Luca | لوكا.. نصف عائم من بيكسار ونصف غارق من ديزني | حاتم منصور

Luca | لوكا.. نصف عائم من بيكسار ونصف غارق من ديزني | حاتم منصور

11 Jul 2021
حاتم منصور
سينما عالمية
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

قبل لوكا Luca ومنذ 1995 حتى 2020، قدمت شركة بيكسار 23 فيلمًا كارتونيًا طويلًا. وعلى اختلاف شخصيات هذه الأفلام وأجوائها، يوجد دومًا خيط درامي شبه ثابت:

1- البطل الشغوف بتحقيق حلم أو هدف ما لنفسه.

2- أثناء سعيه وكفاحه لتحقيق هذا الهدف، يقابل شخصا آخر أو مجموعة ما، وتتغير وجهة نظره للحياة.

3- البطل يعيد صياغة أهدافه، بشكل يواكب أحلامه الجديدة الأكثر نضجًا، ويراعي أيضًا أحلام الآخرين حوله.

أشهر أعمال بيكسار

في أحدث أفلام بيكسار لوكا Luca يعود هذا الخيط الدرامي، مع بطل قادم من أعماق البحار إلى عالمنا البري، وتحديدًا إلى شواطئ إيطاليا، ليتعرف على أصدقاء جدد، ويجرب متعًا مثل تناول المكرونة وركوب الفسبا، في رحلة ستُغير فيه الكثير والكثير.

بفضل اختيار هذا الموقع، ولأن مؤلف ومخرج الفيلم إيطالي (إنريكو كاساروسا) ويعلم الكثير عن مزايا بلاده، يكتسب الفيلم الكثير والكثير من سحر إيطاليا، ليس فقط على المستوى البصري، لكن أيضًا من حيث الموسيقى والأغاني والثقافة واللغة وطباع البشر.

سبعة أفلام صاغت الحضارة المصرية القديمة بفخامة وهيبة بصرية | حاتم منصور

على ذكر المستوى البصري، فالملاحظ أن الفيلم يقدم شكل أكثر سحرًا وجاذبية لعالمنا البري، مقارنة بعالم البحار موطن البطل. وهي نقطة لا تواكب فقط طبيعة القصة، حيث البطل المبهور بعالمنا أكثر من عالمه البحري، لكنها تضيف أيضًا نكهة منعشة نسبيًا لعشاق بيكسار.

عالمنا ساحر بما يكفي هذه المرة، والإبهار لا يستلزم الغطس لأعماق البحار، أو غزو الفضاء، أو زيارة الحياة الأخرى بعد الموت، وغيرها من العوالم التي صالت وجالت فيها بيكسار سابقًا.

وللمرة الثانية بعد فيلم سول Soul ينجح خبراء بيكسار في ابتكار خليط بصري يجمع بين الواقعية بخصوص مكان، والطابع الكارتوني اللطيف. في سول كان هذا المكان هو مدينة نيويورك الأمريكية؛ هنا هو الريفيرا الإيطالية فترة الخمسينيات.

Soul | روح بيكسار تعود في أفضل حالاتها – الحياة الآخرة في أسئلة الحياة الدنيا| حاتم منصور

على مستوى القصة، وعلى عكس كثير من أفلام بيكسار السابقة، وبالأخص فيلمها الأخير سول الذي يلامس عالم الكبار وطباعهم النفسية، تميل الأحداث هذه المرة لعالم الصغار قلبًا وقالبًا، وتلامس في المتفرج نزعات طفولية، مثل الرغبة في التمرد والمغامرة والاستكشاف.

الصداقة بين البطلين في لوكا تعيدنا بالذاكرة لكلاسيكيات أدبية للأطفال، مثل مغامرات توم سوير وهكلبيري فين للكاتب الأمريكي مارك توين. وبالتأكيد يمكن ذكر روايات أقدم وأقدم مثل أسطورة عروس البحر كمصدر إلهام.

إجمالًا، نجح مؤلف ومخرج الفيلم إنريكو كاساروسا في تقديم عمل مسلٍ ومرح، يقتبس مما سبقه، ويقدم رسائل تربوية مثل قبول المختلف والترحيب به، وهي الرسالة المفضلة حاليًا بالمناسبة في أفلام الأطفال بالنسبة لهوليوود.

#نتفرج_بعدها_نحكم؟ لسكورسيزي وسبيلبرج وبيكسار رأى آخر | حاتم منصور

في المقابل، يعيب لوكا بشدة النهاية التي اختلق فيها حلًا دراميًا سهلًا لأهم عقدة واجهت البطلين، بشكل يجعلنا نتساءل: إذا كان الحل بهذه السهولة والسرعة، فهل كان من الصواب التركيز على هذه العقدة؟

على ذكر الحبكة والنهاية، لا يملك لوكا إذا فحصناه بدقة نفس العمق والثقل الفلسفي الموجود في أفلام أخرى لبيكسار مثل WALL·E – Inside Out – Up – Soul.

ولا يملك أيضًا نفس طزاجة وجاذبية الشخصيات الموجودة في أفلام مثل Finding Nemo – Monsters, Inc – Toy Story – Incredibles.

Toy Story 4.. كيف حولت بيكسار “قصة لعبة” الى قصة جيل كامل؟! | حاتم منصور

هذه المرة، الحبكة أقرب لفيلم رسوم متحركة من ديزني منها لفيلم أنتجته بيكسار.. حيث القصص التي تشهد اقتباسًا أكتر من الابتكار، والشخصيات التي تشبه غيرها.

لكن لوكا على كل بساطته من حيث القصة، يملك نزعة طفولية مرحة قادرة على التسلل إلى روحك أيًا كان عمرك، وطابعًا بصريًا خلابًا قادرًا على خطف عينك. والنجاح في هذه الجزئيات كان ولا يزال، علامة على جودة أي فيلم رسوم متحركة.

باختصار:

بيكسار تتخلى عن الثقل المعتاد لأفلامها، وتصحبنا هذه المرة لمغامرة خفيفة بسيطة سريعة منعشة مليئة بالأمواج والدراجات والسباقات والسحر الإيطالي. هذا بالتأكيد عرض لا يمكن رفضه في صيف حار.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك