أوكرانيا تخوض حربها المدمرة الحالية مع روسيا بسبب الناتو.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يبرر الحرب في أوكرانيا بأنها بسبب خطط انضمام أوكرانيا إلى الحلف، بما هدد بجلب عدو الاتحاد السوفيتي القديم، ووريثتها روسيا، إلى حدود الاتحاد المباشرة.
الناتو يقول إنه لن يدفع عسكرييه إلى أوكرانيا لأنها ليست عضوا. وترد كييف بأنها طلبت الانضمام فعلًا، لكن بروكسل هي من تعطل الإجراء، ليرد الحلف بأن الفساد في أوكرانيا هو سبب التعطيل.
والنتيجة، أن كييف تتعرض للقصف الروسي المكثف، بينما يكتفي قادة الناتو بالصلاة من أجل السلام!
أين الناتو في معادلة الغزو الروسي لأوكرانيا؟
س/ج في دقائق
ما علاقة حلف الناتو بالتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا؟
بتعبير بوتين، مسيرة الناتو باتجاه الشرق تمثل عقودًا من الوعود الكاذبة من الغرب إلى موسكو، حيث وعد الناتو روسيا من التسعينيات أنه لن يتحرك شبرًا نحو الشرق، لكنه خدعها.
ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي في 1991، أصبح توسع الناتو أكثر أهمية للولايات المتحدة، التي تطلعت إلى تعزيز نفوذها في البلدان الخارجة من السيطرة الشيوعية، مثل بولندا والمجر والتشيك.
على مدار التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، توسع الناتو ثلاث مرات. ثم أعلن في 2008 أن أوكرانيا وجورجيا ستنضمان إذا استوفيتا سلسلة من المعايير.
الإنفوجرافيك التالي يلخص مسار توسع الناتو على حدود روسيا:
أحد المبادئ التأسيسية لحلف الناتو التي لا تزال قائمة حتى اليوم هو أنه في حالة تعرض أحد الأعضاء للهجوم، فإن كل عضو في الحلف سوف يسانده.
بالتالي، فمن المفترض من الناحية الفنية، وفق البتد الخامس، أن تخوض الولايات المتحدة حربًا مع أي جهة تهاجم بلدًا عضوًا. يعد هذا ضمانًا أمنيًا هائلاً للدول الصغيرة بشكل خاص.
مشكلة أوكرانيا تحديدًا أنها البلد الأكثر عرضة للتهديدات، لأن جلب صواريخ الناتو إليها يعني أن تكون على بعد 400 كليو متر من موسكو، ولأن بوتين يعتبر أوكرانيا “أزمة شخصية”، بوصف ضابط المخابرات الأمريكية السابقة، أندريا كيندال تيلور، ويؤمن تمامًا أن الأوكرانيين سيستيقظون يومًا ليقرروا العودة إلى حضن “بلدهم الأم”.
بالتالي، فاحتمال الاشتباك بين الناتو – روسيا سيكون قريبًا جدًا إن انضمت أوكرانيا للحلف.
الناتو يذر أوكرانيا كالمُعلَّقة.. كيف دفعت كييف الثمن؟
ترك الباب مفتوحًا أثار مخاوف “منطقية” في موسكو. وعدم السماح بانضمام أوكرانيا يعني عمليًا أن يبقى الناتو في دائرة “التضامن مع أوكرنيا” دون حمايتها.
في 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم وغزت شرق أوكرانيا، رد الناتو بتعليق التعاون مع روسيا وتعزيز التعاون مع كييف، وهو ما تكرر في 2022.
لكن الناتو لن يتدخل عسكريًا لحماية أوكرانيا، باعتبارها ليست دولة عضوًا يجب على بقية الأعضاء التدخل لحسابها عسكريًا.
أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ قال نصًا إن الحلف سيدافع عن “كل شبر من أراضيه”.. وبما أن أوكرانيا ليست من “أراضي الناتو”، بالتالي لن يتدخل الحلف.
نفس الموقف كرره بقية الأعضاء، خصوصًا الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أكد أنه لن يرسل أي قوات إلى أوكرانيا، رغم أن للولايات المتحدة نحو 90 ألف جندي بالفعل في أوروبا، معظمهم في ألمانيا، وإن كان وجه بإرسال 7 آلاف جندي إضافي إلى ألمانيا للتدخل إن تطور الهجوم الروسي إلى داخل حدود الناتو.
وما الرسالة السياسية المترتبة عن أزمة أوكرانيا بالنسبة للناتو؟
السؤال المهم في رأي الخبراء الذي يطرحه موقف الناتو كالتالي: ما مدى أهمية تحالف أوكرانيا مع الناتو إذا كان التحالف لا يمنحها أي ميزة في مواجهة الغزو الروسي؟
هذا الدرس لم يعه الناتو ولا الولايات المتحدة، وقد تكون الجهة الوحيدة التي ستدركه هي أوكرانيا. وبالتالي قد تغير نظرتها للانضمام للناتو الذي لم يدافع عنها، وقد يتسرب هذا التفكير لدول أخرى في الحلف أو تفكر في الانضمام إليه.
موضوعات متعلقة
