العنف الأسري ضد الأطفال | أسبابه وأعراضه والآثار النفسية والاجتماعية الناتجة عن العنف الأسري

العنف الأسري ضد الأطفال | أسبابه وأعراضه والآثار النفسية والاجتماعية الناتجة عن العنف الأسري

3 Nov 2022
بنك المعرفة دقائق.نت
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

العنف الأسري ضد الأطفال هو عبارة عن نشاط سلوكي خفي مجرّم، ويتمثل هذا السلوك في إنتهاك حق الطفل نفسيًا وجسديًا بل وجنسيًا أيضًا.

وهذا العنف ليس وليد هذه اللحظة، بل هو مشكلة عانى منها الكثير من الأطفال على مر العصور على مستوى العالم.

وله العديد من الآثار السلبية على الأطفال لأنه يترسخ في أذهان الأطفال فقد يصل تأثيره إلى مراحل عمرية متقدمة.

نبذة عامة عن العنف الأسري ضد الأطفال

إن عمر الأطفال المعرضين للعنف الأسري من هم دون الثامنة عشر من عمرهم حسب ما جاءت به منظمة الصحة العالمية.

ويعد العنف الأسري ضد الأطفال فعلًا سيئًا موجهًا لطفل بعينه من بين أفراد الأسرة.

ويعتبر هذا الفعل مقصود لتشويه نفسية الطفل سواء من خلال الأذى النفسي، مثل: مناداته بألفاظ بذيئة، أو الأذى الجسدي من خلال الضرب المبرح، أو الجنسي أي الاعتداء عليه جنسيًا، وكل هذه الأفعال مجرمة قانونًا.

كما أنها مخالفة لجميع الأديان السماوية ويكون العنف موجهًا من الأبوين أو ممن يعول الطفل.

أنواع العنف الأسري ضد الأطفال

هناك العديد من الأنماط التي تشير إلى العنف الأسري ضد الأطفال، حيث تنقسم إلى ما يلي:

العنف الجسدي

يعد هذا العنف أسلوبًا مشينًا في التعامل مع الطفل، وأحيانًا يكون من الأبوين أو واحدًا منهم ويكون موجهًا للطفل بطريقة مباشرة من خلال الضرب المبرح، أو حرق جسد الطفل، أو منعه من التحرك من خلال ربطه مما يسبب له ألمًا.

وفي بعض الأحيان يوجه السلوك للطفل بشكل غير مباشر ويظهر ذلك في عدم إعطاء الطفل العلاج بشكل مقصود، أو عدم تقديم الطعام والشراب للطفل.

الإيذاء النفسي

يشمل الإيذاء النفسي كل السلوكيات التي توجه إلى الطفل من أي فرد داخل الأسرة والتي تسبب له ضررًا نفسيًا أو صحيًا.

وللأذى النفسي أنماط عديدة مثل توجيه الشتائم المشينة له، أو تهديده، أو التقليل من شأنه أمام الآخرين.

كما تتمثل في الإهمال في التعامل معه، والتفرقة في التعامل بينه وبين أخوته، وأيضًا إجبار الطفل على شئ لا يحبه مثل ممارسة رياضة معينة.

الإيذاء الجنسي

من أنماط العنف الأسري ضد الأطفال ويكون لإشباع الرغبة الجنسية لدى المعتدي على الطفل.

وغالبًا ما يكون المعتدي بالغًا ويكون ذلك من خلال إجبار الطفل، أو عن طريق حيلة فمثلًا يقول المعتدي للطفل أن ما يفعلونه ماهو إلا مجرد لعبة ويطلب منه عدم الإفصاح عما حدث.

أنواع العنف الأسري ضد الأطفال

أسباب العنف الأسري ضد الأطفال

يوجد الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى ظاهرة العنف الأسري ضد الأطفال، وتنقسم إلى ما يلي:

أسباب أسرية عند الأبوين

الطريقة التي تعامل بها الأبوين في صغرهم من قبل آبائهم جعلت لهم أفكار غير سوية مما جعلهم يمارسون العنف على أطفالهم.

أن يكون الأبوين غير ملمين بطرق التربية السليمة مع طفلهم؛ مما يجعلهم يتعاملون معه بجهل وبأسلوب غير مناسب.

جهل الأبوين باحتياجات طفلهم من رعاية ومتطلبات.

أسباب نفسية

إن نفسية الأبوين تؤثر سواء بالسلب أو الإيجاب على الأطفال، وتتمثل الأسباب النفسية فيما يلي

إصابة أحد الأبوين بمرض نفسي مثل الإكتئاب.

إنعدام ثقة أحدهم بنفسه يؤثر سلبًا على الطفل.

مشاكل العمل عند الأب والتي تجعل علاقته بالأم متوترة؛ مما يجعل الأم تخرج ما تشعربه مع أبنائها بالعنف.

تناول الأب للمخدرات التي تجعله يفقد صوابه ويمارس العنف ضد الطفل.

أسباب إقتصادية

تعد الأزمات المالية التي يمر بها الكثير من الآباء هي السبب وراء العنف الأسري ضد الأطفال، ويتمثل ذلك فيما يلي

يشعر الأب بضيق عندما لا يكون قادرًا على تحقيق معيشة كريمة لأسرته؛ مما يجعله يمارس العنف ضد الأم والأطفال.

كل هذه الأسباب تكون نتيجة مؤثرات خارجية، لكنها تؤدي إلى العنف مما تؤدي إلى تدمير نفسية الطفل.

علامات العنف الأسري ضد الأطفال

يوجد بعض الإشارات التي تؤكد وقوع الطفل تحت العنف الأسري منها ما يلي:

إن العنف الأسري ضد الأطفال من الأبوين يجعل الطفل غير قادر على مواجهتهم؛ مما يؤدي إلى الكذب عليهم.

تعامل الطفل مع الآخرين بحدة وعنف، وأحيانًا يظهر عليه أعراض الإكتئاب.

أن يكون الطفل متأخرًا بشكل ملحوظ فكريًا وجسديًا عن أصدقائه في نفس المرحلة العمرية.

آثار العنف الأسري ضد الأطفال النفسية

إن مشكلة العنف الأسري ضد الأطفال التي تتمثل في التهديد والإهمال والتعامل السئ مع الطفل يؤدي إلى العديد من المشكلات، مثل: الخوف الزائد، وصعوبة القدرة على الوثوق بالنفس أو بأحد.

كما يؤدي ذلك إلى بعض المشكلات في التعليم، وعدم القدرة على تكوين علاقات إجتماعية، ومن أهم النتائج النفسية التي تحدث بسبب العنف الأسري ما يلي

ضعف المهارات الإدراكية والوظائف التنفيذية

عند تعرض الطفل إلى العنف الأسري فإنه يتعرض إلى مشكلات ضعف الإدراك؛ حيث يعاني من صعوبة الإنتباه والتعلم.

وأيضًا من الممكن أن يعاني من مشكلات وظائف الدماغ ومنها عدم التحكم في النفس، وصعوبة تحصيل المعلومات.

خلل في الصحة العقلية والعاطفية

أغلب الأطفال الذين تعرضوا للعنف يعانون من إضطرابات نفسية خاصةً عند الوصول إلى سن البلوغ مثل الشعور بالإكتئاب، الذي يؤدي ببعضهم إلى الإنتحار، كما يؤدي إلى مشكلة الإدمان.

مواجهة الصعوبات الإجتماعية

يكون من الصعب على الطفل الذي عانى من العنف الأسري ضد الأطفال أن يكون علاقات إجتماعية مستقبلًا.

كما يؤدي بهم الحال إلى العنف الزائد والسلوكيات الغير مرغوب بها مع الآخرين.

اضطرابات ما بعد الصدمة

بعد تعرض الطفل للعنف بشكل معين يظل الأمر في فكره بصفة مستمرة حتى بعد الوصول إلى سن متقدم، وتنتاب الطفل الصدمات بسبب موقف مشابه.

كما يتجنب التواجد في أماكن معينة تذكره بما حدث في الطفولة، وفي هذا الوقت يصابون بالعديد من المشكلات مثل الخوف الزائد، والعنف، وعدم التحكم في النفس.

آثار العنف الأسري ضد الأطفال الإجتماعية

إن التعرض إلى العنف الأسري يؤدي إلى مشكلات في النمو؛ مما يؤدي إلى صعوبة التعامل بشكل طبيعي مع الآخرين والتفاعل معهم.

ويوجد عدد من الاضطرابات التي يعاني منها الطفل المتعنف منها ما يلي

إنعدام الشعور بالأمان الأسري.

عدم القدرة على حل المشكلات الخاصة بها لما يسيطر عليهم من مشاعر الغضب والعنف.

الشعور بالضيق عند رؤية الشخص الذي عنفهم.

القلق الزائد، والشعور المستمر بالخجل الذي يمنعهم من التفاعل مع الآخرين.

فقد الثقة بأي شخص بالغ.

صعوبة المشاركة في النشاطات الإجتماعية حتى لا يتعرض للإحراج.

صعوبة إظهار العواطف تجاه الآخرين، أو التعاطف معهم.

طرق الحد من العنف الأسري ضد الأطفال

إن مشكلة العنف الأسري ضد الأطفال لن تندثر إلا من خلال ما يلي:

التوعية الأسرية عن طريق المؤسسات التعليمية والمجتمعية بأنماط ونتائج العنف ضد الأطفال.

وضع عقوبات لكل من يحاول أن يعتدي على الأطفال بأي نمط من أنماط العنف من أفراد الأسرة.

تخصيص برامج للتأهيل النفسي لكل الأطفال الذين عانوا من العنف الأسري، ودعمهم ومتابعتهم بصفة مستمرة، ومحاولة تأهيلهم من الناحية التعليمية.

نشر طرق التربية الإيجابية، وطرق التعامل الأسري مع الأطفال.

تشريع قانون لمنع وتجريم عمل الأطفال، ومنع استغلالهم أسريًا ومجتمعيًا.

العمل على تقديم برامج تأهيلية نفسية للطفل الذي تعرض للعنف الجنسي، وتقديم برامج تعلم الطفل معنى العنف الجنسي حتى يكون قادر على حماية نفسه.

أهمية حماية الطفل من العنف الأسري ضد الأطفال

إن مرحلة الطفولة تبدأ منذ الولادة وحتى سن البلوغ، وهذه المرحلة هي بناء لما سيكون عليه الطفل في المستقبل.

ففي هذه المرحلة تبدأ تكوين شخصية الطفل، ويحتاج الطفل في هذه المرحلة إلى الدعم من الأسرة، وممن حوله لمساعدته على تكوين شخصًا سويًا نفسيًا وجسديًا وإجتماعيًا ينتفع به المجتمع؛ لذلك لابد من التخلص من ظاهرة العنف الأسري ضد الأطفال.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك