بوست جيت | واشنطن بوست تعترف أنها نشرت تصريحات مفبركة عن ترامب | س/ج في دقائق

بوست جيت | واشنطن بوست تعترف أنها نشرت تصريحات مفبركة عن ترامب | س/ج في دقائق

18 Mar 2021
الولايات المتحدة
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

سبق صحفي نشرته واشنطن بوست في يناير 2021 اعتمادًا على مصادر مجهلة زعم أن دونالد ترامب أصدر أوامر مباشرة لمسؤولي ولاية جورجيا بمحاولة التلاعب بنتائج الانتخابات الرئاسية في الولاية لضمان تغيير النتائج لصالحه.

ميديا المينستريم أكدت أنها تمكنت من توثيق القصة عبر مصادرها المستقلة.

الديمقراط بنوا عليها دفوعهم في مساءلة ترامب في مجلس النواب، ثم في محاكمة عزله أمام مجلس الشيوخ.

حاول “المصدر المجهل” إتلاف سجل تفريغ المكالمة. لكنه فشل. وتسرب النص إلى وول ستريت جورنال، لتكشف أن واشنطن بوست ومصادرها تلاعبوا باللغة لـ “تقويل” ترامب ما لم يقله.

واشنطن بوست اضطرت لوضع “تصحيح” مصاحب للقصة.  لكنها قللت من قيمة الخطأ، وهو ما دفع وسائل إعلام أخرى إلى انتقادها.

المشكلة الأكبر أن احتمالات تكرار نفس السيناريو في قصص أخرى لا يمكن استبعادها، وأن ميديا المينستريم لا تزال تحمي “المصدر المجهل” رغم كذبه المتعمد.

س/ج في دقائق


كيف بدأت قصة تضليل واشنطن بوست في قضية نتائج جورجيا؟

في يناير 2021، نشرت واشنطن بوست “سبقًا صحفيًا” عن مكالمة هاتفية أجراها الرئيس السابق دونالد ترامب مع كبيرة المحققين في مزاعم تزوير الانتخابات في ولاية جورجيا.

واشنطن بوست نسبت السبق الصحفي إلى “مصدر اطلع على المكالمة لكنه تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المحادثة”.

ونسب المصدر لترامب اقتباسات تضمنت عمليًا محاولة تحريض المسؤولة على تغيير مسار النتائج عبر إيجاد أصوات كافية لحسم فوز ترامب في جورجيا مقابل وعد بتحويلها إلى بطلة قومية.

طلاق جيف بيزوس مالك أمازون و واشنطن بوست. خيانة زوجية استغلها ترامب سياسيا| س/ ج في دقائق


هل توقف الأمر عند حدود واشنطن بوست؟

فور نشر القصة عبر واشنطن بوست أولًا، توالى النشر عبر بقية منصات ميديا المينستريم. أتبعتها بتقارير وافتتاحيات عبر أكثر من صحيفة، قالت فيها إنها تأكدت فيها من مضمون القصة من مصادر مستقلة.

إن بي سي اكتفت بتأكيد أنها تأكدت من “توصيف واشنطن بوست” للمكالمة “من خلال مصدر مطلع”. لكن وسائل أخرى، بينها يو إس إيه توداي وخدمة البث العامة “بي بي إس” وسي إن إن قالت إنها تمكنت من تأكيد “تفاصيل المكالمة” من “مصادر مستقلة”.


لماذا تحول هذا السبق صحفي إلى أزمة سياسية؟

لم تتوقف الأزمة عند ملاحقة ترامب عبر وسائل ميديا المينستريم مع ما صاحبها من جدل في ذروة أزمة الانتخابات الأمريكية، عبر تداول القصة واقتباساتها غير الدقيقة على نطاق واسع في وسائل الإعلام الرئيسية، بل استغلها خصوم ترامب السياسيون.

ذا فيدرالست، وهو موقع معبر عن الجمهوريين، قال إن التصريحات المنسوبة إلى ترامب دخلت في سياق محاكمة ترامب؛ حيث استشهد الديمقراط في مجلس النواب بالقصة والاقتباسات المفبركة في الصفحة 10 من موجز إجراءات عزل الرئيس، بالإضافة إلى تسليط الضوء على المقال والاقتباسات المزيفة في الحجج الشفوية أثناء محاكمة العزل المتلفزة أمام مجلس الشيوخ.


كيف تغيرت الرواية بعد شهرين من نشرها لأول مرة؟

اضطرت صحيفة واشنطن بوست لكشف مصدرها وتصحيح النصوص المقتبسة من المكالمة بعد شهرين من نشرها لأول مرة، بعدما أذاعت صحيفة وول ستريت جورنال تسجيلًا للمحادثة المقصودة.

وأصدرت جميع منافذ ميديا المينستريم مثل سي إن إن ونيويورك تايمز وآيه بي سي تصحيحات مماثلة على القصص التي نشرتها لتأكيد السبق الصحفي المفترض.


ماذا تغير في الرواية؟

مؤخرًا، أجرت واشنطن بوست تغييرًا على القصة الأصلية، مع تنويه من 130 كلمة، نصه:

“تصحيح: بعد شهرين من نشر هذه القصة، أصدر سكرتير ولاية جورجيا تسجيلًا صوتيًا للمكالمة، كشف أن واشنطن بوست أخطأت في اقتباس تعليقات ترامب خلال المكالمة، بناءً على معلومات قدمها المصدر”.

الخطأ الذي اعترفت به واشنطن بوست ببساطة كان أن ترامب لم يطلب من المحققة بالعثور على عملية تزوير، ولم يعدها أنها ستصبح بطلة قومية إن فعلت، بل حثها على التدقيق في أوراق الاقتراع في مقاطعة فولتون، مؤكدًا أنها ستجد “خداعًا هناك”.

أخبرها أيضًا أن لديها أهم وظيفة في البلاد في الوقت الحالي.

وعدلت واشنطن بوست عنوان القصة ومتنها لإزالة الاقتباسات المنسوبة إلى ترامب.


لماذا رأت واشنطن بوست التغيير هامشيًا؟

الناقد الإعلامي لصحيفة واشنطن بوست إريك ويمبل انتقد صحيفته على خطأ وحيد: “استنادها إلى مصدر واحد مجهل”.

لكنه قال إن النشر كان منطقيًا لأن المصدر مطلع على المحادثة بحكم منصبه، بالتالي فالاعتماد على مصدر واحد مبرر في هذه الحالة – المصدر طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المحادثة، بالتالي كان تجهيله مفهومًا.

إريك ويمبل رفع الإدانة عن واشنطن بوست، وأدان المصدر الذي نقلت عنه الصحيفة بشكل خاطئ. والأهم أنه قال إن الاقتباسات المنسوبة لترامب “لم تكن ضرورية”.

لرفع الحرج، اضطرت واشنطن بوست للكشف عن مصدرها الوحيد المجهل، وهي امرأة تدعى جوردان فوكس، وتعمل نائبة سكرتير ولاية جورجيا.

فوكس بدورها رفعت الحرج عن نفسها. قالت في مقابلة مع محرر تصحيح واشنطن بوست إن القصة المنشورة عكست بدقة “تفسير كبيرة المحققين لفحوى المكالمة”، وأن الخطأ الوحيد كان “نسب اقتباسات مباشرة لدونالد ترامب”.

أضافت أنها حصل على ملخص المكالمة من كبيرة المحققين بعد وقت قصير من نهايتها، وأن واشنطن بوست كشفت عن القصة بإذن منها.


ولماذا لم يكن الخطأ بهذه البساطة؟

1- التلاعب باللغة:

القصىة التي نشرتها واشنطن بوست وتبعتها ميديا المينستريم صيغت لتوحي بأن ترامب يحرض المحققين على ادعاء حدوث تزوير حتى لو لم يكن حدث، أو بتوصيف أدق ترامب يستخدم “لغة التهديد والإطراء معًا” ليغري مسؤولًا كبيرًا  بـ “إيجاد” بطاقات الاقتراع اللازمة ليتمكن من قلب هزيمته في جورجيا بغض النظر عن الوقائع على الأرض.

بينما تكشف النسخة الصوتية أن ترامب كان “يخطر” مسؤول التحقيقات بمعلوماته عن تزوير الناخبين في مقاطعة معينة. ويطالبه بالتحقيق فيها للتأكد من حقيقتها.

2- التواتر الوهمي:

تقول واشنطن إكزامينر إن نشر منفذ إخباري واحد “خبرًا” زائفًا من مصدر مجهول مشكلة. لكن الأمر أكبر عندما تجمع ميديا المينستريم على أن غرف تحريرها تأكدت من سبق واشنطن بوست المزيف عبر مصادرها “المجهلة أيضًا”.

تعتبر أنه إن كان تفسير الخبر المزيف باعتباره “خطأ بسيط ربما من المصدر” فإن الحديث عن “تأكيد الخبر عبر مصادر متعددة” لن يكون بهذه البساطة؛ إذ يعني إما أن ميديا المينستريم اعتمدت على نفس المصدر، أو أنها نسخت نفس الخبر وزعمت قدرتها على التأكد منه دون أن يحدث ذلك فعلًا. 

هذه اللعبة صارت مكررة بشكل فج في الإعلام عبر العالم. ينشر مصدر قصة وهمية، ثم تنشر عدة مصادر نفس القصة الوهمية نقلا عنه، لتتحول في أذهان الناس إلى حقيقة. عملية أشبه بـ “غسيل الأخبار”، على غرار مصطلح غسيل الأموال.

3- محاولة تدمير الدليل:

بعد ظهور التسجيل الجديد، كشفت ذا أمريكان كونسيرفاتيف أن التسجيل المقصود تعرض لمحاولة إخفاء متعمد. قال مسؤولو ولاية جورجيا أولًا إنهم لا يعتقدون أن تسجيل المكالمة موجود من الأساس، قبل أن يضطروا للبحث عنه، ليجدوه في مجلد المهملات على جهاز كبيرة المحققين.

هذا يعني أن “المصادر المجهلة” سجلت المكالمة سرًا بالمخالفة للقانون، ثم سلمت المحتوى لواشنطن بوست، ثم حاولت إتلاف الدليل خشية من انكشاف التضليل عند مطابقة المكالمة مع المحتوى المنشور.

4- التسامح مع المصادر المضللة:

تقول وول ستريت جورنال إنه مع كشف واشنطن بوست ومصدرها عن القصة الكاملة، فإنهما آمنان من ثقافة الإلغاء على ما يبدو، إذ يثبت مسار الكشف أن المصادر الذين يختلقون قصصًا سلبية في اتجاه معين يمكنهم توقع مغفرة أبدية من ميديا المينستريم.

5- الغاية تبرر الوسيلة:

تقول وول ستريت جورنال إن التغطية الإعلامية المضللة عن دونالد ترامب وأنصاره شائعة جدًا، لدرجة أنها ربما لم تعد تعتبر أمرًا مستغربًا. لتضيف واشنطن إكزامينر أن واقعة جورجيا تتضمن “تلاعبًا متعمدًا” مع احتمالات كبيرة على كونه منظمًا ومتكررًا” في قصص إخبارية أخرى.

تتساءل عن الأمثلة الإضافية حول المعلومات المضللة التي قدمتها ميديا المينستريم استنادًا إلى مصادر مجهلة دون الحصول على فرصة ظهور مقطع فيديو أو صوت يثبت تحريفها. وعن مدى مصداقية نفس الوسائل حين تؤكد أنها “تمكنت من توثيق القصة من مصادر مستقلة” في غياب أي معيار معقول للتحقق منها.

أشارت الميديا أيضا إلى قضية التحقيق في تعاون ترامب مع روسيا لإنجاحه، والتي استمر التحقيق فيها سنتين ليخلص إلى لا شيء، بعد أن بدأ هو الآخر بروايات عن مصادر مجهلة.


القصة الأصلية: ترامب يضغط على محقق انتخابات جورجيا (واشنطن بوست)

واشنطن بوست تصوب قصة مكالمة ترامب مع محقق ولاية جورجيا (واشنطن بوست)

تفاصيل جديدة تتكشف عن مكالة ترامب مع كبير محققي جورجيا (وول ستريت جورنال)

شبهة فساد في مكتب سكرتير ولاية جورجيا (ذا أمريكان كونسيرفاتيف)

مقطع صوتي يظهر أن ميديا المينستريم أخطأت في توصيف قصة ترامب وجورجيا (واشنطن إكزامينز)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك