إندونيسيا وإسرائيل | هل يدفع الإسلاميون علاقات نصف قرن إلى السلام الرسمي؟ | س/ج في دقائق

إندونيسيا وإسرائيل | هل يدفع الإسلاميون علاقات نصف قرن إلى السلام الرسمي؟ | س/ج في دقائق

31 Dec 2020
إسرائيل
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

منذ أكتوبر 2020، تظهر التسريبات عن اتفاق سلام محتمل بين إندونيسيا وإسرائيل. تعززت بتصريحات مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية عن منحة أمريكية مشروطة لإندونيسيا نظير التطبيع.

لكن ما قرب التوقعات أكثر كان تصريح وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي: “دولة مسلمة تقترب من التطبيع. ربما في الخليج، وربما دولة كبرى في الشرق، لن تكون باكستان”.

إندونيسيا سارعت للاتصال بالسلطة الفلسطينية. قالت إنها لن تطبع علاقاتها مع إسرائيل حتى إعلان الدولة الفلسطينية.

علاقات إندونيسا وإسرائيل متشعبة منذ حوالي نصف قرن. سرية خوفًا من الرفض الشعبي. لكن الحكومة كسرت الجمود مؤخرًا بالصمت “غير المعتاد” على اتفاقات السلام بين إسرائيل وجيرانها العرب.

معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى يرى أن السلام بين إندونيسيا وإسرائيل لن يحدث بين يوم وليلة، وإنما عبر خطوات تدريجية مثل تخفيف القيود الاقتصادية والسياحية، وكذلك من خلال التعاون الأمني والاستخباراتي مع حلفاء الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

ترغب إندونيسيا كذلك من الاستفادة من حزمة “إغراءات ترامب” لكنها مترددة.. جزئيًا لخوفها من عدم التزام الرئيس الجديد حو بايدن بالمنح التي سيقررها ترامب حال توقيع الاتفاق الآن.

س/ج في دقائق


لماذا يمكن التكهن باقتراب سلام إندونيسيا وإسرائيل الآن؟

في 29 أكتوبر، أجرى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو زيارة وجيزة إلى جاكرتا بهدف معلن “توحيد الحلفاء الآسيويين لمواجهة تعزيز دور الصين في المنطقة وخارجها”. لكن التقارير تحدثت حول بند سري على جدول الأعمال: تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

بعد الزيارة، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية آدم بوهلر إن بإمكان إندونيسيا مضاعفة المساعدات الإنمائية بمليار أو ملياري دولار أخرى إذا انضمت لجهود إدارة ترامب في أيامها الأخيرة واعترفت علانية بإسرائيل.

بوهلر قال بوضوح إن بلاده تتفاوض مع إندونيسيا، ومستعدة لمضاعفة الدعم المالي إن كانت جاكارتا مستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

لاحقًا، قال وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي أوفير أكونيس، إنه بعد سلام المغرب، فالدور على دولتين: إحداهما خليجية “ليست السعودية”، والأخرى دولة مسلمة كبيرة في جنوب شرق آسيا “ليست باكستان”.

دول جنوب شرق آسيا التي تنطبق عليها تلك الصفات تشمل ماليزيا التي يتبنّى قادتها معاداة إسرائيل علنًا، وبروناي الصغيرة، لتبقى إندونيسيا ذات التاريخ من البوادر الإيجابية غير المتسقة تجاه إسرائيل. بما رجح كفة أنها المقصودة.


هل تنظر إندونيسيا بجدية إلى عروض إدارة ترامب الراحلة؟

وسط هذه الأحداث، اتصل رئيس إندونيسيا جوكو ويدودو برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مؤكدًا أن بلاده ملتزمة بحل الدولتين، وأنها لن تنضم إلى قطار تطبيع العلاقات مع إسرائيل إلا بعد إقامة دولة فلسطينية.

لكن تايمز أوف إسرائيل تبرر التصريح نقلًا عن أحد مساعدي أعضاء الكونجرس الديمقراط بحذر إندونيسيا من الدخول في حراك بهذا الحجم قبيل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في 20 يناير.

المصدر قال إن أية وعود تقدمها إدارة ترامب يجب أن تؤخذ بحذر؛ لأنها على وشك الخروج من السلطة، ولأن مؤسسة التمويل لا يجب أن توظف كحافز للتطورات السياسية، ولأن الديمقراط – وإن رحب بايدن بالاتفاقيات السابقة” ينتفدون ثمنها: الطائرات الشبحية المقاتلة للإمارات، والاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وإزالة السودان من قائمة رعاة الإرهاب، وهو ما ينطبق على التمويل الإنمائي المعروض على إندونيسيا.

وحتى الآن، ليس من الواضح ما إذا كان بايدن سيلتزم بأي من هذه الاتفاقيات، رغم أن بوهلر أعلن توقعه أن تغيير الإدارة لن يؤثر على الاتفاقيات السارية.


متى بدأت علاقات إندونيسيا وإسرائيل ؟ وما دور الإسلاميين فيها؟

إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية في العالم من حيث عدد السكان، لا تربطها علاقات رسمية بإسرائيل، لكنهما يتعاونان في عدة  مجالات.

تبنّى سوكارنو، أول رئيس للبلاد، سياسةً خارجية مناهضة بشدة للاستعمار، وانضم إلى الرئيس المصري جمال عبد الناصر وآخرين لتأسيس “حركة عدم الانحياز” في 1961، ومنع إسرائيل من المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية 1962 بطلب من الحلفاء العرب.

لكن خليفته سوهارتو غيّر مسار السياسة الخارجية، لتصبح البلاد شريكًا أوثق مع الولايات المتحدة والغرب الأوسع نطاقًا.

إندونيسيا اشترت أسلحة من إسرائيل في السبعينيات والثمانينيات، وأرسلت جنودها للتدريب في إسرائيل بالتزامن. وبعد توقيع اتفاقيات أوسلو 1993، زار رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين سوهارتو في منزله في جاكرتا.

وفي العام التالي، شهد عبد الرحمن وحيد، رئيس الجمعية الإسلامية المعتدلة “نهضة العلماء”، ورئيس إندونيسيا لاحقًا، توقيع معاهدة السلام بين إسرائيل والأردن، وزار إسرائيل ثانية في 1997، ودعا إلى التقارب بين العرب واليهود حتى وفاته.

في 2008، وقّعت “نجمة داود الحمراء” ونظيرتها الإندونيسية اتفاقية تعاون في تل أبيب شهدها نائب رئيس منظمة “المحمدية”، ثاني أكبر منظمة إسلامية في إندونيسيا.

الرئيس سوسيلو بامبانغ يودهويونو تبنى حل الدولتين للمرة الأولى في 2012، مما أثار احتمال تَمَكُّن جاكرتا من تطبيع العلاقات في سياق السلام الإسرائيلي الفلسطيني.

لاحقًا، دعا نائب الرئيس يوسف كالا للتعامل مع إسرائيل، وفي 2014، أعلن أن إندونيسيا تحتاج للتقارب مع إسرائيل لتكون وسيطًا بينها وبين الفلسطيين.

وفي 2018، اجتمع برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش اجتماعات الأمم المتحدة. وسافر رئيس جمعية “نهضة العلماء” يحيى ستاقوف إلى إسرائيل واجتمع بنتنياهو.

وفي العام نفسه،، بلغ حجم التجارة الثنائية حوالي 100 مليون دولار رغم القيود الإندونيسية الكبيرة على التجارة المباشرة مع إسرائيل. وبالمثل، يزور عدد متزايد من السياح الإسرائيليين إندونيسيا سنويًا رغم قيود التأشيرات، والتي يجب عليهم الحصول عليها عبر سنغافورة.

زواج المسلمة من غير المسلم | لماذا أباحه اﻹخوان في أوروبا؟ | هاني عمارة


ما أهم الحسابات التي تدرسها جاكارتا قبل تطبيع العلاقات مع إسرائيل ؟

إندونيسيا مترددة في إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل. المراقبون اعتبروا أن غيابها عن التعليق عن اتفاقات السلام الأخيرة إشارة. لكنهم لم ينسوا حسابات علاقات إندونيسيا مع الإمارات التي تلعب دورًا مهمًا في بناء عاصمتها الجديدة، والسعودية صاحبة النفوذ الأكبر في البلاد.

بقية الاعتبارات قد تؤخر تطبيع العلاقات بين إندونيسيا وإسرائيل الرسمي؛ الاعتبارات السياسية المحلية بالنظر لانتقادات بعض الإسلاميين المحليين للرئيس لكونه “ليس محافظًا بما يكفي” وللمشاعر الشعبية المعادية لإسرائيل “والتي يقول مراقبون إنها قد تكون أعلى مما الحال عليه في دول عربية” بما يعنيه ذلك من تكلفة انتخابية.

هنا، قد تَعتبر جاكرتا على الأرجح أن التكلفة الجيوسياسية لتعزيز العلاقات غير الرسمي أقل؛ لأنه سيمكنها من تجني بعض فوائد التعاون مع إسرائيل دون الاعتراف بها رسميًا.

معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى يرى أن تطبيع العلاقات بين إندونيسيا وإسرائيل لن يحدث بين يوم وليلة، وإنما عبر خطوات تدريجية مثل تخفيف القيود الاقتصادية والسياحية، وكذلك من خلال التعاون الأمني والاستخباراتي مع حلفاء الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.


هل تكسب إندونيسيا من التطبيع مع إسرائيل؟

هناك أسباب وجيهة للاعتقاد بأن اتفاقات سلام مع إسرائيل ستقوي إندونيسيا. ليس فقط بسبب الدعم الأمريكي الموعود، بل لأسباب تتعلق بالتعامل المباشر:

اقتصاديًا: حجم التبادل التجاري مع إسرائيل حاليًا أصغر عدة مرات من تجارة تايلاند وفيتنام، رغم أن الناتج المحلي الإجمالي لإندونيسيا يبلغ ضعفين إلى ثلاثة أضعاف مثيله في الدولتين المجاورتين.

أمنيًا​​: تقدم إسرائيل الخبرة ليس فقط ضد التهديدات القائمة منذ فترة طويلة مثل الإرهاب، ولكن أيضًا في المناطق التي تواجه فيها إندونيسيا تهديدات ناشئة تتراوح من الهجمات الإلكترونية إلى الأمن الساحلي.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

وزير إسرائيلي عن الدولة الآسيوية المسلمة المقبلة لتطبيع العلاقات: “ليست باكستان” (هاآرتس)

الرئيس الإندونيسي: لا تطبيع مع إسرائيل حتى يكون للفلسطينيين دولة (تايمز أوف إسرائيل)

إدارة ترامب تعرض على إندونيسيا مليارات الدولارات للتطبيع مع إسرائيل (تايمز أوف إسرائيل)

عمان وإندونيسيا قد تكون الدول المقبلة لإقامة علاقات مع إسرائيل (جيروزاليم بوست)

كيف تنظر إندونيسيا إلى احتمالات التطبيع مع إسرائيل؟ (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى)


 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك