اغتيال لقمان سليم | هل هذا سبب إقدام حزب الله على الجريمة اليائسة؟ | ترجمة في دقائق

اغتيال لقمان سليم | هل هذا سبب إقدام حزب الله على الجريمة اليائسة؟ | ترجمة في دقائق

8 Feb 2021
لبنان
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

المقال نقلًا عن مقال دانية الخطيب – الباحثة في معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية – الجامعة الأمريكية في بيروت – منشور في: أوراسيا ريفيو.


اغتيال لقمان سليم – المثقف والناشر الشيعي المناهض لحزب الله، والذي عثر عليه مقتولًا في منطقة الزهراني الجنوبية 4 فبراير – تغيير مهم في لبنان.

لبنان كان ينزلق بالفعل إلى الفوضى التي عززها انتشار فيروس كورونا. وأعمال الشغب التي اندلعت في شمال لبنان أعطت مؤشرًا على تنشيط دور سرايا المقاومة – إحدى أذرع حزب الله المقتصرة على غير الشيعة – في تجنيد السنة.

كان تفسير أعمال الشغب أن حزب الله أراد صرف الانتباه عن الضغط المتراكم عليه. ومع ذلك، فإن اغتيال لقمان سليم – إذا ثبت تورط حزب الله فيه – إشارة واضحة على يأس التنظيم.

المعارضة من داخل الشيعة

منذ انطلاق احتجاجات 2019، التي هدفت إلى قلب النظام الطائفي في لبنان، عارضها حزب الله. مع ذلك، كانت الجماعة أكثر شراسة عندما وصلت الاجتجاجات إلى داخل المجتمع الشيعي.

في بداية الاحتجاجات، ضرب حزب الله الحراك في المناطق الشيعية بعنف، ودمر خيام المتظاهرين في النبطية وصور، وأما أولئك الذين انتقدوا رئيس حركة أمل نبيه بري أو زعيم حزب الله حسن نصر الله على منصات السوشال ميديا فتعرضوا للضرب وأجبروا على الاعتذار، ومع ذلك، استمر السخط وانتشرت المعارضة.

لماذا حزب الله غاضب من وصول التذمر إلى المجتمع الشيعي تحديدًا؟

لأنه – مع حركة أمل – اعتادا احتكار تمثيل شيعة لبنان؛ أي شيعي يريد أن يترقى في مراتب الحياة العامة يجب أن يمر عبر قنواتهما.

في المقابل، يقدم حزب الله خدمات اجتماعية لا توفرها الحكومة نفسها، مثل التعليم والرعاية الصحية والتوظيف، هذه الخدمات الاجتماعية، مقترنة بأيديولوجية متشددة، ضمنت الولاء الأعمى داخل المجتمع الشيعي.

كان من الشائع جدًا سماع الناس يقولون “سنضحي بأرواحنا من أجل حذاء السيد” (أي زعيم حزب الله حسن نصر الله). رغم ذلك، كان الولاء الأيديولوجي يتضاءل، لأن حزب الله توقف عن الرد على الاستفزازات الإسرائيلية في لبنان وسوريا وركز بدلًا من ذلك على حماية بشار الأسد.

في غضون ذلك، أثرت الأزمة الاقتصادية والعقوبات على قدرة حزب الله على توفير مستويات معيشية مريحة للمجتمع الشيعي.

لبنان.. صقلية الجديدة

لماذا اغتيال لقمان سليم تحديدًا ؟

كان حزب الله ينظر إلى لقمان سليم شخصيًا على أنه تهديد. كانت لديه القدرة على تقسيم الشارع الشيعي وإنشاء حركة جديدة تناهض حزب الله.

كان منفتحًا في علاقاته مع الولايات المتحدة ودول أوروبا.

لم يخفه اتهامه بأنه “شيعي السفارات”، فلقد اعتاد حزب الله اتهام أي شخص لا يلتزم بالسير خلفه بأنه “عميل للغرب” وينفذ أجندة الولايات المتحدة وإسرائيل.

مع ذلك، فإن اغتيال لقمان سليم سيكون بمثابة مقامرة عالية الخطورة إذا ثبت تنفيذه من قبل حزب الله.

سليم شخصية بارزة، عكس الشباب العاديين الذين ينتقدون حزب الله فيتعرضون للضرب لسوء التصرف ثم لا يسمع عنهم أحد مرة أخرى. اغتيال لقمان سليم نال إدانة من وزيرة الخارجية الأمريكية وكذلك من فرنسا.

كيف أصبح حزب الله مالكًا لقرار الحرب والسلم في لبنان؟ | خالد البري

ورطة حزب الله

بعض التقارير تقول إن اغتيال لقمان سليم حدث أثناء ترتيب انشقاق أحد ممولي حزب الله الذي كان متورطًا في أنشطة غسيل الأموال للتنظيم.

وإذا كان هذا صحيحًا، فإن حزب الله في ورطة حقيقية، لأنه إذا كان الشخص الذي يغسل الأموال لصالح حزب الله على استعداد لفضحها، فهذا يعني أنه لا يمكن الوثوق بالدائرة المقربة من حزب الله.

في 2006، في ذروة المواجهة مع إسرائيل، اعتاد حسن نصر الله أن يتفاخر بأن الموساد، بكل قوته، لا يستطيع التسلل إلى حزب الله. لأن المنظمة كانت صلبة كالصخرة وكان جميع أعضائها موالين. ربما بدأ هذا التماسك ينهار وسط الضغط الناجم عن العقوبات وفقدان مصداقية قيادة الحزب.

سمعة حزب الله ليس سيئة فقط عند الولايات المتحدة فقط، ولكن أيضا عند الأوروبيين.

يُعتقد أن قرار ألمانيا العام الماضي تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، وإزالة التمييز بين جناحيه السياسي والعسكري، اتخذ بعد العثور على مخزن نترات الأمونيوم في البلاد، هذه المادة شديدة الانفجار، التي كانت سبب الانفجار الكارثي في ​​بيروت، تحمل بصمات حزب الله.

إضافة إلى ذلك، يتم الكشف عن عمليات الحزب لتهريب المخدرات في جميع أنحاء العالم. ففي أواخر العام الماضي، كشفت السلطات الإيطالية عن تهريب شحنة قرابة 15 طنًا من أقراص الكابتاغون من قبل حزب الله.

الترهيب العكسي

حزب الله بالتأكيد في موقف صعب: يفقد قبضته على المجتمع الشيعي بينما الضغط الدولي يتزايد. بالطبع، قد يؤدي اغتيال لقمان سليم إلى ترهيب “المنشقين الشيعة”، لكن قد يكون له أيضًا تأثير معاكس.

منى فياض، مثقفة شيعية مناهضة لحزب الله، تقول إن الاغتيال كان لتعليم الآخرين “درسًا” لكنهم “لن يظلوا صامتين”، كما ستمنح جريمة القتل الولايات المتحدة أداة لزيادة الضغط على الحزب، فضلاً عن الضغط على الحكومة اللبنانية لإجراء تحقيق قد يدين الحزب، بعد أن اتهمت زوجة سليم حزب الله صراحة وطالبت بإجراء تحقيق دولي في وفاته.

قد يكون هذا هو المؤشر الذي يحتاجه أعداء حزب الله للانقلاب على الحزب.

بالتأكيد كان حزب الله قد فكر في كل هذه العواقب، لكن اليائسين يتخذون إجراءات يائسة، وما زال الوقت مبكراً لإصدار حكم، لكن هناك شيئا واحدا مؤكدا: إذا كان حزب الله وراء هذه الجريمة البشعة، فهو يحفر قبره بنفسه.

لبنان: بثرة على بشرة .. بين نصر الله وعون والحريري .. هل يريد الشعب إحياء النظام | خالد البري

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك