرزية غالبًا”، وكذلك التنظيمات الفلسطينية، بينما تغيرت المعادلة الآن، بوجود حزب الله، وباحتفاظ الأقلية الشيعية بسلاحها باعتبارها “قوة مقاومة”.
خبيرة شؤون لبنان في معهد واشنطن حنين غدار، تقول إن أزمة حزب الله الحقيقة حاليًا هي “نوعية المقاتلين لا عددهم”؛ والتي تراجعت جودتها بسبب طول الحروب، وتغييرات الميزانية، والتجنيد الطارئ في سوريا.
التغيير طال خصوصًا “قوة الرضوان” التي كانت تضم نخبة مسلحي حزب الله (10 آلاف) خسر منها 2,000 مسلح في حرب سوريا.
2- أزمة الحاضنة الشعبية:
مثل بقية الطوائف، سقط جمهور حزب الله في براثن الفقر بسبب الأزمة المالية الحادة. بينما ينظر المزيد من اللبنانيين للتنظيم باعتباره جزءًا من الطبقة الحاكمة الفاسدة التي دفعت البلاد إلى الإفلاس.
لكن مراقبين يقولون إن التنظيم، رغم ضعفه، يبقى القوة الأكثر هيمنة سياسيًا وعسكريًا. وهذا ما أراد نصر الله إيصاله: “أنا أقوى لاعب في لبنان،” وفق ساريت زهاوي، ضابطة المخابرات العسكرية السابقة ومديرة معهد ألما للأبحاث. وإن كان قد يأتي بنتائج عكسية لو رآه اللبنانيون قوة عظمى تهدد بمحاربة اللبنانيين أنفسهم.
اللواء اللبناني المتقاعد هشام جابر، الذي يرأس مركز الشرق الأوسط للدراسات والبحوث السياسية، يقول إن حزب الله سيتجنب الحرب الأهلية بأي ثمن؛ لأنه يملك القوة العسكرية للسيطرة على لبنان في أسبوع، لكن بفاتورة ستضره على المدى الأطول.
كلما اقتحموا منطقة وسيطروا عليها، سيتسارع العد التنازلي لوجود حزب الله، لأن وجودهم في لبنان حركة مقاومة وليس قوة للقتال في حرب أهلية.
موضوعات متعلقة
