فورين بوليسي | ٤ أدوات إيرانية لنشر التشيع في سوريا.. إلى أين وصلت؟| س/ج في دقائق

فورين بوليسي | ٤ أدوات إيرانية لنشر التشيع في سوريا.. إلى أين وصلت؟| س/ج في دقائق

25 Jul 2021
إيران سوريا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

كان نظام حزب البعث بقيادة الرئيس السوري السابق حافظ الأسد أول من اعترف بشرعية ثورة الخميني الإسلامية في إيران، لكنه مع ذلك ظل حريصًا على عدم السماح لإيران بتوسيع نفوذها في سوريا.

وصل نجله بشار الأسد إلى السلطة وواجه انتفاضة ثم حربا أهلية منذ 2011، فقاده الإحساس باليأس لإعطاء إيران فرصتها للتمدد في سوريا.. وكان نشر التشيع إحدى الأدوات التي استخدمتها إيران لتوسيع نفوذها.

من أجل نشر التشيع في سوريا استخدمت إيران عدة طرق من بينها: تأليف القلوب بالمال، وإعادة تدوين التاريخ الديني لسوريا، وتغيير التركيبة الديموغرافية، وتمكين الشيعة من مفاصل الدولة السورية.

لكن على عكس لبنان والعراق، فإن سوريا ذات أغلبية سنية، وهذا جعل المهمة شاقة على النظام الإيراني، الذي تجاوز التحديات من أجل تأمين طريق الهلال الشيعي.

ويرى مراقبون أن الوجود والأنشطة الإيرانية زرعت بذور تمرد مستقبلي في سوريا.

س/ج في دقائق


ما طبيعة العلاقة بين نظامي سوريا وإيران؟

كان نظام حزب البعث بقيادة الرئيس السوري السابق حافظ الأسد أول من اعترف بشرعية ثورة الخميني الإسلامية في إيران. لكنه كان حريصًا على عدم السماح لإيران بتوسيع نفوذها في سوريا كما فعلت لاحقًا في لبنان من خلال حزب الله.

لكن الإحساس باليأس قاد نجله وخليفته بشار الأسد لإعطاء إيران فرصتها للتمدد في سوريا، فدخلتها القوات الإيرانية بعد فترة وجيزة من بدء الحرب الأهلية في 2011  للمساعدة في الدفاع عن نظام الأسد ضد المتمردين.

دعمت طهران ووكيلها حزب الله اللبناني النظام السوري في الحرب، وجلبت مقاتلين شيعة من أفغانستان والعراق وباكستان لمساعدته.

وبمرور الوقت، جندت إيران مقاتلين محليين في ميليشيات، ظاهريًا لحراسة المزارات الشيعية.

كما كثفت علاقاتها مع المراتب العليا للجهاز العسكري السوري، لا سيما الفرقة الرابعة برئاسة ماهر الأسد أحد أبناء حافظ الأسد الآخرين.

بعد عقد من الصراع، تسيطر الميليشيات المدعومة من إيران على ضواحي دمشق وتقوم بدوريات في المدن الاستراتيجية على حدود لبنان، كما أنهم موجودون بأعداد كبيرة في جنوب سوريا بالقرب من إسرائيل، ولديهم قواعد متعددة في حلب، وأقاموا منذ هزيمة داعش في 2018 معسكرات في البلدات والقرى على الحدود السورية العراقية.

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، ومع انحسار الصراع العسكري، وسعت إيران نفوذها الثقافي في الدولة التي مزقتها الحرب لتشجيع السنة على التحول إلى التشيع أو على الأقل تليين مواقفهم تجاه منافسيهم الطائفيين.

محور الممانعة | من حرب البسوس ومظلومية الحسين إلى التبعية والتفكك | محمد زكي الشيمي


ما أدوات إيران لنشر التشيع في سوريا؟

تستخدم إيران عدة طرق لنشر التشيع في سوريا، ومنها:

1- تأليف القلوب بالمال:

توزيع أموال على السوريين المحتاجين، وتقديم منح دراسية للأطفال للدراسة في الجامعات الإيرانية، ورعاية صحية مجانية، وسلال غذائية، ورحلات إلى المواقع السياحية لتشجيع التحول للتشيع.

2- إعادة كتابة التاريخ الديني:

تعيد ترميم الأضرحة القديمة وتشييد أضرحة جديدة لشخصيات شيعية، كما لو كانت تحاول إعادة كتابة التاريخ الديني لسوريا، ذات الأغلبية السنية والتي كان بها عدد قليل جدًا من الشيعة قبل الحرب.

3- تغيير التركيبة الديموغرافية:

عبر مصادرة أعضاء الميليشيات لممتلكات السوريين وجلب عائلاتهم من العراق ولبنان للاستقرار داخل سوريا.

4- تمكين الشيعة:

يهدف الاختراق الديموغرافي والثقافي لزيادة أعداد الشيعة في سوريا لتمكين إيران من المطالبة بالسلطة السياسية نيابة عنهم، عند مناقشة حل سياسي نهائي للأزمة السورية، ويمكنها أن تطلب منحهم مناصب في الحكومة والقوات المسلحة و مؤسسات أخرى.

يخشى الكثيرون من أن إيران تريد ممارسة نفوذها من خلال مؤيدين داخل النظام وليس فقط من خلال رئيس مدين بالفضل يمكن أن يتراجع دعمه، اعتمادًا على الصفقات التي يبرمها مع روسيا والإمارات التي تحاول إعادته إلى النطاق العربي.



هل كان نشر التشيع في أماكن بعينها أم في سوريا كلها؟

عكس لبنان والعراق، سوريا ذات أغلبية سنية، هذا يجعل المهمة شاقة للنظام الإيراني، لكن على الرغم من التحديات، فإن إيران مستمرة في طريقها لتأمين طريق الهلال الشيعي.

محافظة دير الزور هي المنطقة الرئيسية لمحاولات إيران لنشر التشيع، وتشهد مدينة أبو كمال، التي تقع على نقطة العبور الرئيسية للمحافظة مع العراق، الكثير من الأنشطة الإيرانية التي تأخذ أشكالاً مختلفة.

على سبيل المثال، أعادت ترميم حديقة القراميش في البوكمال، التي دمرها داعش، وأطلقت عليها اسم “حديقة الأصدقاء” إشارة لإيران وسوريا، كما تنظم الميليشيات الإيرانية بشكل أسبوعي أنشطة ترفيهية في الحديقة لإطلاع الناس، وخاصة الأطفال، على أئمة الشيعة، والإعلان عن إيران كقوة صالحة تتحدى إسرائيل والإمبريالية.

كما دعت إيران أهالي مدينة الميادين إلى مركز نور الإيراني الثقافي لحضور دورة حول مبادئ المذهب الشيعي، وفي نهاية الدورة يحصل كل من ينجح على نقود ونحو 100 ألف ليرة سورية وسلة طعام.

وفي دمشق وحلب فتحت إيران عددًا من المدارس الدينية والأضرحة والجمعيات الخيرية، ولجأت في بعض الأحيان لإغراء زعماء القبائل المحليين، الذين غالبًا ما يهتمون أكثر ببقائهم على قيد الحياة.

الهلال الشيعي | البرنامج النووي مجرد وزير ..الجائزة الكبرى لنظام إيران في مكان آخر | ترجمة في دقائق


هل نجحت إيران في خطتها؟

يقول بسام بربندي، الدبلوماسي السوري السابق المقيم في الولايات المتحدة، إن الوجود والأنشطة الإيرانية زرعت بذور تمرد مستقبلي في سوريا.

يوضح أن الإيرانيين وحزب الله ذهبوا إلى اللاذقية التي يهيمن عليها العلويون، لكنه لم يمنحوهم الفرصة للتمدد، وبالتالي توسعوا في المناطق السنية التي كانت تحت سيطرة داعش في الماضي.

نافار سابان، خبير النزاعات في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية والمتخصص في العلاقات السورية الإيرانية، يقول إن إيران أقامت ببطء ولكن بثبات علاقات مع السوريين من جميع الخلفيات. وقال: اشترت إيران عقارات في دير الزور وفي المناطق التي يسيطر عليها الأكراد من خلال السكان المحليين، ونسجوا شبكة عنكبوت في سوريا ولديهم أفراد في كل مكان، في الجيش والحكومة، وحتى بين رجال الأعمال السنة والمسيحيين.

لا توجد بيانات حول عدد السوريين الذين تمكنت إيران من تحويلهم للتشيع، أو عدد الذين خففوا مواقفهم تجاه أفكارها، لكن توسعها العسكري والثقافي والاقتصادي يخلق خطوط صدع جديدة في بلد هش بالفعل على جميع الجبهات.

خطة غسيل سمعة الحشد الشعبي | عالمانيون في خدمة التنظيمات الدينية | س/ج في دقائق


هل هناك مصادر أخرى لمزيد من المعرفة؟

إيران تحاول تحويل سوريا إلى التشيع؟ (فورين بوليسي)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك