الركود التضخمي | العالم يعيش “أكبر صدمة سلعية”.. ما التأثير على الشرق الأوسط؟ | س/ج في دقائق

الركود التضخمي | العالم يعيش “أكبر صدمة سلعية”.. ما التأثير على الشرق الأوسط؟ | س/ج في دقائق

15 Jun 2022
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

في 2021، توقع العديد من الاقتصاديين أن يشهد 2022 فترة انتعاش اقتصادي قوي، وأن الشركات ستعود إلى التشغيل الكامل بعد كورونا، وأن المستهلكين سينفقون أموالهم بشكل سخي لشراء السلع والخدمات كما حدث بعد جائحة الإنفلونزا عام 1918-1921.

لكن ما حدث كان عكس ذلك، فالفترة الحالية شبيهة بفترة الركود التضخمي الذي حدث في السبعينيات، بعد حظر النفط العربي في أعقاب حرب أكتوبر 1973م.

فما هو الركود التضخمي؟

وكيف سيؤثر علينا؟

س/ج في دقائق


ما هو الركود التضخمي؟

الركود التضخمي حالة يمر بها الاقتصاد حين يتباطأ النمو وترتفع البطالة. “ركود” يرافقه معدل تضخم مرتفع للغاية.

تحدث هذه الحالة عندما لا يكون هناك نمو في الاقتصاد، وهناك ارتفاع في الأسعار.

ويسبب الركود التضخمي أزمة كبيرة وربما طويلة الأمد للشركات والأسر من الطبقة المتوسطة والأسر ذات الأجور المنخفضة.

Stagflation': When Prices Soar and Growth Slumps - WSJ


لماذا ظهر الآن؟

ظهر الركود التضخمي بعد الصدمة المزدوجة لكورونا والغزو الروسي لأوكرانيا، حيث تجاوزت معدلات التضخم التوقعات، وقفزت إلى أعلى مستوياتها منذ عقود في العديد من البلدان، بينما تتدهور توقعات النمو الاقتصادي بسرعة، بعد فرض ضغوط غير مسبوقة على إمدادات السلع والخدمات في جميع أنحاء العالم اليوم.

حتى قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، ارتفعت الأسعار إلى أعلى مستوياتها منذ عدة عقود في العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ومنطقة اليورو، حيث عطل الوباء سلاسل التوريد، وعزز الطلب على السلع وأدى إلى سياسات نقدية تيسيرية ومالية توسعية.

الحرب فاقمت هذه المشاكل، بسبب أن روسيا وأوكرانيا تنتجان كميات كبيرة من الإمدادات العالمية من الغاز والنفط والقمح والأسمدة وغيرها من المواد، مما دفع أسعار الطاقة والغذاء إلى الارتفاع، خاصة في أوروبا.


ولماذا خلق ذلك حالة قلق في العالم؟

يثير الركود التضخمي مخاوف صانعي السياسة لأن هناك القليل من الأدوات النقدية لمعالجته.

قد يساعد رفع أسعار الفائدة في تقليل التضخم، لكن زيادة تكاليف الاقتراض ستزيد من تراجع النمو، وفي غضون ذلك، فإن إبقاء السياسات النقدية متراخية قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.


وهل الوضع الحالي يعيد سيناريو السبعينيات؟

في السبعينيات، ارتفع التضخم إلى معدلات مضاعفة لما يقرب من عقد من الزمان، بعد ارتفاع كبير في أسعار النفط بعد أن توقفت الدول العربية المصدرة للنفط عن التصدير إلى العديد من الدول الغربية كعقوبة على تقديم المساعدة لإسرائيل خلال حرب 1973.

دفع التضخم المرتفع المستمر معدلات البطالة إلى مستويات عالية في العديد من الاقتصادات المتقدمة.

حتى الآن، لم يصل التضخم بعد إلى مستوى الارتفاع الذي كان عليه في ذلك الوقت.

Worry about stagflation, a flashback to '70s, begins to grow - The Columbian


وكيف يرى الخبراء المستقبل؟

يقول إندرميت جيل، نائب رئيس البنك الدولي للنمو المتكافئ والتمويل والمؤسسات، إن هذه هي “أكبر صدمة سلعية نشهدها منذ السبعينيات”. ويضيف أنه في حالة نشوب حرب طويلة الأمد، أو فرض عقوبات إضافية على روسيا، “يمكن أن تكون الأسعار أعلى مما هو متوقع حاليًا”.

هناك إجماع الآن على أن يبلغ معدل النمو الاقتصادي العالمي 3.3% فقط هذا العام، انخفاضًا من 4.1% كان متوقعًا في يناير، قبل الحرب، ومن المتوقع أن يبلغ معدل التضخم العالمي 6.2%، بزيادة 2.25 نقطة مئوية عن توقعات يناير، كما خفض صندوق النقد الدولي توقعاته لـ 143 اقتصادا هذا العام – تمثل 86% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

توقعات التضخم العالمي يتم تعديلها بالزيادة للعام المقبل، بينما تتدهور توقعات النمو. إذا حدث ذلك، فسوف يعني ذلك تآكل أرباح الأعمال والقوة الشرائية للأسر لفترة أطول، مع ارتفاع التضخم الذي يؤثر على الأسر ذات الدخل المنخفض بشكل أكبر.

على المدى الطويل، سيبدأ التضخم الرئيسي في الانخفاض، لأنه سيتم مقارنته بالمعدلات في الفترات التي كان فيها نشاط اقتصادي أكبر وبالتالي كان أعلى.


وما مدى تأثر منطقة الشرق الأوسط مما يحدث؟

بالنسبة لدول الخليج، فإن ارتفاع أسعار النفط يغذي السيولة، ومن ثم يشجع على الإقراض، ومع الوقت سيؤدي تباطؤ النمو العالمي إلى تهدئة الطلب على النفط،

ارتفع مؤشر مديري المشتريات للسعودية إلى 56.8 من 56.2 في فبراير، مع نمو الإنتاج بأسرع ما يمكن في أكثر من أربع سنوات، وظل مقياس مماثل للإمارات المجاورة عند 54.8، أعلى بكثير من علامة 50 التي تفصل التوسع عن الانكماش، حتى مع وصول تضخم تكلفة المدخلات إلى مستوى قياسي في 40 شهرًا.

قال ديفيد أوين، الاقتصادي لدى S&P Global، إن “الارتفاع القوي في الطلب في الإمارات عبر الاقتصاد غير النفطي في مارس يخفي التهديد المقلق الذي تشكله أسعار السلع الأساسية العالمية”.

لكن في الوقت ذاته، فإن الحرب الروسية تسببت على صادرات الحبوب، ولذلك تأثرت منطقة الشرق الأوسط من ارتفاع أسعارها، وتسبب التضخم حدوث انخفاض في التوظيف مع خفض تكاليف الموظفين، لكن هناك ثقة تجاه تحسن الوضع في المستقبل.


وهل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

صدمة الركود التضخمي في عام 2022: إلى أي مدى يمكن أن تصبح سيئة؟ (Financial Times)

الاقتصادات العربية الكبرى تتفادى الركود التضخمي بفضل الطلب القوي (bloomberg)

ماذا يعني الركود التضخمي بالنسبة للغرب والشرق الأوسط؟ (arabnews)

مورجان ستانلي يوضح سبب اعتقاده أن التضخم آخذ في الانخفاض (businessinsider)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك