السعودية تصر على تجاهل واشنطن | نيوزويك: لم يعد للغرب رصيدًا لاقناع الرياض | بودكاست دقائق

السعودية تصر على تجاهل واشنطن | نيوزويك: لم يعد للغرب رصيدًا لاقناع الرياض | بودكاست دقائق

27 Oct 2022
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

استمع أولًا إلى بودكاست دقائق من هنا، أو واصل القراءة إن أردت:

من المفترض أن تكون انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي هي الأعلى صوتًا وتأثيرًا في واشنطن والعالم.

قد لا تدرك مدى أهمية تلك الانتخابات ولكن إذا تذكرنا كلمة السادات: “قلت وأقول إن بيد أمريكا 99% من أوراق اللعبة” وبالتالي فإن الفائز بالأغلبية في تلك الانتخابات سيحدد مصير العالم خلال العامين القادمين.


كيف تؤثر قرارات السعودية على انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي؟

أحدثت قرارات السعودية أو أوبك بلس بتخفيض إنتاج النفط قبل الانتخابات الأمريكية ضجة كبيرة أعلى من أي توقعات.

وقد أثارت السعودية الجدل بأنها أثرت على الانتخابات بشكل غير مشاكل، باعتبار أن قرار تخفيض إنتاج النفط سيؤثر على الناخب الأمريكي وبالتالي قراره الانتخابي،وعلى الرغم من ذلك كانت هناك محاولة لاستخدام نفس الورقة بشكل عكسي: السعودية مصدر تهديد للمواطن الأمريكي، ويجب الرد عليها.

هنا يأتي دور المقال الذي نتحدث عنه الآن. والحقيقة إننا اخترناه لأكثر من سبب: ناشر المقال، مجلة نيوزويك الأمريكية.

الكاتب: ديفيد رونديل، وهو أحد أهم المتخصصين في الشأن السعودي في واشنطن، كمحلل رفيع المستوى ودبلوماسي سابق في الشرق الأوسط لأكثر من 30 سنة، وبصحبته مايكل جفلر، المستشار السياسي السابق للقيادة المركزية الأمريكية، الذي خدم 26 سنة في الخارجية الأمريكية.

عنوان المقال المباشر جدًا والصريح جدًا: “من خسر السعودية؟”

يبدأ المقال من فبراير 1980، عندما سافر مستشار الأمن القومي الأمريكي للرياض؛ بهدف طلب دعم السعودية في التصدي للغزو السوفيتي لأفغانستان. آنذاك الملك خالد لم يتردد، وعلى مدار عشر سنوات، كانت الرياض تدعم المجاهدين الأفغان بنفس الرقم الذي تقدمه واشنطن تقريبًا.

ثم يذكر المقال عام 2022. عندما طلب كبار المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين مساعدة السعودية في الحد من ارتفاع أسعار النفط بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. لكن رفضت السعودية.


على الرغم من عدم تغير أطراف اللعبة السعودية من ناحية والغرب من ناحية أخرى .. لكن تغير الرد؟

1. يذكر المقال أن أول سبب كان سقوط الشيوعية. في 1980 صحيح كان الهدف واحد، لكن كل فريق اتحرك من أرضية مختلفة. لم تكن السعودية ضد الاتحاد السوفييتي لنفس أسباب الغرب.

كانت السعودية ضد روسيا الملحدة التي تحاول تغير الأنظمة في المنطقة لحساب الشيوعية. هل روسيا اليوم تروج للإلحاد أو سقوط الأنظمة؟.

2. السبب الثاني بحسب الكاتبين، إن السعودية ليست مؤسسة خيرية ولا بنزينة عالمية. بل هي دولة لديها مصالح ولديها حاكم وظيفته تحقيق تلك المصالح. خاصة بعد أن انخفضت أسعار النفط 30% بين يونيو وسبتمبر، وبعد أن خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب على النفط بسبب التدهور المستمر للاقتصاد،  وعندما صرحت وزارة الطاقة الأمريكية إن بعد تخفيضات إنتاج أوبك فالأسعار ستقل أكثر العام القادم، فكل ما تريده السعودية هو تثبيت الأسعار؛ وبالتالي من الطبيعي أن ترى ضرورة تخفيض الإنتاج أكثر وأكثر.

3. أما السبب الثالث وهو حجر الأساس، وهو زيادة شكوك السعودية في مصداقية الالتزامات الأمنية الغربية.

فقد سبق أن حذروا أمريكا من الانسحاب الكامل من العراق؛ لأنهم علموا أن داعش سيصعد في العراق، وبالفعل هذا ما حدث دون مبالاة من أمريكا.

بالإضافة إلى انسحاب أمريكا المتسرع من أفغانستان، دون اعتبار النتائج المظلمة. وأيضًا إتمام أمريكا للاتفاق النووي مع حكومة الملالي في إيران.

في المقابل نجد الغرب، الذي يصف نفسه حليف وصديق، يهدد السعودية بقطع مبيعات الأسلحة بشكل مستمر، وتأخير إمداد الرياض بتكنولوجيا الدرونز التي تحتاجها لتتصدى لأخطار صناعة النفط.

بعد كل تلك المواقف، كان طبيعي بحسب المقال إن السعودية تشعر بقلة تقدير. على الرغم من أن السعودية لازالت تلعب دورًا رئيسيًا في تقوية العملة الأمريكية والنظام المالي الغربي، من خلال مواصلة تداول النفط بالدولار.

على مدار السنوات السابقة كانت السعودية تُزيد إنتاج النفط لتحافظ على السوق العالمي، وعندما احتاجت الدولة أن تقلل الإنتاج لتتخطى الاضطرابات الاقتصادية الحالية؛ هاجمها إعلام بايدن بشتى الطرق، بالإضافة إلى أن بايدن أثناء حملته الانتخابية أشار إلى السعودية بلفظ دولة منبوذة.

كما تمت مهاجمة السعودية فيما يخص وضع المرأة، واتهامها بالإساءة للنساء بشكل منهجي.

حسنًا، نذكر أيضًا حرب اليمين التي بدأها الحوثيين، وبالرغم من ذلك أزالتهم أمريكا من قوائم الإرهاب، وبالتالي فإن محاربة السعودية لهم هي في الأساس ليست حرب هجومية، لكنها دفاعية، ليس فقط دفاعًا عن الحكومة المعترف بيها دوليًا، لكن أيضًا لأن الحوثيين المدعومين من إيران يريدون احتلال محافظتين في جنوب السعودية.


حسنًا، ما الداعي لهذا التحريض ضد السعودية بهذا الشكل الفج؟

وأخيرًا، يذكر المقال إن القادة في الغرب يبحثون عن شيء يلقون عليه مسؤولية تضخم الطاقة. لكن هنا ليست مسؤولية السعودية، بل سوء إدارة ملف الحرب في أوكرانيا، والإنفاق الحكومي الهائل في الغرب خلال الوباء، وتراجع إنتاج النفط الأمريكي.

كما ذكر المقال أن مبيعات الأسلحة وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع السعودية ليس مجاملة للرياض. لكن لأن الرياض مؤهلة للعب هذا الدور؛ لحماية مصالح أمريكا في السعودية.

وأن هذا التصعيد سيكون كارثة على أوروبا؛ لأن السعودية هي منتج النفط الوحيد الذي يملك ضخ كميات كبيرة من النفط للسوق بسرعة، وأوروبا ستكون في أمس الحاجة لهذا خلال الشتاء.

كما إن الرياض لا تأخذ مساعدات، بالعكس تمامًا، فهي تدعم أجندة السياسة الخارجية للغرب من خلال دعم حكومات الدول الحليفة، أو المساعدة في إعادة بناء اليمن، وإن السعوديين شعب شديد الافتخار بنفسه، وبكونهم منطقة لم تتعرض للاستعمار، ومركز واحدة من أكبر الديانات في العالم. بالتالي، يجب الحرص في التعامل مع تلك الدولة المستقلة ماليًا وسياسيًا.


 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك