بنهاية أكتوبر 2021، كانت مقاتلات السعودية وإسرائيل تتشاركان مهمة واحدة مع قاذفة B-1B Lancer التابعة للقوات الجوية الأمريكية للتحليق حول شبه الجزيرة العربية.
صحيح أن مقاتلات البلدين لم تتتشاركا المهمة في توقيت متزامن، لكن طبيعة المهمة “إرسال رسالة ردع إلى إيران” كانت مؤشرًا لا يفوت حول استعداد السعودية للمشاركة في مهمة عسكرية مع إسرائيل.
هذا هو المؤشر الأحدث على أن تصرفات إيران وصلت لمرحلة كافية لتحفيز بعض عواصم الشرق الأوسط على التعاون الأمني العلني مع إسرائيل.
رحلات القاذفات الأمريكية اعتيادية في المنطقة. هي الخامسة من نوعها في 2021، بعد سلسلة سابقة في 2020.
تهدف من خلالها إدارة بايدن لتأكيد أن طمأنة ترامب لحلفاء الشرق الأوسط لا تزال قائمة.
لكن هذه المرة كانت مختلفة في بعض التفاصيل؛
القاذقة القادرة على حمل حمولة من الأسلحة التقليدية أكبر من أي طائرة أخرى في مخزون القوات الجوية الأمريكية، حلقت في / أو بالقرب من المجال الجوي لمصر وإسرائيل والأردن والكويت والسعودية والبحرين والإمارات لخمس ساعات، والتفت بطول حدود إيران البحرية الجنوبية، بمرافقة مقاتلات من إسرائيل مصر والبحرين والسعودية.
الرحلة حلقت فوق خليج عدن الاستراتيجي ومضيق باب المندب والبحر الأحمر وقناة السويس والخليج العربي ومضيق هرمز وخليج عمان؛ الممرات المائية الأكثر ازدحامًا في العالم، والتي شهدت العديد من الهجمات التي ترعاها إيران على ناقلات النفط والمصافي القريبة.
ميدو | هل يجمع ناتو الشرق الأوسط السعودية ومصر وإسرائيل بعيدًا عن بايدن؟| س/ج في دقائق
قد تكون رحلات القاذفات الأمريكية إجراءً ضروريًا ضد طهران. لكن من الواضح أنها غير كافية.
من المؤكد أن الرحلات الجوية تُظهر قدرة الضربات الأمريكية وتذكر صانعي القرار في طهران بأن صراعًا عسكريًا تقليديًا واسع النطاق مع الولايات المتحدة لن ينتهي على الأرجح بشكل جيد بالنسبة لإيران، كما تؤكد أن الولايات المتحدة لديها الوسائل لتدمير برنامج طهران النووي.
لكن في الوقت نفسه، الرحلات لم تجبر إيران على وقف تصدير الإرهاب، أو إنتاج الصواريخ و الطائرات بدون طيار، أو عرقلة الطريق نحو امتلاك قدرات نووية.
رحلة 30 أكتوبر نفسها تزامنت مع دفع إدارة بايدن إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي الذي يعتبر ميتًا.
السعودية وإسرائيل.. هل هناك خلاف في القيادة السعودية حول السلام مع إسرائيل؟ | س/ج في دقائق
هنا، تكون المساهمة السعودية هي الجزء الأكثر إثارة للاهتمام؛ لأن السعودية – عكس البحرين ومصر والأردن والإمارات- لم تطبع العلاقات مع إسرائيل.
لكن، وفي حين أن مشاركة مقاتلين سعوديين وإسرائيليين في المهمة نفسها أمر مهم، فإن التطور لا يعني بالضرورة أن التطبيع بين السعودية وإسرائيل بات وشيكًا.
السعودية لم تذكر اسم إسرائيل في بيانها حول المهمة، حيث وصفت المهمة متعددة الأطراف باعتبارها “تدريبات ثنائية” مع القوات الجوية الأمريكية.
وفي اليوم التالي، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، إن قيام دولة فلسطينية شرط مسبق للرياض لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
لكن، لنضف هذا المشهد إلى هبوط طائرة تجارية إسرائيلية في الرياض في أواخر أكتوبر، وهي المرة الأولى التي تهبط فيها رحلة طيران إسرائيلية عامة في المملكة، وقد حدث ذلك بعد يوم من هبوط طائرة سعودية لأول مرة في مطار بن غوريون الإسرائيلي لنرى الصورة بشكل أوسع.
ربنا تعكس الصورة إذن سياسات عابرة أكثر من سياسة طويلة الأجل. لكن السعودية أظهرت أنها مستعدة للتعاون مع إسرائيل مرحليًا؛ إن كان القاسم هو القلق المشترك بشأن عدوانية إيران.
السعودية وإسرائيل | محمد بن سلمان – نتنياهو: حدث اللقاء أم لا.. رسائله وصلت | ترجمة في دقائق