الحرب في سنجار | المواجهة المباشرة المؤجلة بين إيران وتركيا هل تحدث في العراق| س/ج في دقائق

الحرب في سنجار | المواجهة المباشرة المؤجلة بين إيران وتركيا هل تحدث في العراق| س/ج في دقائق

17 Mar 2021
إيران تركيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

انتهت الحرب في ناغورني كاراباخ بين أذربيجان وأرمينيا. لكن مطاردة القط والفأر بين إيران وتركيا تتواصل.. هذه المرة في سنجار – شمال العراق.

في حرب ناغورني كاراباخ عانت إيران من فقدان أوراقها بعدما طاردتها تركيا على ملعبها القديم. حاولت إيران الانخراط في صراع جنوب القوقاز، لكن قدرتها على التدخل الفعال كانت أقل بكثير مما قد يوحي به قربها الجغرافي من الصراع؛ لتجد نفسها مضطرة لدعم أذربيجان التي لا تثق بها.

بنهاية الحرب، وجدت إيران نفسها في أزمة أخرى. تركيا تنقل المعركة إلى سنجار العراقية، وهي أيضًا نقطة صراع بين نفوذ تركيا القديم وسيطرة إيران الحالية: ضاعفت تركيا انتشارها العسكري بذريعة محاربة مسلحي حزب العمال الكردستاني، بينما الحشد الشعبي الموالي لإيران يحشد الآلاف من قواته في سنجار لمواجهة “احتلال أنقرة”.

العراق وسوريا هما المكونان الرئيسيان لعمق إيران الاستراتيجي، كما أن الشق الفارسي من جمهوريات القوقاز أحد نقاط عمقها الثقافي. حضور تركيا بقوة في مجال النفوذ الاستراتيجي لإيران ليس خبرا مشجعا.

المفارقة في سنجار أن حزب العمال الكردستاني كان هدفًا لضربات إيران خلال سنوات الحرب، لكنها الآن تدفع بعناصرها للدفاع عنه ضد تركيا!

س/ج في دقائق


كيف اضطرت إيران لاختيار ورقة لا تريدها في حرب كاراباخ؟

 في حرب مثل كاراباخ، كان الطبيعي أن تختار إيران دعم أرمينيا التي تربطها بها علاقات أقوى. 

لكن إيران خشيت من تأليب تركيا للأقلية الآذرية داخل إيران على التمرد، كما فضلت محاولة تحجيم نفوذ تركيا المتصاعد هناك. في النهاية، كانت الخيارات أمام إيران محدودة، وكلها مرة. ولم تتمكن إيران من اتخاذ موقف يدعم نفوذها. وانتهت الحرب بحسم أذربيجان بدعم تركي.

أسوأ كوابيس خامنئي| لماذا إيران مضطرة لدعم حلفاء إسرائيل في حرب كاراباخ؟ | س/ج في دقائق


هل يتكرر المشهد في سنجار العراقية؟

ضاعفت تركيا انتشارها العسكري في شمال العراق بذريعة محاربة حزب العمال الكردستاني.

بدأت العملية العسكرية في دهوك في 10 فبراير بهدف تحرير رهائن أتراك احتجزهم مسلحو الحزب. فشلت العملية وقتل الرهائن، فأعلنت تركيا توسيع الحملة إلى سنجار الإستراتيجية على حدود العراق مع سوريا.

فور تهديد تركيا بغزو سنجار العراقية، نشر الحشد الشعبي الموالي لإيران الآلاف من مسلحيه في سنجار لمواجهة “احتلال أنقرة”، فيما اعتبرته تقارير مؤشرًا على دعم إيران للمسلحين الأكراد، الذين شنت حملة عسكرية ضدهم في يونيو 2020 بالمشاركة مع تركيا!

في 27 فبراير، قال سفير إيران في العراق إن يلاده “لا تقبل مطلقًا أن يكون لتركيا أو غيرها انتشار عسكري في العراق”. ليرد السفير التركي بأن “إيران آخر من يحق له إلقاء محاضرة على تركيا بشأن احترام حدود العراق”.

التوتر بين تركيا وإيران | هل اختلفتا بسبب السعودية؟ وهل تتصالحان على حساب الكرد؟| س/ج في دقائق



لماذا غيرت إيران موقفها من الأكراد؟

في يونيو 2020، شنت تركيا وإيران ضربات جوية ومدفعية متزامنة ضد الأكراد في شمال العراق. حينها، ظهرت تقارير حول تنسيق تحركهما العسكري في العراق.

لكن الخلاف المتجذر في اعتبارات توازن القوى وضمان النفوذ كانت أقوى هذه المرة.

على مدى العامين الماضيين، كان لدى إيران انطباع بأن نفوذها في العراق آخذ في التراجع مع تنامي التيارات المعادية، خصوصًا مع الاحتجاجات الشعبية أواخر 2019 ضد دور إيران، ثم وجه اغتيال قاسم سليماني أشد ضربة لنفوذ طهران.

تفاقمت المشاكل أكثر في مايو 2020، سبقه استقالة رئيس الوزراء المدعوم من إيران عادل عبد المهدي، ليحل محله مصطفى الكاظمي الأكثر استقلالية والساعي لموازنة نفوذ الجيران، بما في ذلك السعودية وتركيا، ليوقع اتفاقًا مع تركيا وحكومة كردستان يقضي بتطهير سنجار من حزب العمال الكردستاني،

لكن استبعاد إيران من الاتفاقية الثلاثية جعلها تشك في خطط تركيا الخاصة بالعراق لتأسيس وجود عسكري طويل الأمد في سنجار، كما فعلت سابقًا في شمال سوريا ودهوك العراقية.

وفي تكرار لنفس مشهد الحرب بين أرمينيا وأذربيجان، اضطرت إيران هذه المرة لدعم خصومها القدامى، الأكراد، أملًا في حرمان تركيا من النفوذ.


ولماذا تخشى إيران تنامي انتشار تركيا في العراق؟

بالنظر إلى أن العراق وسوريا هما المكونان الرئيسيان لعمق إيران الاستراتيجي، تبدو طهران غير راغبة في الأساس في مشاركة مجال نفوذها الاستراتيجي المتصور مع الخصوم، مثل حالة الوجود العسكري الأمريكي في العراق أو الاحتلال التركي لشمال سوريا.

تركيا هي أيضًا المنافس الاقتصادي الرئيسي لإيران في السوق العراقية، ففي 2019، صدّرت تركيا ما قيمته 10.2 مليار دولار من البضائع إلى العراق، متجاوزًا بشكل طفيف صادرات إيران البالغة 9.6 مليار دولار خلال الفترة نفسها.

كما استثمرت الشركات التركية حوالي 25 مليار دولار في تسعمئة من مشاريع البناء والبنية التحتية – بما في ذلك الطاقة والمياه والصناعات البتروكيماوية – في مدن عراقية مختلفة، وهناك أيضًا منافسة متزايدة بين طهران وأنقرة في صناعة الكهرباء في العراق، والتي كانت تهيمن عليها الشركات الإيرانية في السابق.

إلى جانب ذلك، تعتبر تركيا موقعها الجغرافي عند مفترق طرق أوروبا الشرقية وغرب آسيا ميزة جغرافية اقتصادية فريدة، وتسعى بشكل متزايد إلى احتكار طرق العبور،

وفي هذا السياق، من خلال توسيع العلاقات الاقتصادية مع العراق، تريد تركيا منع نقل الطاقة الإيرانية إلى أوروبا عبر العراق وسوريا، لتؤمن موقعها كمحور رئيسي لصادرات الطاقة إلى أوروبا، وممر عبور البضائع الأوروبية إلى الأردن والسعودية وباقي الخليج العربي.

الشرق الأوسط لا يسع الشاه والسلطان معا.. هل تندلع حرب تركيا وإيران في العراق؟ | س/ج في دقائق


هل يعني ذلك أننا بصدد مواجهة عسكرية بين البلدين؟

تركيا وإيران حاولتا تاريخيًا تحديد مصالحهما ومناطق نفوذهما في المنطقة بطريقة تتجنب الاحتكاك المباشر. لكن مصالحهما تتعارض على المدى الطويل عندما يتعلق الأمر بسوريا والعراق.

في أعقاب تصاعد المشاعر المعادية لإيران في العراق واغتيال سليماني، ربما يكون القادة الأتراك قد خلصوا إلى أن الوقت قد حان لدحر نفوذ إيران واستعادة ما يعتبرونه دورًا تاريخيًا لتركيا في العراق.

ومع ذلك، لا يبدو أن تركيا تسعى إلى مواجهة مع إيران في العراق، لكنها تتطلع إلى استغلال فراغ السلطة الحالي في البلاد لتعزيز نفوذها الاستراتيجي على جيرانها الجنوبيين على المدى الطويل.

على الرغم من عدم رغبة أنقرة في مواجهة طهران في العراق أو بشأنه، فإن المسار الحالي ينطوي على مخاطر حدوث صدام.

إذا كانت سوريا مثالاً على ذلك، فإن المقاربات الإيرانية والتركية الصارمة تجاه مناطق نفوذهما الفعلية أو المتصورة يمكن أن تؤدي بسهولة إلى التصعيد، إذا قرر أحد الطرفين تحدي مصالح الطرف الآخر.

في فبراير 2020، كانت إيران وتركيا على شفا مواجهة مباشرة في إدلب، بعد انتشار الميليشيات المدعومة من إيران لأول مرة في محافظة شمال غرب سوريا للمشاركة في القتال ضد المتمردين المدعومين من تركيا.

إذا أدت حملة تركية في سنجار إلى مواجهة بين تركيا وجماعات الحشد الشعبي المدعومة من إيران، فمن الصعب افتراض أن إيران ستجلس مكتوفة الأيدي وتدع الأتراك يمضون قدمًا كما يريدون.

على هذا النحو، على الرغم من أن طهران تشارك أنقرة مخاوفها بشأن التمرد الكردي في شمال العراق، إلا أن مخاوفها بشأن التداعيات طويلة المدى لحملة عسكرية تركية ممتدة قد تضعها مع الأكراد ضد تركيا.

تسريبات إيران (٤)| عملاء طهران وجدوا مكانًا بين الكرد. لولا استفتاء الاستقلال | س/ج في دقائق


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

هل إيران وتركيا على مسار تصادم في العراق؟ (ناشونال انترست)


 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك