تجنيد داعش للأطفال في أفريقيا.. هل يكون طريق التنظيم إلى العودة؟| س/ج في دقائق

تجنيد داعش للأطفال في أفريقيا.. هل يكون طريق التنظيم إلى العودة؟| س/ج في دقائق

21 Aug 2021
أفريقيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

أدى تراجع تنظيم داعش في دول الشرق الأوسط إلى اتجاهه للعمق الأفريقي، ونتيجة للخلل الذي أصاب عدده وعتاده، اتجه التنظيم لنهج سلوك بنيوي وهيكلي جديد اعتمد بشكل كبير على جناح لتجنيد الأطفال، والاستعانة بهم في العمليات العسكرية، لتعويض النقص في صفوف التنظيم.

في يونيو الماضي، أغار أطفال مجندون على قرية سولهان الواقعة شمال شرق بوركينا فاسو، لتسفر المذبحة عن مقتل أكثر من 130 شخصاً، وهو الهجوم الذي اعتبرته الأمم المتحدة الأسوأ منذ تمركز الجماعات الإرهابية بالمنطقة.

فكيف تمكن الجهاديون من استقطاب هؤلاء الأطفال؟ وما هي الدوافع التي اضطرت الأطفال للانخراط في هذه الأعمال؟

الإجابة عبر:

س/ج في دقائق؟


هل ساعدت البيئة داعش على تجنيد الأطفال؟

وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف يتجاوز عدد الأطفال المجندين في أفريقيا 250 ألف طفل أي 40% من جُملة الأطفال المجندين حول العالم.

في إحصائيات صادرة عن معهد هيدلبيرج لأبحاث الصراع الدولي تحتضن القارة الأفريقية نحو 97 صراعاً مسلحاً ممتداً، وهو ما يشكل في جملته 24% من جملة الصراعات العنيفة حول العالم، التي أفرزت أطفالاً ضحايا استغلتهم التنظيمات الجهادية، واستقطبتهم لصفوفها لخدمة التنظيم عبر تجنيدهم.


ولماذا ينضم الأطفال لداعش؟ 

لا يمكن إلقاء المسؤولية كاملة على الأسرة التي انضم فرد منها إلى تنظيم جهادي، فإشكالية تجنيد الأطفال ترجع إلى حزمة من العوامل الأمنية والسياسية والاقتصادية، التي أدى تلاقيها في بيئة غير مستقرة لبروز تلك الظاهرة، فهناك جُملة من المحفزات دفعت الأطفال إلى الانضمام لتلك التنظيمات، يمكن إبرازها على هذا النحو:

1- الصراعات الداخلية:

 وهو ما أدى بطبيعة الحال لتوترات أمنية، جعلت من تلك الدول بيئة خصبة لاحتضان الجماعات الإرهابية.

2- المركزية والسلطوية المطلقة:

تعتمد الدول الأفريقية على المركزية المطلقة، وشخصنة الحكم، لكن مع انعدام الكوادر السياسية ومحاولات القضاء على النخبة، وكذلك استشراء الفساد أصبح هناك هشاشة في القبضة المركزية، ليتهيأ المناخ من أجل إعادة تموضع التنظيمات الجهادية.

3- أزمة الغذاء وضعف الاقتصاد:

على الرغم من امتلاك القارة إمكانات وموارد تؤهلها لتوفير متطلباتها واحتياجاتها بمختلف المستويات والقطاعات، فإنها لم تتمكن من ذلك نتيجة لنقص الخبرة وتراجع المستوى التعليمي، وهو ما يدفعها لاستيراد كافة احتياجاتها من الخارج بأضعاف الثمن، مما يجعلها عرضة للتأثر بالمتغيرات العالمية كما حدث خلال الأزمة العالمية 2008، وما يحدث حاليًا في ظل جائحة كورونا.

هذا يضع معظم دول القارة أمام تحدي تحقيق الأمن الغذائي، لأن المجاعات تمثل أبرز دوافع ترغيب الأطفال في الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية.

4- تراجع المستوى التعليمي:

تعاني غالبية الأقاليم المهمشة البعيدة عن العاصمة والأقاليم الرئيسة تدني الوضع التعليمي، من حيث توافر المؤسسات التعليمية المؤهلة لاستقبال التلاميذ، أو حتى على مستوى توفير الكوادر التعليمية لتقديم المادة العلمية لهؤلاء الأطفال، وهو ما أدى -بدوره- إلى تضاعف معدلات الجهل والأمية بين التلاميذ، مما جعلهم صيدًا سهلًا وأكثر عرضة للاستقطاب الجهادي.

5- إعادة الهيكلة:

نتيجة للخسائر الفادحة التي تكبدها تنظيم داعش في سوريا والعراق، أصبح جُل اهتمامه منصباً حاليًا حول لملمة بقاياه ومحاولة إعادة تموضعه من جديد، وكذلك وضع استراتيجيات جديدة تتواءم مع المستجدات التي طرأت، لذا وجد التنظيم من استراتيجية تجنيد الأطفال مخرجاً للمأزق الذي واجهه أخيرًا من حيث نقص الأعداد بين صفوفه إلى جانب نقص الموارد والإمكانات، فالأطفال أقل كلفةً وأكثر إنجازًا وأخف تحركًا.


وكيف يتم تجنيد الأطفال؟

يعتمد التنظيم ست مراحل أساسية لاستقطاب الأطفال ودمجهم:

1- مرحلة الإغواء: وخلال تلك المرحلة يقوم التنظيم بعرض الأفكار والرؤى الخاصة به خلال تجمعات ومناسبات عامة.

2- مرحلة التعليم: وخلالها يكون الأطفال تعرفوا بشكل مبدئي على صورة التنظيم وماهيته، ويتم خلال المرحلة تلقين الأطفال بشكل مكثف المبادئ والممارسات الخاصة به، كما يتم تنسيق لقاءات مع القادة والمسؤولين بالتنظيم.

3- مرحلة الاختيار: يتم توزيع المهام على الأطفال وفقًا لقدراتهم وكفاءتهم واهتماماتهم.

4- مرحلة الإخضاع: تتم خلالها تدريبات جسدية ونفسية مكثفة يكتسب خلالها الأطفال مزيدا من القسوة والوحشية، كما يتم عزلهم عن أسرهم وترسيخ قيم الولاء والطاعة للتنظيم وقادتهم والتضحية في سبيل استمرار التنظيم وأفكاره.

5- مرحلة التخصص: يقوم خلالها التنظيم بتكثيف وإثقال الخبرات التي اكتسبها كل طفل خلال المراحل السابقة، عبر اجتيازهم العديد من التمرينات الشاقة والأكثر تخصصية.

6- مرحلة التعيين: يتم خلالها إلزام كل طفل بمهمة ودور ثابت يتلاءم مع ما اكتسبه من مهارات وخبرات، بل وحثهم على استقطاب أعضاء جدد.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

تجنيد الجماعات المسلحة للأطفال في أفريقيا .. منهجية الاستقطاب وآليات المواجهة (مركز المسبار للدراسات والبحوث)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك