عرفت أفغانستان نظامًا ملكيًا، ثار عليه نظام جمهوري، لم يستمر طويلاً حتى أُطيح به على أيدي موالين للاتحاد السوفيتي.
احتلّ الاتحاد السوفيتي أفغانستان، وخاض تجربة مؤلمة بين حدودها، أجبرته على الانسحاب، الذي مهّد لظهور حركة طالبان المتشددة التي استولت على الحُكم.
ناصبت أمريكا العداء وآوت تنظيم القاعدة، الذي دبّر هجمات سبتمبر، وبموجبها تدخّلت أمريكا عسكريًا لإسقاط نظام طالبان، ورغم ذلك لم تستطع إنهاء وجود طالبان في البلاد، وفور إعلان أمريكا نيتها الانسحاب اكتسح مسلحو طالبان البلاد، واستولوا على السُلطة.
هل شعرتَ بالحيرة من كثرة هذه التقلبات السياسية؟
هل لديك أسئلة لا تجد إجاباتها في التغطية الإخبارية؟
هنا يأتي دور السرد القصصي، رواية أو سيرة ذاتية أو معايشة صحفية.
نرشح لك ٥ كتب تقدم الأزمة الأفغانية بشكلٍ سهل ومشوِّق:
منذ ظهورها في 2004م، حققت هذه الرواية نجاحًا ساحقًا، برغم أنها تجربة صاحبها الروائية الأولى.
بأسلوبٍ سلس فريد يكشف حسيني طبيعة الأجواء السياسية المتقلّبة التي عاشتها أفغانستان بدءًا من الحقبة الملكية وانتهاءً بنظام طالبان.
من خلال علاقة الصداقة التي جمعت بين صبيين نشآ معًا في كابول؛ أمير سليل عائلة ثرية وحسن ابن الخادم الذي ينتمي لأقلية الهزاره المهمشة، تمنحنا المغامرة جرعة تاريخية مكثفة عن آخر 30 عامًا من تاريخ أفغانستان.
حقّقت الرواية مبيعات عالية جعلتها ضمن الكتب الأعلى مبيعًا في تاريخ الكتب الأدبية.
تحوّلت لاحقًا إلى فيلم حمل نفس العنوان، طُرح بدور السينما في 2007م، ترشّح لجائزة الجولدن جلوب لأفضل فيلم أجنبي.
ستيف كول صاحب الكتاب هو صحفي أمريكي درس حجم الاهتمام الأمريكي بأفغانستان خلال فترة الاحتلال السوفيتي لها.
يشرح الكتاب باستفاضة الدور الذي لعبته المخابرات الأمريكية من أجل خلق معارضة جهادية ضد الروس، عن طريق إقناع المقاتلين الإسلاميين في الدول العربية بالذهاب إلى أفغانستان لقتال السوفييت بعد تدريبهم وتزويدهم بالسلاح الكافي.
أجرى كول 200 مقابلة مع مسؤولين أمنيين في أمريكا وباكستان وأفغانستان حتى جمع كمًّا مدهشًا من التفاصيل.
يكشف ستيف، أيضًا، عن معسكرات التأهيل التي أقامتها المخابرات الباكستانية لهؤلاء المجاهدين بدعمٍ من واشنطن.
ويختتم كتابه بالتراجع الأمريكي عن التعاون مع الأفغان عقب انسحاب السوفييت واعتبارهم أفغانستان "قصة حرب قديمة"، وهو ما أفسح المجال تمامًا أمام المتطرفين للاستيلاء على الحُكم في البلاد، واستضافتهم تنظيم القاعدة، وهو ما اكتوت أمريكا بناره لاحقًا عبر تنظيم هجمات سبتمبر.
الكاتبة هي صحفية بريطانية سافرت إلى أفغانستان 2001م لتوثيق نهاية حُكم حركة طالبان.
خاضت أندريا تجربة فريدة، وهي رؤية أفغانستان وهي تعبر بين عالمين؛ الأول متشدد إسلامي يُمثّل حُكم حركة طالبان الذي يوشك على الضياع، والثاني يعد بالرخاء لكنه مجهول العواقب.
خلال رحلتها، التقت أندريا بالعديد من الأطفال الذين لم يأبهوا لهذه الصراعات المتناحرة، وكان همّهم الأكبر هو توفير مصادر دخل لأسرهم.
وهو ما خلّدته أندريا في روايتها، التي تكشف الجانب المُظلم من الحروب المتتالية التي عانَى منها الأفغان جيلاً بعد جيل.
من خلال مغامرة طفل في الـ11 من عُمره يُدعى فؤاد قُتل والده وشيقيقه في الحرب، وقعت صديقة أمه في علاقة غرامية بأحد قادة طالبان الهاربين، وهو شخصية حقيقية قابلتها أندريا في رحلتها.
صاحب الكتاب هو وزير سابق في حكومة طالبان، التي تأسست عقب استيلاء الجماعة على حُكم أفغانستان.
يستعرض ضعيف في هذا الكتاب شهادته الشخصية عن انضمامه لحركة الجهاد الأفغاني، وكيفية تعرّفه على شخصية المُلا عُمر الزعيم الأول لطالبان.
بحسب الكتاب، انضم إلى الجماعات الدينية المُسلحة وهو بعد في الـ15 من عُمره، يقول "أردت محاربة الروس، أردت أن أفي بواجباتي نحو الله، وأحرّر وطني".
في مذكراته يكشف ضعيف عن حالة الفوضى التي سقطت فيها أفغانستان عقب رحيل السوفييت عنها، وهو ما دفع طالبان إلى السيطرة على الحُكم، يتحدث بعدها عن "شيوع إطالة اللحى" بين الرجال، وإبعاد النساء عن العمل في الوظائف.
تُرجم الكتاب إلى اللغة الإنجليزية، ونال اهتمامًا كبيرًا في أمريكا، لأنها كانت أول مرة يتعرّفون فيها على سيرة أحد قادة طالبان دون وسائط إعلامية.
عندما وقعت هجمات سبتمبر، كان ضعيف يشغل منصب سفير أفغانستان في باكستان، وبالرغم من حصانته الدبلوماسية إلا أن السلطات الأمنية في باكستان ألقت القبض عليه وسلّمته إلى أمريكا حيث سُجن في معسكر جوانتانامو حتى عام 2005م، دون أن تُوجّه له أي تُهمة.
رواية صغيرة الحجم من تأليف كاتب أفغاني يعيش في فرنسا، هو عتيق رحيمي.
تدور أحداث الرواية خلال فترة الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، وتحكي قصة جد وحفيده نجيا من هجوم سوفيتي على قريتهما التي قتل معظم أهلها، وبعدها خاضا رحلة مطولة في أوضاع مضطربة للذهاب إلى والد الحفيد/ ابن الجد، وإخباره بما جرى لأهله ولباقي سكان القرية.
خلال هذه الرحلة يمرُّ الجد وحفيده على أغلب مشاكل أفغانستان، التي تحوّلت إلى "دولة رُعب" بسبب الحرب المستعرة بين السوفييت والجماعات الإسلامية المُسلحة التي ستخرج طالبان من رحمها لاحقًا.
كما تعود ذاكرة الجد إلى الخلف 10 أعوام، مسترجعًا ذكريات بدء احتلال السوفييت لبلاده، ويعتبر أن هذه الخطوة هي التي أنبتت الإرهاب في البلاد وحولت الضحايا إلى جُناة.
نُشرت الطبعة الأولى من الرواية في فرنسا، وحقّقت نجاحًا مدويًّا، ثم تحوّلت إلى فيلم، حصد العديد من الجوائز، أبرزها جائزة مهرجان كان.
خالد حسيني (موقع شخصي)
الاتجاه المُعاكس في أفغانستان (ذا جارديان)
الأرض والرماد (أندرو سولومون)
حروب الأشباح: التاريخ السري لوكالة المخابرات المركزية وأفغانستان وبن لادن (ويلسون سنتر)
حياتي مع طالبان (نيويوركر)