بودكاست | أسطورة ميدوسا | ما علاقة “حارسة المعبد” بضحايا اغتصاب الأقارب؟ | س/ج في دقائق

بودكاست | أسطورة ميدوسا | ما علاقة “حارسة المعبد” بضحايا اغتصاب الأقارب؟ | س/ج في دقائق

1 Sep 2022
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

استمع إلى بودكاست س/ج في دقائق حول أسطورة ميدوسا وعلاقتها بحكايات التحرش والاغتصاب من هنا، أو واصل القراءة إن أردت:


ما هي أسطورة ميدوسا أصلًا؟

أسطورة إغريقية قديمة تحكي عن عذراء في غاية الجمال أقسمت يمين العفة؛ لتهب نفسها لمعبد الإلهة أثينا.

أغرى جمالها إله البحر بوسيدون. لكنها رفضت إقامة علاقة معه، فاغتصبها بوحشية داخل المعبد.

غضبت الإلهة أثينا من تدنيس معبدها، وصبت غضبها على ميدوسا؛ التي نالت لعنة بأن أي شخص ينظر إلى وجهها يتحول إلى حجر فورًا.

ومع تناقل أسطورة ميدوسا بين الروايات الشعبية تعرضت للكثير من الإضافات؛ فتحولت ميدوسا إلى رمز للوحشية.


كيف انتشرت الأسطورة بين الأجيال الجديدة؟

قبل ظهور الترند المحلي حالي، أعيد إحياء أسطورة ميدوسا مرتين:

1- في القرن العشرين؛ وجهت الحركة النسوية الاتهام للسلطة الذكورية بتشويه صورة الإناث، من خلال استخدام الأسطورة كمثال على تحول المرأة من كائن بريء إلى وحش.

وبالتالي كان لابد للمرأة أن تدافع عن نفسها لتغيير الصورة؛ حتى لا تثبت وتتحول بمرور الزمن إلى رمز للعنف، كما حدث مع ميدوسا قديمًا.

2- في السنوات الأخيرة، أعاد الذكوريون استخدام أسطورة ميدوسا وصورة رأسها المقطوع؛ باعتباره المصير الحتمي للجيل الجديد من الساسة الإناث الذي بات ينافس على السلطة في الغرب.


ولماذا أسطورة ميدوسا مع حوداث التحرش والاغتصاب في الترند الحالي؟

1- يعتبر مستخدمو الأسطورة أن قصتها في رواية الشاعر أوفيد، الأشهر على الإطلاق، متطابقة بشكل كبير مع الواقع الحالي، باعتبار أن الإلهة أثينا -رغم كونها أنثى – لم تعاقب الإله المغتصب، لكنها صبت كل اللوم على الضحية.

الرواية نفسها قطعت باستحقاق ميدوسا للعقاب؛ من منطلق “كيف أغرت الإله ودفعته لكي يقوم باغتصابها؟” وهو نفس المنطلق الشائع بعبارات من نوع: “ماذا كانت ترتدي؟” وكيف أثارته؟ أو لماذا ذهبت إلى هذا المكان بمفردها؟

2- تعتبر إجابة عن سؤال كيف بدأت الأنثى التوكسيك، باعتبارها رمزًا للبراءة التي تحولت إلى وحش قاتل؛ بسبب تعرضها لحادث لم يكن لها فيه يد إلا كونها أنثى جميلة.

3- قائمة على إعادة إحياء أسطورة ميدوسا كنموذج لقوة التغيير، وقد تطور ذلك تاريخيًا من فلورنسا الإيطالية، حتى وصل ذروته في الثورة الفرنسية التي استخدمت رأس ميدوسا كشعار لمحاولة تفكيك النظام.

وفي القرن التاسع عشر ظهرت الروايات الأدبية الرومانسية التي أشارت إلى أن التخلص من نظرة الرجل المخيفة كافية لإستعادة جمال وإشراق المرأة.


لكن: لماذا تتذكر الضحايا تلك الأحداث بعد مرور سنوات على حدوثها؟

يفسر خبراء الطب النفسي والأعصاب بأن التعرض لخطر شديد؛ يخلق حالة مربكة بين الاستعداد القوي لمعركة حياة أو موت، أو الفرار، وصولًا لدخول الجسم في حالة تجمد أو شلل مؤقت، بالتزامن مع زيادة تركيز الحواس، والآلام الشديدة أو الدوخة. كل هذا بصورة تلقائية ولا يستطيع الضحية إيقافها.

في هذا الموقف يكون الشخص بكامل انتباهه، دون القدرة على منع الخطر، لينتابه بعد انتهاء الموقف مباشرة شعور بالذنب أو العار لأنه لم يحسن التصرف.

ولأن المخ يكون في أعلى مستويات ترميز الذكريات، يترك بعض التفاصيل الصريحة، بينما يحفظ باقي التفاصيل في اللاوعي، لتطارد الضحية بقية عمره تحت بند التهديد الشرطي؛ بمعنى أن العوامل أو المحفزات المحايدة التي ظهرت أثناء حالة التحجر النفسي، مثل: أغنية، أو لوحة على الحائط، أو رائحة معطر، تبقى محفوظة في اللاوعي وترتبط بالحادث.

وبمجرد أن تظهر إحدى تلك المحفزات؛ يأخذ الجسم وضع الاستجابة للتهديد، حتى إن لم يكن التهديد قائمًا في الأساس، في حالة تستمر مدى الحياة، تطارد الضحية للأبد، حتى لو يكن هناك مصدر قائم للتهديد.

أسطورة ميدوسا


وهل المشاركة في حملات مثل أسطورة ميدوسا على السوشال ميديا يمكنها حل المشكلة؟

طبقًا لأبحاث الطب النفسي؛ يتوقف حل تلك العقدة النفسية على مدى شعور الشخص بالأمان وقت استعادة الأحداث.

هنا نتحدث عن العلاج بالصدمة، أو النمو اللاحق للصدمة، من خلال استرجاع الذكريات المؤلمة في ظروف آمنة ومستويات إجهاد منخفضة نسبيًا وتحت السيطرة، بدرجة تساعد الضحية على تحديث أو إعادة تنظيم تجربة الصدمة، وربطها بتجارب أخرى أقل ضررًا.

وبالتالي يمكن القول أن العامل الأساسي في التجربة هو ظروف استرجاع الذكرى المؤلمة؛ لأنه إما أن يكون جزء أساسي من الشفاء، أو يؤدي لإعادة الصدمة وتثبيتها، وحينها تشعر الضحية بأن الحادث وكأنه يتكرر مجدًا.


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك