الناشط اللبناني لقمان سليم المعروف بمواقفه ضد حزب الله يلقي مصرعه اغتيالا بخمس رصاصات، ليلة الأربعاء الخميس 3 فبراير 2021، أثناء عودته من حفل عائلي بمنطقة النبطية.
سليم اتهم حزب الله سابقا، بإرسال رسائل تهديد، ومحاولة تخويفه المستمر. وحمله مسؤولية أي مكروه يناله.
فمن هو لقمان سليم ؟ وما قصة تهديدات حزب الله ضده؟ وكيف اغتيل؟
س/ج في دقائق
من هو لقمان سليم ؟
لقمان سليم ناشط وناشر لبناني سياسي مستقل. ولد لعائلة شيعية لبنانية في 1962، في ضاحية بيروت الجنوبية، التي باتت لاحقًا مركز ثقل لحزب الله. ودرس في السوربون في فرنسا، ثم عاد إلى لبنان أواخر الثمانينيات.
أسس دار الجديد للنشر المعروفة بمحتواها المثير للجدل في لبنان، وخاصة فيما يخص حزب الله.
ثم أسس “أمم للأبحاث والتوثيق” التي أنتجت العديد من الأفلام الخاصة بالتاريخ اللبناني والوثائق التاريخية والأعمال الفنية.
وهي من أنتجت فيلم “مقاتل” الذي أثار ضجة بعد كسر التابو في لبنان بتتبع المتورطين في مذبحة صابرا وشاتيلا ضد الاجئين الفلسطينيين في سبتمبر 1982، حيث أجرى صناع الفيلم مقابلات مع ستة من رجال الميليشيات المسيحية المارونية الذين وصفوا بتفاصيل مروعة أحيانًا كيف ولماذا شاركوا في المجزرة.
مساء الأربعاء، كتبت شقيقة لقمان سليم عبر فيسبوك إنها فقدت الاتصال بشقيقها بعد مغادرته حفلًا في منزل أحد أصدقائه في بلدة صريفا، قضاء صور في جنوب لبنان.
شقيقي #لقمان_سليم غادر #نيحا الجنوب من ٦ ساعات عائدًا إلى بيروت وهو لم يعد بعد . هاتفه لا يردّ .لا أثر له في المستشفايات . من يعرف عنه ليتواصل معي مشكورًا .
لقمان سليم من أبرز معارضي حزب الله في لبنان. انتقد سياسات التنظيم علنًا منذ سنوات. انتقد سلاح الحزب ووصفه بالميليشيا، واعتبر أن أجنداته تقدم مصلحة إيران على لبنان.
هذا عرضه لحملات تخوين متتالية من حزب الله والميديا المقربة منه. صحيفة الأخبار اللبنانية اتهمته علنًا بالعمالة في 2012.
في ديسمبر 2019، أصدر لقمان سليم بيانًا يحمل فيه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ورئيس حركة أمل نبيه البري المسؤولية الكاملة عن حياته وحياة عائلته، بعد اقتحام مجموعة من مؤيدي الحزبين لحديقة مؤسسته “أمم للتوثيق والأبحاث” في 11 من نفس الشهر، مرددين عبارات تخوين وسب وملوحين برصاص وكاتم صوت.
بعد يومين فقط، علق أنصار حزب الله وحركة أمل لافتات على جدران المؤسسة ومداخلها، تحوي شعارات تخوين وتهديد.
وقتها أصدر لقمان سليم بيانا حمل فيه الحزب وحركة أمل، بشخص زعيميهما حسن نصر الله ونبيه بري، مسؤولية سلامته. بوصفهما قوتي الأمر الواقع في محل سكنه، لا يتم في المنطقة تحرك أمني إلا بعلمهما.
وزير الداخلية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي، وصف الجريمة بالمروعة، وقال إنه أجرى اتصالات مع قادة الأجهزة الأمنية لمتابعة تداعيات الاغتيال.
والمنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، أدان عملية الاغتيال وشدد على عدم تضييع الحقيقة والمماطلة في التحقيقات على نسق التحقيق في انفجار ميناء بيروت.
وأصدرت السفارة الفرنسية في لبنان بيانًا نددت فيه باغتياله وعبرت عن حزنها وقلقها الشديد لهذا الخبر، وكذلك فعل الاتحاد الأوروبي.