تسجيل صوتي مسرب منسوب إلى قادة في الحرس الثوري يناقشون عمليات فساد ضخمة تورط فيها مسؤولون كبار بعضهم في الدائرة القريبة من مجتبى خامنئي، نجل المرشد الأعلى علي خامنئي، ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف.
بحسب التسجيل، كان قائد فيلق القدس المغتال قاسم سليماني منزعجًا من اختلاس أموال كان يفترض أن تذهب إلى قواته، لكنها وجدت طريقها إلى قادة الحرس الثوري. في الشهور التالية،
واجه سليماني نفسه اتهامات بالفساد كان محركها الأساسي استخبارات الحرس الثوري، وبلدية طهران
فما تفاصيل الملف؟
وهل عاقب الحرس الثوري قاسم سليماني حيًا؟
س/ج في دقائق
ماذا تضمن التسريب الصوتي؟
يتضمن التسريب، الذي بثته إذاعة فاردا، الممولة أمريكيًا، محادثة لـ 50 دقيقة، بين قائد الحرس الثوري السابق محمد علي جعفري، ونائبه للشؤون الاقتصادية صادق ذو القدرنيا، في 2018.
بحسب أوامر خامنئي، كان يفترض أن تذهب 90٪ من أرباح شركة ياس القابضة، التي يديرها الحرس الثوري، لتمويل فيلق القدس، على أن تخصص الـ 10% المتبقية لتلبية احتياجات الحرس الثوري العامة.
لكن، وبحسب التسريب الذي سجل في مسجد، حدثت عملية اختلاس بحدود 3 مليارات دولار، من الأموال التي كان يفترض أن تذهب إلى فيلق القدس.
الجهتان المتورطتان في الاختلاس كانتا قيادة الحرس الثوري نفسه وبلدية طهران.
وبحسب المناقشة الواردة في التسجيل، اقترح رئيس بلدية طهران حينها، محمد باقر قاليباف، الذي أصبح رئيس البرلمان حاليًا، على رئيس استخبارات الحرس الثوري، حسين طيب، توقيع عقود وهمية بين البلدية وشركة ياس، لتبرير اختفاء الأموال.
لماذا لم تكتمل الصفقة؟
وفق التسجيل، رفض نائب قائد الحرس الثوري توقيع الصفقة، محتجًا بـ “الأذى الذي سيطاله” حال التوقيع.
مصدر الأذى كان قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، الذي اغتالته الولايات المتحدة لاحقًا، والذي أبدى انزعاجًا من مستويات الفساد في الحرس الثوري، بقيادة نائب منسق الحرس حينها، جمال الدين آبرومند، وغيره من الجهات النافذة.
وقال جعفري لصادق ذو القدرنيا إن سليماني كان على دراية جيدة بالفساد الذي أكل أموال فيلق القدس، وإنه تحدث مع خامنئي شخصيًا حول الأمر.
رغم شكوى سليماني، يتحدث التسريب عن علاقة وثيقة بين رئيس استخبارات الحرس الثوري حسين طيب، ومكتب خامنئي ونجله مجتبى، وأن حسين طيب كان داعمًا لرئيس بلدية طهران في هذا الشأن.
سليماني نفسه واجه اتهامات فساد.. هل لها علاقة بالتسريب؟
لا معلومات مؤكدة متاحة. لكن سليماني واجه اتهامات فساد بين 2018 و2019؛ الفترة التي يفترض أنها تلت المواجهة مع الحرس الثوري.
في 2019، اتهم الرئيس السابق، محمود أحمدي نجاد، قاسم سليماني بالتدخل شخصيًا لإطلاق سراح مهدي جهانغيري، شقيق إسحاق جهانغيري النائب الأول للرئيس السابق حسن روحاني، بعدما اعتقلته استخبارات الحرس الثوري بتهم فساد،
لكن شقيقه قال إن المعتقل بريء، وأن الاعتقال حدث “بدوافع سیاسیة”، قبل عودته لمزاولة نشاطه الاقتصادي، بوساطة سليماني
في نفس السنة، طالت سليماني اتهامات أخرى حول التورط في قضية فساد، كان مصدرها أيضًا شكوى من استخبارات الحرس الثوري، ضد حمید بقائي، المساعد الأسبق لأحمدي نجاد، الذي واجه تهمة اختلاس ما یزید على 4.5 مليون دولار، تسلمها من الحرس الثوري لينفقها في شؤون تتعلق بأفريقيا، فسلمها إلى سليماني.
وحوكم بقائي بالسجن 15 عامًا. لكن سليماني ظل خارج دائرة الاتهام الرسمي.
في 2019 أيضًا، قال عضو مجلس بلدية طهران، مرتضى الويري، إن البلدية أرسلت 12 ملف فساد، بعضها يخص زوجتي سليماني، وقائد الحرس الثوري محمد جعفري، لكن السلطة القضائية لم ترد على أي منها.
— إيران إنترناشيونال-عربي (@IranIntl_Ar) June 8, 2019
هل كان هناك أي رد فعل رسمي على التسريب؟
رغم الصدى الواسع الذي أثاره النشر داخل إيران، التزم الحرس الثوري والإعلام التابع له بالصمت التام.
لكن وسائل إعلام أخرى نشرت – على استحياء – تصريحات لعضو لجنة الأمن القومي في البرلمان، محمود عباس زاده، وتغريدات المستشار الإعلامي لقاليباف، محمد سعيد أهدان، وكلاهما قللا من أهمية التسجيل ومحتوياته.
لكن عباس زادة تحديدًا اعترف بوجود اختراق للحرس الثوري تسبب في تسريب التسجيل الذي اعتبره “حربًا نفسية للعدو”.
نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاقتصادية، محسن رضائي، تجاهل التسريب، لكنه قال إن “الفساد أخطر على إيران من العقوبات الغربية”.