الكاتب البريطاني من أصول هندية سلمان رشدي يتعرض لمحاولة اغتيال بالطعن في الرقبة والبطن، الجمعة 12 أغسطس 2022، قبيل محاضرة في غرب نيويورك.
رشدي، 75 عامًا، نُقل إلى المستشفى غارقا في دمه؛ لكنه نجا من الموت على الأغلب. وإن كان مهددا باستكمال حياته مع مشاكل في الكبد، وقطع أعصاب في ذراعه، وفقد إحدى عينيه.
إيران متهمة بفتوى أصدرها الخميني قبل 33 عامًا، وجددها خامنئي في أكثر من مناسبة. فهل نفذها شاب لم يكن قد ولد وقت صدور الكتاب ولا الفتوى؟
س/ج في دقائق
ما الذي حدث مع سلمان رشدي في نيويورك؟
بحسب الشرطة الأمريكية، كان سلمان رشدي يتوجه لمنصة محاضرته في غرب نيويورك، عندما اقتحم المنصة مهاجم يدعى هادي مطر، 24 عامًا، كان يرتدي زيًا وقناعًا أسودين.
تلقى سلمان رشدي 15 طعنة في الهجوم الذي استمر لـ 20 ثانية.
اعتقل المهاجم، ونقل رشدي إلى المستشفى حيث يفترض أنه تجاوز مرحلة الخطر، لكنه – بأفضل الأحوال – سيعيش بكبد تالف، مع قطع أعصاب الذراع، وبدون إحدى عينيه.
موهبة رشدي ظهرت مع روايته “أطفال منتصف الليل” الحائزة على البوكر 1981. لكن اسمه وجد طريقه للانتشار عالميًا بالأساس بعد 1988 عبر روايته “آيات شيطانية”.
واجه رشدي بعدها مظاهرات عنيفة في أكثر من دولة، بعدما اعتبرها رجال دين بارزون إلحادًا وإهانه للنبي محمد،
سقط 45 قتيلًا على الأقل في أعمال شغب وقت صدور الرواية، بينهم 12 في مسقط رأسه في بومباي.
حُظر نشر وتوزيع الرواية في دول عدة.
وفي إيران تحديدًا، أصدر المرشد الأعلى روح الله الخميني فتوى في 1989 بإباحة دمه، مجيزًا الاستعانة بغير المسلمين لقتله مقابل أجر، ومفتيًا بأن من قتل خلال محاولة اغتيال سلمان رشدي شهيد.
وبينما قالت وسائل إعلام دولية إن إيران سحبت الفتوى في 1998، جدد المرشد الأعلى الحالي – علي خامنئي – نفس الفتوى في 2005 ثم في 2019، معتبرًا أن “الفتوى ضد رشدي أطلقت مثل رصاصة لن تهدأ حتى تصيب هدفها”.
بالتزامن، خصصت جهاتٌ مكافأة لمن يقتل سلمان رشدي، رفعتها مؤسسة إيرانية شبه رسمية في 2012 من 2.8 مليون دولار إلى 3.3 مليون دولار، ثم رفعت إلى مبلغ غير محدد عبر “تبرعات” في 2016، بعضها جاء من وكالة أنباء فارس الإيرانية.
دفعت التهديدات بالقتل والمكافأة حكومة بريطانيا لتخصيص حراسة مسلحة لسلمان رشدي طوال سنوات، كما اضطر للاختفاء عن الأنظار تسع سنوات، قبل أن يظهر بشكل حذر، محافظًا على انتقاده الصريح للتطرف الديني بشكل عام.
قال في حديث عام 2012 في نيويورك إن الإرهاب هو في الحقيقة فن الخوف، وأن الطريقة الوحيدة التي يمكنك بها هزيمته أن تقرر ألا تخاف.
وفي نفس العام نشر مذكراته بعنوان “جوزيف أنطون”، بالاسم المستعار الذي استخدمه رشدي في الاختباء.
يُعتبر رشدي على نطاق واسع أحد أفضل الكتاب البريطانيين على قيد الحياة. وحصل على وسام فارس من الملكة إليزابيث الثانية في 2008.
وفي وقت سابق من هذا العام حصل على وسام رفقاء الشرف، وهو وسام ملكي للأشخاص الذين قدموا إسهامات كبيرة في الفنون أو العلم أو الحياة العامة.
تقول مصادر شرطية إن منفذ محاولة الاغتيال “متعاطف” مع النظام الإيراني.
وحدث الهجوم بعد أقل من أسبوع من مقال في الموقع الإخباري الرسمي للحكومة الإيرانية، وصف فتوى الخميني ضد رشدي بـ “حُكم لا يُنسى للمسلمين في العالم”، مجددًا التذكير بالمكافأة المرصوده لقتله.
وجاء في المقال: “بعد 33 عامًا، يعيش سلمان رشدي كابوس الموت الذي لن يفارقه أبدًا”.
بعد الهجوم، ورغم التحفظ الرسمي في التعليق، أشادت الصحف الإيرانية شبه الرسمية بمحاولة اغتيال “المرتد”.