وما “شروط” أردوغان لتمرير عضوية الدولتين في الناتو؟
يطالب أردوغان السويد بتسليم قائمة بالأشخاص الذين اتهمتهم تركيا بالإرهاب.
كما يريد من السويد وفنلندا التنصل علنًا من حزب العمال الكردستاني، ورفع حظر الأسلحة المفروض على تركيا.
هل الدوافع المعلنة هي نفسها الحقيقية؟
لا. ليس للرفض علاقة بحزب العمال ولا بتركيا نفسها. بل بقوات سوريا الديمقراطية، التي تدعمها السويد سياسيًا وماليًا؛ باعتبارها ذراع الكرد المدعوم من الغرب لمحاربة داعش في سوريا.
في 2021، أعلنت السويد رفع تمويل كرد سوريا إلى 376 مليون دولار بحلول 2023.
يعتقد محللون كذلك أن أردوغان يستغل الموقف لمساومة أمريكا على إعادة توريد الأسلحة، خصوصًا ترقيات طائرات F-16 و F-35.
كما يعتقدون أنه يستغل الموقف برمته لتمرير ورقة لأنصاره دعائيًا أملًا في تحسين شعبيته المحلية المتضائلة، بينما الاقتصاد التركي من حالة ركود مع معدل تضخم يبلغ 70%.
رغم زيارة مسؤولي السويد وفنلندا لأنقرة لمناقشة اعتراضات تركيا، لن تغير السويد وفنلندا مواقفهما بسهولة؛ خصوصًا أن أي تنازل لأردوغان لن يحظى بشعبية. وهذا سيضر بموقف الحكومات في الانتخابات المقبلة.
الباحث التركي غالب دالاي يشير لبعد آخر: أن يحقق أردوغان هدفه الأبعد بالتقارب مع الغرب نسبيًا في التفاصيل الجيوسياسية والاستراتيجية، تحت ضغط السعي لتسريع انضمام الدولتين للناتو.
“النكتة” تدور في نقطة أخرى.. ما هي؟
تركيا تقامر فيما يصفها محللون بـ “لعبة بوكر عالية المخاطر”.
بينما يعتبر الناتو أن انضمام السويد وفنلندا سيخدمه في مواجهة روسيا، فإن تركيا “العضو في الناتو فعلًا” هي أقرب أعضاء التحالف لروسيا.
هذا يعني بحسب المحلل التركي المعارض جنكيز كاندار أن “الناتو يسمح لشريك مخالف بتصميم الهندسة الأمنية لأوروبا وتشكيل مستقبل النظام الغربي”.
النقطة الأخرى أنه بينما يرى الناتو أحقية الدولتين في الانضمام، فإن تحليلات غربية متعددة، أحدها نشرته وول ستريت جورنال، تتحدث عن مدى أحقية تركيا نفسها في عضوية الناتو، مشيرة إلى أن تركيا لو كانت ستتقدم اليوم للعضوية، فلن يوافق التحالف أبدًا.