زيادة النحاس في الجسم هي إحدى المشاكل نادرة الحدوث والتي تسبب ما يعرف باسم التسمم بالنحاس.
النحاس هو أحد المعادن الشحيحة التي لا غنى عنها لصحة الإنسان، حيث يلعب دورًا بارزًا في عدد من الوظائف الحيوية الهامة.
يساهم في إتمام عمليات الأيض وإنتاج خلايا الدم، كما يحافظ على كفاءة الأعضاء، إضافة إلى دوره في تحفيز الجهاز المناعي، على الرغم من فوائد النحاس، إلا أن زيادة نسبته عن الحد المسموح به يسبب نتائج عكسية خطيرة.
النحاس هو أحد المعادن الثقيلة التي توجد في خلايا وأنسجة الجسم بنسب ضئيلة، في حين يتركز بنسبة عالية في الدماغ والعضلات والكبد.
يستطيع الجسم الحفاظ على مستوى النحاس الطبيعي لقدرته على التخلص من الكمية الزائدة عن الحاجة بواسطة البول أو البراز.
أشار الأطباء إلى أن المعدل الطبيعي للنحاس في الجسم يتراوح بين 70:140ميكروغرام /ديسيلتر، يؤثر النحاس بشكل كبير على تطور الأنسجة المسؤولة عن تكوين العظام والمفاصل.
زيادة النحاس في الجسم عن المعدل الطبيعي يؤدي للإصابة بالتسمم، وهو ما أطلق عليه الأطباء اسم سمية النحاس التي تسبب العديد من المشاكل الصحية.
الأمر الذي دفع العلماء والأطباء للبحث عن أسباب زيادة النحاس في الجسم وأعراض هذه الحالة المرضية، لمحاولة الوصول إلى بروتوكول العلاج المناسب.
مصادر فيتامين سي الطبيعية وأهم فوائدها للبشرة والجسم
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة النحاس إليكم أبرز هذه الأسباب:
شرب المياه الملوثة بالنحاس والتي تمر عبر الأنابيب النحاسية، حيث تتآكل طبقات النحاس وتترسب بعض الرواسب النحاسية في المياه.
اتباع بعض العادات الخاطئة عند طهي الطعام، مثل طهي الأطعمة الحمضية في أواني نحاسية، الأمر الذي يسبب تآكل النحاس والتصاقه بالطعام، بمجرد تناوله تدخل كمية كبيرة من النحاس إلى الجسم.
تناول بعض الأدوية التي تعالج قرحة المعدة وارتجاع المريء، حيث تسبب هذه الأدوية حدوث خلل في نسبة النحاس في الجسم.
قد تسبب وسائل منع الحمل زيادة النحاس في الجسم بفعل هرمون الأستروجين، كما يسبب التدخين ظهور هذه المشكلة بوضوح.
المخلفات الزراعية والصناعية التي تصرف في الآبار والخزانات، إضافة إلى دور العوامل الوراثية التي تؤثر على آلية التخلص من النحاس بشكل سليم.
إضافة إلى بعض المشاكل الصحية وأهمها، وجود مشاكل في الغدة الدرقية، فقر الدم، الإصابة بسرطان الدم أو سرطان الغدد الليمفاوية.
أكد الأطباء على أن التهاب المفاصل الروماتويدي ووجود التهاب في الكبد يسببان مشكلة فرط النحاس.
يقترن زيادة النحاس في الجسم بظهور الكثير من الأعراض، وهي كالتالي:
الصداع الشديد بصورة مستمرة، ارتفاع درجة حرارة الجسم، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى فقدان الوعي المتكرر.
القيء والإسهال، مع وجود ألم شديد في البطن، الشعور بالتعب، مع ظهور حلقة بنية صغيرة في العينين واصفرار العين والجلد بصورة واضحة.
حدوث بعض الاضطرابات في الجهاز العصبي، تتمثل في تقلب الحالة المزاجية، والشعور الدائم بالقلق والتوتر والدخول في نوبات عصبية شديدة، والشعور بالاكتئاب.
حدوث بعض الاضطرابات السلوكية، والهلوسة والهذيان خاصة عند كبار السن، إضافة إلى زيادة النشاط الحركي عند الأطفال.
يمكن أن يتطور الأمر وتزداد الأعراض خطورة في حالة الإهمال وترك الحالة بدون علاج، فقد يصيب الإنسان بأمراض في القلب، وارتفاع ضغط الدم إضافة إلى ضمور الأنسجة وتليف الكبد، وتشوهات خلايا الدم الحمراء.
وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى دخول المريض في غيبوبة، كما يمكن أن يؤدي للوفاة.
أشهر انواع المعادن … خصائصها وما هي أبرز استخدامتها ؟
التشخيص الدقيق هو أول خطوات العلاج، لذا يتبع الأطباء آلية معينة للتأكد من زيادة النحاس في الجسم. لعل أبرز هذه الفحوصات قياس مستوى النحاس في الدم عن طريق اختبار قياس فيتامين ب 12، وقياس مستوى السيرولوبلازمين.
إضافة إلى اختبارات البول التي توضح كمية النحاس التي يتخلص منها الجسم.
وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى أخذ خزعة من الكبد، لتحديد مستوى النحاس في الجسم.
وجدير بالذكر أن هذه الاختبارات تلائم زيادة النحاس المكتسبة، الناتجة عن تناول وامتصاص جرعة زائدة من النحاس.
في حين يتم تشخيص زيادة النحاس في الجسم وراثيًا والتي تعرف علميًا باسم مرض ويلسون عن طريق إجراء بعض الاختبارات الجينية.
تختلف طرق علاج زيادة النحاس في الجسم من شخص لآخر حسب مستوى النحاس، وسبب الارتفاع يقوم الطبيب المتخصص باختيار الطريقة الأنسب لكل حالة، فيما يلي قائمة بأبرز هذه الطرق:
يساهم الزنك في الحد من مشكلة تراكم النحاس في الجهاز الهضمي والكبد، كما يعيق امتصاص النحاس في الأمعاء الدقيقة.
يعد علاجًا فعالًا للحد من مشكلة التسمم النحاسي خاصة عند الحوامل، كما يوصى الأطباء باستخدامه في بداية ارتفاع نسبة النحاس في الجسم.
أشار الأطباء إلى ضرورة تناول مكملات البوتاسيوم قبل تناول الطعام، لتقليل قدرة القناة الهضمية على امتصاص النحاس من الطعام.
إحدى الطرق الحديثة التي أثبتت كفاءتها في علاج زيادة النحاس في الجسم حيث تخلص الجسم من النحاس الزائد عن طريق البول.
تعتمد هذه الطريقة على إعطاء المريض بعض الأدوية التي تتحد مع النحاس في الدم، حتى يتمكن الجسم من تنقيتها بواسطة الكليتين، وإخراج النحاس الزائد مع البول.
من أشهر الأدوية المستخدمة في هذه التقنية هو دواء بنيسيلامين، دواء تريبتين، دواء ثنائي المركابرول.
يلجأ الطبيب إلى اتباع هذه الطريقة في حالة تناول المريض كمية كبيرة من النحاس، للتخلص من النحاس الزائد بشكل سريع.
حيث يقوم الطبيب بإخراج النحاس من الجسم عن طريق إدخال أنبوبة تصل إلى المعدة من الفم.
هي إحدى الإجراءات الطبية المتبعة للتخلص من النحاس الزائد في الجسم، وهوعلاجًا فعالًا للأشخاص المصابين بمرض تليف الكبد.
تعتمد هذه العملية على توصيل جسم المريض بآلة تعمل على تنقية النحاس من الدم، ثم إعادة الدم النقي للجسم مرة أخرى.
تتمثل في إخضاع المريض لإحدى الحميات الغذائية قليلة النحاس، حيث يتجنب المريض الأطعمة الغنية بالنحاس مؤقتًا، حتى ينخفض مستوى النحاس في الدم.
أشهر هذه الأطعمة هي المكسرات والشوكولاته والفواكه المجففة، وغيرها الكثير.
حمض الفوليك ما هي أهميته؟؟ والأطعمة الغنية بهذا الحمض
في إطار الحديث عن زيادة النحاس في الجسم ينبغي الإشارة إلى الكمية التي يحتاجها الجسم من النحاس حسب الفئة العمرية، وهي كالتالي:
تتراوح كمية النحاس التي يحتاجها الطفل الصغير من الولادة حتى عمر 3 سنوات ما بين 200:340 ميكروغرام.
في حين يحتاج الأطفال من عمر 4:8سنوات إلى حوالي 440 ميكروغرام من النحاس في اليوم الواحد بينما يحتاج الأشخاص من عمر 9:13 سنة إلى 700 ميكروغرام من النحاس يوميًا.
بينما يحتاج الأشخاص من عمر 14:18 سنة إلى حوالي 890 ميكروغرام من النحاس يوميًا.
في حين يحتاج الأشخاص الأكبر من 19سنة إلى حوالي 1000 ميكروغرام من النحاس في اليوم الواحد.
أكد الأطباء على ضرورة الالتزام بكمية النحاس المسموح بها، لتجنب الكثير من المشاكل الصحية الخطيرة التي قد تسبب الوفاة أحيانًا.