هل مات النبي فقيرًا؟ أن تكون مليونيرًا مثل النبي ذلك أفضل | حسام أبو طالب

هل مات النبي فقيرًا؟ أن تكون مليونيرًا مثل النبي ذلك أفضل | حسام أبو طالب

31 Mar 2021
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

يحتفي خطباء المنابر بالفقر وفضله. يقولون إن النبي كان فقيرًا “يربط الحجرين على بطنه من الجوع”.

ينقلون عن زوجته عائشة أن “كان يمر علينا الهلال ثم الهلال ثم الهلال لا توقد نار في بيت رسول الله”، وأن طعامه وأهل بيته كان الأسودين: التمر والماء.

يبكي عمر بن الخطاب حاله لما رأى الحصير أثر في جنبه فقال: “يا رسول الله كسرى وقيصر وهم على كفر ينامون على الحرير والديباج وأحلى الفرش وأنت رسول الله وحبيب الله وأول من تفتح لك الجنة وتنام على الحصير. فيقول النبي: “أفي شك أنت يا بن الخطاب. قال: لا يا رسول الله. فقال النبي: أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا. أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخره”.

يقولون إنه لما حضرته الوفاة نادى النبي عائشة فسألها أين الدنانير السبعة؟ فإني لا أريد أن أموت وفي بيتي هذه الدنانير، فأمر بالتصدق بها.

يركزون على فضل الفقراء وعلى حديث البخاري: “مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل عنده جالس ما رأيك في هذا فقال رجل من أشراف الناس هذا والله حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مر رجل آخر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيك في هذا فقال يا رسول الله هذا رجل من فقراء المسلمين هذا حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع وإن قال أن لا يسمع لقوله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا خير من ملء الأرض مثل هذا”.

وفي “فضل العمال” ينقل المتقي الهندي حديث النبي: “أبشروا يا معشر صعاليك المهاجرين بالنور التام يوم القيامة تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يوم وذلك خمس مائة سنة”‏.‏

فهل كان النبي فقيرًا؟ هل مات فقيرًا؟ وهل فضل الفقراء على الأغنياء؟

ألغاز تراثية | هل كان المهدي المنتظر هو النبي محمد نفسه؟ ولماذا المسيح الدجال أعور؟ | هاني عمارة

يد الغني خير

يحكي لنا أبو هريرة أن مجموعة من الفقراء اشتكوا للنبي حالهم، وكيف أن الله فضل الأغنياء عليهم. قالوا: يارسول الله نصلى ويصلون، ونصوم ويصومون ولكنهم يتصدقون ويعتقون.. فأمرهم النبي بأن يسبحوا الله بعد الصلاه لينالوا الفضل مثلهم.

سمع الأغنياء حديث النبي فراحوا يسبحون مثلهم. فقال النبي “ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء”. (1)

وأخبرنا النبي أنه اطلع على أهل الجنة فرأى أكثرهم فقراء، أما أهل النار فكان معظمهم من “النساء” وليس الأغنياء (2)، فهو يعلم تمامًا بأن الإسلام لا يدعو للافتقار. لكن، لما كانت نسبة الفقراء أكبر على مر التاريخ من أصحاب الأموال، فمن الطبيعي أن يكون أكثر أهل الجنة فقراء.

ولهذا، فقد شدد النبي على أن “اليد العليا التي تنفق خير من اليد السفلى” (3)، وأنه “ما من يوم يصبح العباد فيه إلا نزل ملكان فيقول لأحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا، فيقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا” (4). وأنه لا حسد الإ في اثنتين، رجل تعلم القرآن، أو رجل آتاه الله المال فتصدق منه”. (5)

ميراث النبي

بعد موت النبي، ذهبت ابنته فاطمة إلى أبي بكر الصديق كي تطالب بتسلم ميراثها عن النبي في مزرعة كبيره من أجود الأراضي الزراعية تسمى “فدك” كان النبي قد حصل عليها كـ “فيء” بعد غزوة خيبر. (6) والفيء هو ما يتحصل عليه الجيش من الأعداء دون قتال. وللنبي تحديد نسبته فيها وإنفاقها كيف يشاء.

أما موارد النبي المالية الأخرى فكما أخبرنا السهيلي كانت من “الصفي” وهو ما يختاره النبي لنفسه قبل تقسيم الغنائم، مثل جارية أو عبد أو سيف مثلًا، ونسبته “الخمس” من هذه الغنائم، والهدايا التي تأتيه من الوفود ورؤساء القبائل المجاورة (7).

ولذلك تحسنت الحالة المادية للنبي كثيرًا بعد الهجرة، خصوصًا مع زيادة عدد الغزوات، فجعل الله رزقه تحت ظل رمحه دائمًا (8) حتى أصبح من أغنى أغنياء شبه الجزيرة العربية. فنراه يذبح في حجة الوداع مائة ناقة من ماله الخاص، نحر منها 63 ناقة بيده الشريفة، في حين كان على المسلم العادي أن يذبح خروفًا واحدًا (9).

وبعد حصر ممتلكات النبي التي وجدت في بيته فقط كانت سبعه أفراس، وست بغال، واثنين من الحمير، وثلاثة إبل للركوب، و45 ناقة حلوبا، ومئة من الشياه، و24 عبدًا، وعشر جوارٍ، وتسعة سيوف وسبعة دروع، وستة أقواس، وثلاثة أتراس، وخمسة من الرماح. (10) هذه الممتلكات في المنزل لا تكون إلا لشريف (غني) من أشراف مكة.

ولو علمنا ما كان يتصدق به النبي على الفقراء، وما ينفقه على بيوت زوجاته في آن واحد، سنعلم لماذا تباهى بأن الله فضله علي الناس بأربع صفات وهي “السخاء” والشجاعة وقوة البطش وكثرة الجماع. (11). والسخاء لا يكون إلا لمقتدر.

النبي محمد “توفي بسبب تفشي وباء الملاريا في حجة الوداع” | الحكاية في دقائق


المراجع

1- صحيح مسلم رقم 595

2- صحيح ابن حبان رقم 7455 / صحيح مسلم 2737

3- صحيح النسائي 2542  / صحيح البخاري 1427

4- صحيح البخاري 1442 / صحيح مسلم 1010

5- مسند أحمد 8- 20 / صحيح البخاري 5026

6- صحيح البخاري 3711 / ابن حبان 4823 / البيهقي 6- 300

7- السيرة الحلبية ج3 – ص 300

8- صحيح البخاري حديث رقم 4868 / مسند أحمد 4869

9- المجموع ج 8 – 320 / زاد المعاد 240

10- السيرة الحلبية ج 3 – ص 326 – 333

11- زاد المعاد ج3 – ص 147 / الجامع الصغير ج4 – 578



 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك