العمائم الفاشلة | حسابات خامنئي خابت في لعبة أفغانستان.. هل قدمها هدية للخليج؟ | ترجمة في دقائق

العمائم الفاشلة | حسابات خامنئي خابت في لعبة أفغانستان.. هل قدمها هدية للخليج؟ | ترجمة في دقائق

18 Sep 2021
أفغانستان إيران
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلاً عن مقال سايروس يعقوبي في أوراسيا ريفيو: خطأ خامنئي الكبير في أفغانستان


كان يبدو أن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان حمل بعض الأخبار الجيدة لإيران “مبدئيًا”.. المرشد الأعلى علي خامنئي رحب بالفكرة فورًا؛ لأن نظامه لن يشعر مجددًا بأي تهديد من وجود قوات أمريكية على حدوده الشرقية.

بجانب ذلك، كان يفترض أن وضع كابول الهش – عبر التحالف الذي كان محتملًا بين حكومة الرئيس أشرف غني مع طالبان – يحمل فرصة أمام إيران لتوسيع نفوذها في أفغانستان.

بهذه المعطيات، أمر خامنئي وزير خارجيته السابق محمد جواد ظريف بالتدخل في ترتيبات أفغانستان الجديدة بدعوة الملا عبد الغني بردار إلى طهران بينما كانت طالبان لا تزال مصنفة كجماعة إرهابية.

كان واضحًا أن خطوة مماثلة ليست من اختصاص وزير الخارجية ولا حتى الرئيس حسن روحاني.. بل من اختصاصات المرشد الأعلى شخصيًا، الذي أوضح في خطاب 2 مايو 2021 أن “السياسة الخارجية في أي مكان في العالم ليست محصورة بين جدران وزارة الخارحية، وأن مسؤولين رفيعي المستوى خارج خارجية إيران هم من يرسمون بحق سياسة البلاد الخارجية”.

كان خامنئي يقصد نفسه بوضوح. كان يوضح أنه صانع القرار، وأن الخارجية مجرد جهة تنفيذ لا أكثر.

سقوط خطط خامنئي في أفغانستان

كان خامنئي قد سعى للتوصل إلى اتفاق مع طالبان بشأن حكومة مستقبلية قبل مغادرة القوات الأمريكية أفغانستان.

لكن الرحيل السريع للولايات المتحدة، ومغادرة أشرف غني البلاد، وانتصار طالبان الخاطف في جميع أنحاء أفغانستان، دمر جميع خطط خامنئي.

التدمير تضاعف خاصة بعد إعلان طالبان عن أعضاء حكومة أفغانستان الجديدة من وزراء جميعهم من البشتون وجماعة حقاني التي تخوض صراعًا خطيرًا مع نظام خامنئي.. دون أي تمثيل لمن يوالون إيران أو للأقلية الشيعية الهزارة.

تسبب ذلك في حدوث صدع وانتقاد بين مسؤولي النظام بشأن سياسة خامنئي الخارجية تجاه أفغانستان. هل اختاروا الجانب الخطأ؟ هل طالبان أقل خطرًا على حدود إيران الشرقية من قوات أمريكية كان واضحًا أنها لا تنوي أبدًا استخدام القوة لمهاجمة إيران؟

في الواقع، بعد تجربة أفغانستان والعراق، كانت السياسة الأمريكية واضحة: واشنطن لن تتدخل عسكريًا لتغيير القواعد في دول أخرى. بالتالي، لم تكن الولايات المتحدة راغبة ولا مستعدة للقيام بمثل هذه المخاطرة مع نظام خامنئي.

أضف إلى ذلك أن المخاطر مضاعفة في حالة إيران حتى لو فكرت الولايات المتحدة في مهاجمتها. إيران تختلف اختلافًا جوهريًا عن العراق أو أفغانستان من حيث موقعها الاستراتيجي والحدود مع روسيا وقدراتها وحجمها وعدد سكانها، بما يجعل مهمة إسقاط نظام خامنئي – إن أرادت أمريكا أصلًا – في غاية التعقيد.

بعد انسحاب بايدن | طالبان – الحرس الثوري.. هل يستمر شهر العسل ؟| س/ج في دقائق

إيران الخاسرة

في مقابلة مع صحيفة اعتماد في 1 سبتمبر، قال محسن أمين زاده، نائب وزير الخارجية الإيراني خلال رئاسة خاتمي: “في التطورات الأخيرة، كانت حركة طالبان وباكستان هما الرابحين الرئيسيين في الانسحاب المتهور للقوات الأمريكية من أفغانستان. والرابحون القادمون هم حلفاء باكستان: عرب الخليج.”

أضاف زاده أنه يرى أن الخاسرين الرئيسيين في هذا الحدث هم شعب أفغانستان وكذلك إيران.

ولام زاده الحكومة الإيرانية، وخاصة الجيش، لأنهم لم يؤدوا واجبهم في إدارة الأمن القومي الاستراتيجي لإيران، ولم يديروا الوضع بعد انسحاب الولايات المتحدة.

س/ج في دقائق: كيف تحول شيعة أفغان لمحاربين بالوكالة في سوريا؟

الموت لباكستان وطالبان

في هذه الأيام، ومع تزايد وضوح مواقف طالبان وسياساتها، نشهد مظاهرات في مدن إيرانية مختلفة تندد بطالبان وباكستان في أفغانستان.

في المظاهرات يتردد الهتاف بشكل واضح: “الموت لباكستان وطالبان”. ومن الواضح أن السلطات الإيرانية نظمت هذه المظاهرات، لأنه في إيران يجري قمع أي مظاهرات غير مرخصة بسرعة، لكن هذه المظاهرات غير المرخصة لم تتوقف.

قال وزير الخارجية الإيراني الجديد أمير عبد اللهيان في 8 سبتمبر في اجتماع افتراضي لوزراء خارجية الدول المجاورة لأفغانستان: “إن جمهورية إيران الإسلامية تتابع التطورات في أفغانستان بجدية وتتابع قضية تشكيل حكومة شاملة بمشاركة جميع المجموعات العرقية، ونأمل أن تفي طالبان بوعودها”، مبديًا قلق إيران من تنامي انعدام الأمن والإرهاب في أفغانستان.

إيران تخشى انتهاك حقوق الإنسان!!

في محادثة هاتفية في 7 سبتمبر مع تشارلز ميشيل، رئيس مجلس أوروبا، أشار الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى أفغانستان معربًا عن قلقه بشأن الوضع الحالي هناك.

رئيسي قال إن احترام حقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل من الشواغل الخطيرة لإيران في أفغانستان، وأن بلاده ستبذل قصارى جهدها لحماية الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الأفغاني.

في الوقت نفسه، يعلم الجميع أن حقوق المرأة والأقليات الدينية والعرقية في إيران يتم تجاهلها بسهولة وأن معظم الانتهاكات ضد تلك الفئات تحدث بشكل منهجي بناءً على طلب المرشد الأعلى.

والسؤال الآن: كيف أصبحت إيران قلقة على حقوق النساء والأطفال الأفغان؟

بالطبع، على الرغم من أن من يسمون أنفسهم بالمحافظين في إيران ما زالوا يدعمون حكومة طالبان وإنشاء الدولة الإسلامية، بسبب قربهم من رؤية طالبان للإسلام، فإن ردود الفعل هذه تظهر بوضوح خلافًا عميقًا بين السياسيين الإيرانيين حول الوضع في أفغانستان.

إن وجود مثل هذه الحكومة على حدود إيران الشرقية التي يبلغ طولها 935 كيلومترًا أمر مقلق، لذلك يعتقدون أن إيران كانت الخاسر الرئيسي في التطورات الأخيرة في أفغانستان.

خاصة أنه في وقت تعاني إيران أسوأ وضع اقتصادي ويعيش ما يقرب من 80٪ من الإيرانيين تحت خط الفقر، لجأ ما يقرب من 4 ملايين أفغاني إلى إيران، ومن المتوقع زيادة العدد في المستقبل القريب.


 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك