في 1968، أعلن السياسي اللبناني الماروني طوني فرنجية تدشين تيار المردة من قضاء زغرتا- الزاوية، شمال لبنان.
اسم التيار نفسه يحمل دلاله؛ كونه مشتقًا من محاربي المردة المسيحيين المارونيين الذين يقول مؤرخون إنهم أداروا مجتمعات مستقلة في لبنان والمرتفعات التي تحيطها على حافة الإمبراطورية البيزنطية بعدما دخل العرب سوريا في 630م، بالتالي تمتعوا باستقلال نسبي عن الدولتين العظميين المتقاتلتين على المنطقة حينها: الأموية والبيزنطية.
وفي 1970، انتخب زعيم تيار المردة طوني فرنجية عضوًا في المجلس النيابي، بينما انتخب والده سليمان فرنجية رئيسًا للبنان.
خاضت ميليشيا المردة الحرب الأهلية اللبنانية ضمن صفوف الجبهة اللبنانية، التي ضمت أيضًا حزب الكتائب، ضد "الحركة الوطنية اللبنانية" التي ضمت ميليشيات تنظيمات وأحزابا يسارية وناصرية متحالفة مع ميليشيات منظمة التحرير الفلسطينية.
نجحت الميليشيا المارونية في صد الهجوم عليها في زغرتا، وفي شن هجوم مضاد على ميليشيا منظمة التحرير الفلسطينية
لكن في مارس 1976، تعرض القصر الرئاسي - إبان رئاسة سليمان فرنجية الكبير - لهجوم كاسح من ميليشيا الحركة الوطنية، فتدخل لواء المردة لدعم كتيبة الحرس الجمهوري.
وبحلول يونيو 1976، كانت الميليشيات المارونية على وشك الهزيمة، فطالب الرئيس سليمان فرنجية سوريا بالتدخل؛
فتدخلت سوريا، التي كان يربط رئيسها علاقة صداقة قوية بفرنجية، ونجحت في صد الهجوم
ثم دخلت القوات السورية لبنان واحتلت طرابلس وسهل البقاع، متفوقة بسهولة على قوات الحركة الوطنية والميليشيات الفلسطينية.
تحالف سليمان فرنجية مع سورية أدى إلى انشقاق كبير داخل الصف الماروني. وشنت عناصر محسوبة على القوات اللبنانية (كانت وقتها الجناح المسلح للجبهة اللبنانية، شكلها بشير الجميل) هجومًا على المقر الصيفي لسليمان فرنجيبة في إهدن والقرى المسيحية المحيطة، أسفر عن مقتل قائد المردة النائب طوني فرنجية وزوجته وابنتهما.
وهو ما عرف بمجزرة إهدن.
في مجزرة إهدن، قتلت عائلة طوني فرنجية بالكامل، عدا ابنه سليمان طوني فرنجية، الذي كان غائبًا عن إهدن بسبب انتقاله إلى بيروت للدراسة وقت تولي جده الرئاسة اللبنانية.
بعد اغتيال عائلته قرر جده الدفع به لأصدقائه في سوريا لحمايته، لتقول روايات إنه سلمه إلى باسل الأسد، الابن الأكبر للرئيس السوري.
ومن وقتها توطدت علاقته بعائلة الأسد في سوريا، حتى إنه عندما أنجب أولاده سمى اثنين منهما باسم والديه: طوني وفيرا وكان الابن الثالث باسم باسل، تقديرًا لعلاقته بباسل الأسد.
في 1987، عاد سليمان فرنجية الحفيد من سوريا وهو في عمر الـ22 سنة، حيث أسس كتيبة مكونة من 3400 مقاتلاً، واتخذ من مدينة بنعشي مقرًا له، كما كانت مقرا لوالده طوني.
وفي 1989 قبل باتفاق الطائف، وسلم سلاح ميليشيا المردة للدولة اللبنانية، كما دعم ترشيح الرئيس رينيه معوض للرئاسة، أول رئيس للبنان بعد اتفاق الطائف.
في 2004، عين سليمان فرنجية وزيرًا للداخلية والبلديات في حكومة عمر كرامي. وفي عهده، شهدت لبنان الحدث التاريخي باعتيال رفيق الحريري، الذي أدى لاستقالة الحكومة أولًا، ثم إعادة تشكيل التحالفات السياسية في لبنان.
اختار فرنجية الانضمام إلى جانب حزب الله في التحالف الموالي لسوريا،
وفي يونيو 2006 ، أعلن تأسيس حزب المردة، وهو نفس العام الذي وقع فيه حزب الله والتيار الوطني الحر بقيادة ميشال عون وثيقة التفاهم.
بعد انتخابات 2018 حصل تيار المردة على ثلاثة مقاعد. لذا، ضمن حصة محدودة في تشكيل الحكومة، وكانت وزارة الإعلام إحدى الحقائب التي أسندت له. وفي 2021، اختار فرنجية جورج قرداحي وزيرًا للإعلام ضمن حصة تيار المردة.
جورج قرداحي، بجانب أنه يتشارك اسم عائلة والدة زعيم تيار المردة، فيرا قرداحي، فهو مؤيد لحلفائه في الداخل: حزب الله، ولحلفائه في الخارج نظام الأسد، وكان تأييده للأخير سببًا في تركه العمل بمجموعة إم بي سي السعودية.
جدير بالذكر أن تيار المردة يستعد للدفع بزعيمه سليمان فرنجية للترشح لانتخابات الرئاسة اللبنانية 2022،
سليمان فرنجيه.. رئيس جديد للبنان؟ (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى)
مرشح سابق لرئاسة لبنان: لا نتعامل مع السعودية بدونية(سي إن إن)
لبنان قد ينتخب رئيسا أمه مصرية ويتيما قتلوا كل عائلته (العربية)
فرنجيه «صديق الأسد».. هل يقترب من كرسى الرئاسة فى لبنان؟ (الأهرام)
فرنجية يرفض استقالة قرداحي: “مش جايبو لقدمو فدية لحدا” (موقع القوات اللبنانية)
السعودية تؤيد زعيم تيار المردة لرئاسة لبنان (الأهرام)