إيفر جيفن – إحدى أكبر سفن الحاويات في العالم – تسببت في إغلاق قناة السويس بعدما انحرفت عن مسارها؛ جزئيًا بفعل الرياح العاتية في الساعات الأولى من 23 مارس، مما أدى إلى إغلاق أحد أكثر ممرات التجارة البحرية ازدحامًا في العالم.
تسبب الحادث في مأزق لمئات الناقلات، حيث يقوم مشغلوها الآن بدراسة ما إذا كانوا سينتظرون تحريك إيفر جيفن وبالتالي إعادة تشغيل قناة السويس أو إعادة التوجيه حول رأس الرجاء الصالح في أقصى جنوب أفريقيا.
س/ج في دقائق
لماذا سببت إيفر جيفن إغلاق قناة السويس المصرية؟
وقع الحادث على بعد حوالي 3.7 ميل شمال المدخل الجنوبي في جزء ضيق من قناة السويس عرضه حوالي 985 قدمًا.
يبلغ طول إيفر جيفن – وهي سفينة عملاقة مملوكة ليابانيين وترفع علم بنما – 400 متر، ولديها القدرة على حمل أكثر من 20,000 حاوية بارتفاع 20 قدمًا.
يعتقد أن هذه الحاويات عملت ما يشبه الشراع بالنسبة للمراكب الشراعية، حيث التقطت الرياح، فتسبت في فقدان قائد السفينة السيطرة عليها أثناء توجهه شمالًا على طول قناة السويس، بما أدى لانحراف السفينة عن مسارها، لتصطدم مقدمتها بالضفة الشرقية من قناة السويس قبل أن تتسبب شدة الاصطدام في تحرك مؤخرة السفينة إلى الضفة الشرقية ببطء لكن بقوة هائلة.
هل تفاصيل الاصطدام مهمة؟
فهم تفاصيل طريقة الاصطدام بدقة – كما حدث فعلًا وليس وفق التوقعات – مهم لفرق الإنقاذ؛ لأنه عند إعادة تعويم إيفر جيفن يكون من الأسهل عادةً تخليصها بالطريقة التي دخلت بها.
لماذا أربك إغلاق قناة السويس العالم كله؟
يعتبر موقع جلوبال سيكيوريتي قناة السويس “أحد أهم الممرات المائية في العالم من الناحية الاستراتيجية والاقتصادية”.
وتنقل قناة السويس ما بين 10٪ إلى 12٪ من الشحن التجاري وحوالي 2.5٪ من النفط العالمي.
وقالت شركة تأمين ألمانية إن التأخير قد يكلف التجارة العالمية ما بين ستة وعشرة مليارات دولار أسبوعيًا.
كم خسائر مصر من إغلاق قناة السويس يوميًا؟
تخسر مصر 15 مليون دولار يوميًا في المتوسط من استمرار إغلاق قناة السويس.
وبلغت أرباح قناة السويس 5.6 مليار دولار في 2019-2020. بينما حققت 5.9 مليار دولار في 2018-2019.
وماذا خسرت حركة النقل الدولي؟
إغلاق قناة السويس يعني وجود حوالي 321 سفينة عالقة حاليًا خارج مدخل القناة، ومئات أخرى في طريقها إلى الممر المائي.
ومن بين السفن العالقة، هناك 10 ناقلات نفط ضخمة تحمل 13 مليون برميل من النفط، أي 13٪ من إمدادات النفط الخام اليومية في العالم.
وتمر حوالي 24٪ من حاويات الشحن في العالم وجميع حاويات الشحن بين أوروبا وآسيا تمر عبر قناة السويس.
ووفقًا لبلومبرج، 10٪ من تجارة النفط العالمية و8٪ من تجارة الغاز الطبيعي تمر عبر السويس.
وفقًا لبيانات شركة Lloyd’s، يحتجز إغلاق القناة ما يقدر بنحو 400 مليون دولار من حركة التجارة في الساعة، بناءً على القيمة التقريبية للبضائع المنقولة عبر السويس يوميًا.
وتقدر الشركة حركة مرور القناة باتجاه الغرب بحوالي 5.1 مليار دولار في اليوم، وحركة المرور شرقًا بحوالي 4.5 مليار دولار يوميًا.
مالك السفينة، شركة شوي كيسن كيه كيه اليابانية، اعتذرت عن الحادث، وتحملت المسؤولية.
لكن، ليس من الواضح حتى الآن كيف ستتحمل الشركة اليابانية وشركات التأمين التابعة مقابل الإيردات اليومية المفقودة من إغلاق قناة قناة السويس وما إذا كانت ستحصل على جزء من التعويض بالإضافة لتكاليف عملية الإنقاذ.
ومن المتوقع أن تواجه الشركة مطالبات بتعويضات تقدر ملايين الدولارات من السفن التي اضطرت لتغيير مساراتها أو التعطل عن الحركة، وكذلك ملاك البضائع المنقولة.
لماذا لا يوفر رأس الرجاء الصالح بديلًا فعالًا؟
بخلاف السفن العالقة في قناة السويس نفسها، والتي لا يمكنها تغيير المسار إلى أي طريق آخر، يضيف تعديل طرق الشحن إلى رأس الرجاء الصالح وقتًا – يتجاوز أسبوعًا إلى وقت الشحن، ما يعني أيضًا أكثر من 100,000 يورو من الوقود الإضافي. الوقت والتكاليف ستضاف إلى فاتورة المستهلك، ما يعني مضاعفة أسعار السلع عالميًا.
بخلاف التكلفة، زادت احتمالات التحول إلى رأس الرجاء الصالح المخاوف من القرصنة، ما استدعى مطالبة البحرية الأمريكية بزيادة تأمين المنطقة.
غالبًا ما يشار إلى عملية تحرير السفن بـ “إعادة التعويم”. هذا يحتاج تدخل فرق الإنقاذ، وهو ما حدث باستدعاء شركة سميت سالفدج الهولندية للإنقاذ البحري.
وفي 2016، استغرقت سفينة ذات حجم مماثل لسفينة إيفر جيفن تدعى CSCL Indian Ocean ستة أيام لإعادة تعويمها بعد هبوطها على ضفة نهر إلبه في ألمانيا.
سميت سالفدج ستعيد استخدام نفس تقنيات الإنقاذ المستخدمة حينها، وإن كان الوضع أصعب في حالة قناة السويس بالنظر لأنها ضيقة أكثر.
تحريك السفينة يعتمد على:
أولًا: ستعمل أطقم الإنقاذ على زيادة قوة الطفو العمودية للسفينة، مما يعني أن إيفر جيفن بأكملها يجب أن تطفو أعلى في الماء.
ثانيًا: ستستخدم سفن القطر قوة أفقية كافية للتغلب على الاحتكاك الساكن الناتج عن أي مادة يرتكز عليها القارب. كلما كانت السفينة أكبر وأثقل، زادت القوة التي تتطلبها سفن القطر لإعادة تعويم السفينة.
ماذا حدث حتى الآن؟
الاعتماد على أسطول القاطرات أسهل في حالة إيفر جيفن. أسطول يضم 8 قاطرات على الأقل – تقول سلطات قناة السويس إنها وصلت إلى الضعف تقريبًا – موجودة بالفعل في موقع السفينة. لكن التقارير تشير إلى أن القاطرات حاولت تحرير إيفر جيفن بالفعل، لكن المحاولات فشلت.
هذا يعني أن الأولوية لفرق الإنقاذ ستتجه إلى البديل الأول: زيادة قوة الطفو العمودية عن طريق التجريف بالقرب من ضفتي قناة السويس.
وتقوم أطقم الجرف حاليًا بنقل كميات هائلة من الرمال لتحرير إيفر جرين حاليًا.
في عمليات الإنقاذ السابقة، أرفقت فرق الإنقاذ أكياسًا هوائية قابلة للطفو بالجزء الموجود تحت الماء من الهيكل لتشجيعه على الطفو. لكن في حالة إيفر جيفن، يتوقع الخبراء أن تحتاج الأطقم في مرحلة معينة إلى تفريغ حمولة السفينة، تفريغ خزانات مياه التوازن أعلى سطح السفينة (تقول السلطات إنها حدثت بالفعل)، واستنزاف وقود السفينة، في محاولة لجعل إيفن أخف وزنًا قبل أن تحاول القاطرات إعادة السحب أفقيًا.
لماذا ستواجه عمليات تفريغ إيفر جيفن صعوبة؟
نقل البضائع من سطح إيفر جيفن صعب: الوصول إلى الأرض سيكون صعبًا نظرًا للمحيط الرملي لقناة السويس، بالتالي قد تكون هناك حاجة إلى رافعة عائمة، والتي تستغرق وقتًا لنقلها إلى السفينة، ثم ستكون قادرة فقط على إزالة حاوية واحدة فقط في كل مرة (عامل الوقت هنا مهم).
قد يكون من الأسرع استنزاف الوقود من السفينة بدلًا من إزالة الحاويات، الأمر الذي يتطلب تحريك سفينة صغيرة لسحب الوقود من إيفر جيفن.
وستتحدد استراتيجية تخفيف الأحمال الأكثر فعالية بعد وصول مشرفي عملية الإنقاذ إلى نماذج الكمبيوتر الخاصة بالسفينة.
متى يمكن استئناف الحركة في قناة السويس؟
مستشار رئاسي مصري قال لوكالة الأنباء الفرنسية يوم 26 مارس إن حركة المرور ستستأنف في غضون 72 ساعة. لكن الرئيس التنفيذي لشركة التجريف قال إن العملية قد تستغرق أسابيع.
ورفض رئيس هيئة قناة السويس تحديد جدول زمني لإنهاء إغلاق قناة السويس. لكنه قال إن المحاولات مستمرة على مدار الساعة.