أزمة حول تمثال هندوسي عثر عليه في مسجد تتحول إلى دعوات لمقاطعة منتجات الهند في الكويت ودول أخرى، بعدما قالت متحدثة باسم الحاكم إن بعض معتقدات المسلمين أولى بالسخرية من سخرية الإسلاميين من إلهها.
فماذا حدث؟ وكيف تطورت هذه الأزمة؟
س/ج في دقائق
كيف بدأت الأزمة؟
العديد من المحاكم في الهند تنظر حاليًا دعاوى لإجراء عمليات تنقيب في مجمعات مساجد متنازع على ملكيتها الأصلية بين المسلمين والهندوس؛ لمعرفة ما إذا كانت تحوي رموزًا لآلهة هندوسية.
في إحداها، أمرت المحكمة بإجراء المسح المطلوب في مسجد جيانفابي، فعثر المنقبون على أثر يفترض أنه يمثل الـ “Shivling” أو اللينجام، الذي يمثل الإله الهندوسي شيفا، كما يظهر في الصور.
سخر الإسلاميون في الهند من الاكتشاف؛ باعتباره يمثل “نافورة” وليس أثرًا يخص التمثال الهندوسي، فاستضافت “تايمز ناو” المتحدثة باسم حزب بهارتيا جاناتا الحاكم، نوبور شارما، في حلقة نقاشية، للتعليق على الحدث، فأثارت تعليقاتها الغضب.
ماذا قالت المتحدثة تحديدًا لتثير كل هذا الغضب؟
في ردها على سخرية الإسلاميين، قالت شارما إن “العديد من معتقدات المسلمين ربما تستحق السخرية”.
تحدثت بالتحديد عن 3 نقاط: “الخيول الطائرة – نظرية الأرض المسطحة – زواج النبي محمد في سن يتجاوز الخمسين من طفلة بلغت 9 سنوات للتو، معتبرة أن العديد من الكتب المقدسة عند المسلمين “تستحق الذكر” في هذا الخصوص.
Prime Time debates in India have become a platform to encourage hate mongers to speak ill about other religions. @TimesNow's Anchor @navikakumar is encouraging a rabid communal hatemonger & a BJP Spokesperson to speak rubbish which can incite riots. Shame on you @vineetjaintimespic.twitter.com/lrUlkHEJp5
1- فيما يخص الخيول المجنحة، فقد وردت إشارة في القرآن إشارة إلى “الصافنات الجياد” التي فسرتها كتب التفسير باعتبارها “خيولًا مجنحة”.
كما ورد في الترمذي حديث: “إِنْ أَدْخَلَكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ كَانَ لَكَ فِيهَا فَرَسٌ يَاقُوتٌ لَهُ جَنَاحَانِ تَطِيرُ بِكَ حَيْثُ شِئْتَ.
2- بخصوص الأرض المسطحة، بعض الشيوخ حتى المعاصرين فسروا آيات من القرآن كإشارة لسطحية الأرض، وإن كان الغاب من التفسيرات الأحدث تسير باتجاه إنزال الآيات على ما يتفق مع العلم الحديث.
3- بالنسبة لسن السيدة عائشة وقت زواجها من النبي النبي، فأشهر الروايات في البخاري ومسلم، أنها قالت: (تزوجني النبي وأنا بنت ست سنين. وبنى بي وأنا بنت تسع سنين)، وإن كان هناك رجال دين قالوا لاحقًا إنها كانت بين السابعة عشر والعشرين وقت زواجها، لكنه ليس الرأي الأشهر.
1- شارما قالت إن تصريحاتها كانت ردًا عن السخرية من الإله الهندوسي، دون نية لإيذاء مشاعر المسلمين وسحبت تصريحاتها.
2- وجه الإسلاميون في الهند تهديدات باغتيال شارما وإيذاء عائلتها، فكرر متحدث آخر للحزب الحاكم نافين جيندال نفس تصريحات زميلته.
:@DelhiPolice@CPDelhi I am getting continuous death and beheading threats against my family and myself which are egged on by @zoo_bear because of his attempts to incite communal passions and vitiate the atmosphere by building a fake narrative.
3- خلال أقل من 24 ساعة من الواقعة، أصدر الحزب الحاكم بيانات رسمية يؤكد احترامه لكل الأديان، وطرد المتحدثين باسمه. لكن رئيس الوزراء نفسه خرج لتذكير شعبه بالإمبراطور المسلم أورنكزيب، الذي حكم الهند قبل 400 عام، ويشتهر بين الهنود بالجرائم الوحشية التي ارتكبها ضد غير المسلمين.
كيف خرجت الأزمة خارج الهند؟
بسبب الاستقبطاب الديني المتزايد في الهند، بعد مطالبة الهندوس بالصلاة في مسجد عمره قرون، بدعوى أنه بني على أنقاض معبد مهدم، هناك تحفز زائد بين المسلمين والهندوس بشكل كبير.
سريعًا، انتشرت أخبار التصريحات في الدول ذات الغالبية المسلمية، مع ترند تويتر “إلا رسول الله يا مودي”، في إشارة إلى رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
هنا، بدأت تتوالى بيانات الإدانة، مع رفع المنتجات الهندية من المتاجر في بعض الدول، مثل الكويت.
الأزهر أصدر بيانًا اعتبر ما حدث “متاجرة بالأديان لكسب الأصوات الانتخابية”، ووصفه بـ “تطاول وسوء أدب وإرهاب حقيقي”.
كما وصف مفتي عمان أحمد الخليلي تصريحات شارما بـ”حرب على كل مسلم”.
رغم موقف الحكومة الهندية من الأحداث، ورغبتها في فرض القومية الهندوسية في الداخل، إلا أنها تخشى إغضاب الحلفاء الدوليين في الشرق الأوسط.
زميل المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، حسن الحسن، يقول إن مودي حاول جاهدًا منع الأجندة السياسية الداخلية لحزبه من الامتداد خارج الحدود وتسميم علاقات الهند مع دول الخليج.
الحكومة الهندية أدركت أن الكثير من الجدال الديني كان يحدث منذ فترة ولم يلاحظه أحد، لكنها ترفض خروجه خارج الهند؛ لأن ذلك سيضر اقتصاد البلاد، بينما تعمل الهند ودول الخليج على تعزيز شراكتهما الاقتصادي. وتتطلع الهند، ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، إلى الشرق الأوسط للحصول على 65٪ من وارداتها من النفط الخام، و من ناحية أخرى، ترسل الهند ملايين العمال إلى دول الخليج الذين يرسلون حوالات بمليارات الدولارات إلى وطنهم.