تعتبر السياحة في غوا من أهم أساسات المدينة، حيث تشهد إقبال كبير من السياح من كافة أنحاء العالم، إذ أنها أصغر المدن الهندية وأغناها، وتتميز عن غيرها من ولايات الهند بامتلاكها عدد من الشواطئ الخلابة والمناطق الساحلية.
كما تضم المتاحف، الكنائس والشلالات وتتمتع المدينة بمناخ معتدل إلى حد كبير ومساحات خضراء ونخيل، وتزخر غوا بثقافة متنوعة ما بين الغربية والشرقية، ويعود ذلك للاستعمار قديمًا.
السياحة في لنكاوي | أشهر الفنادق والمنتجعات الموجودة في جزيرة لنكاوي
قبل الحديث عن السياحة في غوا يجب معرفة تاريخ المدينة الذي يؤكد على ظهور العنصر البشري بها قبل أكثر من 3000عام مضت، ووَضَحَ هذا من خلال العثور على عدة نقوش على ضفاف الأنهار، ووجود بعض العملات التي تشير إلى وجود حياة بالمدينة منذ قديم الزما .
في القرن السادس عشر وقعت المدينة تحت يد البرتغاليين، وقد سيطروا عليها واتخذوها مستعمرة لهم، واستمر ذلك لحوالي أربعة قرون، حيث حصلت على استقلالها في منتصف القرن العشرون، وتم ضمها ضمن السياسة الهندية رسميًا.
تحتاج السياحة في غوا لجمع معلومات كافية عن المدينة تبدأ بمعرفة موقع المدينة، حيث إنها توجد في الجزء الغربي من الهند، بالتحديد في إقليم يسمى كونكان، ولها عدة حدود تتمثل في ولاية ماهارشترا جهة الشمال، وبحر العرب الواقع جهة الغرب منها، وكارناتاكا في الناحية الشرقية والجنوبية.
تبلغ مساحتها حوالي 3702كيلو متر مربع، وقد جعلتها هذه المساحة تصنف كأصغر ولاية هندية، ولها ساحل يبلغ طوله حوالي ١٦٠كيلو متر، ويصل عدد سكانها ١,٤٥٧,٥٤٥نسمة طبق إحصاء عام ٢٠١١م، ويسمون سكانها غوانز، كما يعيش منهم في المناطق الحضرية حوالي 906,814نسمة، بينما يسكن الريف حوالي 551,731نسمة.
أما أخر تعداد أعلن قد ارتفع فيه السكان ليصل عددهم حوالي ١,485مليون نسمة، وتقدر كثافتهم بحوالي 349فرد بكل كيلو متر مربع، كما أن المهاجرون إليها من الداخل والخارج يحتلون أكثر من نصف سكانها.
أما من حيث مناخها فهي تتمتع بطقس حار قد يدوم لطوال العام، وذلك بسبب وقوع المدينة على خط الاستواء، إذ أن متوسط درجات الحرارة فيها يرتفع أقصاه ليصل ٣٠درجة مئوية، وينخفض فيما لا يقل عن ٢٣درجة مئوية، وترتفع رطوبتها بسبب وقوعها على خليج العرب مما يزيد من حرارة جوها.
السياحة في بوكيت | دليل أجمل الأنشطة والمزارات السياحية
تتميز غوا أنها أغنى ولاية هندية حيث أن اقتصادها متعدد القطاعات، ويبرز دور السياحة في غوا بشكل كبير في اقتصاد المدينة، ولكن أهم قطاعاتها هي:
الزراعة وصيد الأسماك يشكلان أهم مصدران في اقتصادها، حيث تشتهر بزراعة الأرز والفواكه، كما بها مساحة من الغابات التي تنتج الساج والخيزران، وهما نوعان من أحسن الأخشاب، وتحتوي على عدد كبير من مصائد الأسماك المتواجدة على امتداد ساحلها.
يأتي التعدين كمصدر اقتصادي بارز بالمدينة بدءً من منتصف القرن العشرين، حيث تمتلك خامات من الحديد والبوكسيت والمنجنيز، ويشكلون المعادن الرئيسية بها وتدخل تلك المعادن في دعم القطاع الصناعي، حيث تصنع الولاية منتجات حديدية وأسمدة وكيماويات والأدوية، كما يوجد بها عدة منتجات تقليدية يدوية، وبها عدة مناطق صناعية.
تساهم وسائل النقل في غوا بشكل ملحوظ في اقتصاد المدينة، كما تشارك في دعم السياحة في غوا حيث تمتلك شبكة نقل تصل بينها وبين الهند، وتربطها بالعالم من خلال السكك الحديدية المتنوعة التي تمتد بامتداد الساحل الغربي للهند، وكذلك وسائل النقل البحري والجوي، وتضم مطار دولي كبير ومحطة حافلات مميزة.
تشارك الجانب الثقافي في تقوية السياحة في غوا إذ أن بها مزيج بين الثقافات الشرقية والغربية، كما تقام بها عدة مهرجانات واحتفالات متنوعة، وتختلف الثقافات فيها لتشمل عدة مجالات هي:
الموسيقى والرقص بعدة الوان، حيث يستخدمون ألات عزف غربية مثل البيانو والكمان والقيثارة، كما يهتمون بالعروض المسرحية المتمثلة في العروض التقليدية والدراما الممزوجة بالرقص الشعبي، وعروض أخرى توضح طبيعة الحياة في المدينة.
الثقافة المعمارية حيث يظهر الطابع البرتغالي والعثماني في المنازل والكنائس، كما يظهر هذا المزيج بوضوح حديثًا في معبد غوا.
غلاسكو | السياحة في غلاسكو وجولة مصورة بين ربوعها
ينطق السكان في غوا خمس لغات مختلفة جميعها رسمية، ولكن يستخدمونها بتفاوت، وتأتي اللغة الكونكانية كأول لغة بها، إذ ينطق بها حوالي 61٪من إجمالي السكان، كما تليها اللغة المارثية وينطق بها ١٩٪تقريبًا من السكان، ثم اللغة الكنادية ويشكل متحدثيها نسبة ٧٪من السكان، بينما الهندية يتحدثها ٥٪وأخيرًا لغة الأوردو بنسبة لا تتحاوز ٤٪.
أما من حيث الأديان تعد غوا أحد المدن العلمانية التي تتبع عدد مختلف من الديانات، حيث يظهر بها الهندوس بنسبة كبيرة والمسيحيين من عدة طوائف، وهناك عدد من المسلمين وهؤلاء يشكلون أكثر أعداد من السكان، كما يظهر تواجد من البوذيين والسيخ والجاينيين بأعداد قليلة جدًا.
تتميز مناطق السياحة في غوا بأنها متعددة ومتنوعة ما بين دور العبادة والشواطئ ذات الرمال البيضاء والمتاحف والمحميات وغيرها من المظاهر السياحية القادرة على جذب عدد وفير من السياح، وأهم مناطق الجذب السياحي بها هي:
مينسك | السياحة في مينسك وأهم الأنشطة التي يمكنك القيام بها
تزخر ولاية غوا بعدد من الشواطئ المميزة والتي يمتلئ بعضها بالصخب والحفلات وبعضها يناسب الأشخاص الذين يحبون الهدوء والاسترخاء، وتتميز بمناظر خلابة، كما يمكن بها تجربة ركوب القوارب الصغيرة وركوب الأمواج، بالإضافة إلى مناطق مخصصة لممارسة الرياضات المائية، وأفضل هذه الشواطئ هي:
شاطئ أغوادا الذي يتسم بجمال خلاب، وشاطئ ماندريم الذي يعرف بشاطئ شهر العسل، حيث الهدوء الذي يناسب حديثي الزواج لقضاء شهر عسل فيه، وشاطئ كولفا الذي يلائم العائلات والأطفال.
تحتوي ولاية غوا على عدد من الشلالات الرائعة المتدفقة من وسط الجبال الخضراء، وأشهرها شلالات دودساغار التي تختلف في مستويات ارتفاعها وتدفقها، حيث يصل ارتفاع الشلال إلى 310متر، وقد ظهرت هذه الشلالات في أغلب الأفلام الهندية لكثرة جمالها وطبيعتها الساحرة.
عند تجربة السياحة في غوا يجب عليك ألا تفوت زيارة الحدائق بها، حيث تمتلك مجموعة متنوعة من الحدائق الجميلة التي يتناسب بعضها مع الأطفال، وتغطي بالمساحات الخضراء وبها مقاعد للجلوس والتمتع بالأجواء الطبيعية الجميلة، وأشهرها حديقة كوتش غوا وحديقة جوغرز غوا لعشاق التنزه والتجول وسط الأشجار والنباتات.
تضم غوا عدد كبير من المتاحف وأشهرها متحف الفن المسيحي الذي يجسد المسيحية في غوا، ويظهر المزيج بين الفن البرتغالي الهندي، وبه مقتنيات صنعها فنانين الهندوس، ومنحوتات صنع بعضها من العاج وبعضها من المعادن، بالإضافة إلى متخف غوا الذي يجسد الفن المعاصر بعرض أعمال فنانين قدامى وحديثين.
هما وجهتان سياحيتان هامتان بالمدينة فالقلعة تعتبر أحد أقدم الأبنية التاريخية في المدينة، ويعود إنشائها لعام ١٥٦٠م، وتتميز بطابع معماري برتغالي ممزوج بطراز قوطي انجليزي بها نقوش وزخارف مميزة، كما يوجد بها جرس مصنوع من الذهب الخالص، وهي مقصد مناسب لمحبي السياحة التاريخية.
أما قصر كابو فيرجع في تأسيسه للقرن السادس عشر، وقد كان المقر الرسمي الخاص بالحكومة الهندية، ويضم عدة تحف هندية صينية قديمة وثمينة، وجميعها صنعت من البورسلين.
أثناء السياحة في غوا يرغب أغلب السياح في السهر وقضاء أوقات ليلية سعيدة، وتتميز المدينة في ذلك، حيث تبدأ في المساء أجواء الصخب في النوادي والملاهي الليلية بارتفاع أصوات الموسيقى الغربية والهندية والرقص عليها.
وتبدأ بعض المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية ساعات عملها ليلاً، ويزداد الاقبال على المحال في هذه الأحيان، كما يوجد بها عدد من الحانات التي يفضل السياح السهر فيها.