استمع أولًا إلى بودكاست دقائق ” الموت المفاجئ | كيف ولماذا يحدث؟ ومن الأكثر عرضة لخطره؟” من هنا، أو واصل القراءة إن أردت:
الموت المفاجئ .. أحد المصطلحات التي انتشرت مؤخرًا بشكل كبير، وغالبًا ما يربطه الناس بما يُسمى بـ “موت الغفلة” وكأنهما نفس الشئ. لكن في الواقع الامران مختلفان تمامًا.
ما هو الموت المفاجئ؟ ولماذا يحدث؟ والفئات الأكثر عرضة لحدوثه؟
ما هو الموت المفاجئ؟
متلازمة الموت المفاجئ هو مصطلح لوصف حالات طبية مختلفة مرتبطة بأمراض القلب والأزمات القلبية التي تؤدي للوفاة بدون سابق إنذار.
من خلال اسم تلك المتلازمة سيتضح أنها تحدث فجأة، أي أن الشخص قد يكون سليم معافى ولا يعاني من أي أمراض أو لا يدرك إصابته بمشكلة قلبية ثم تحدث له متلازمة الموت المفاجئ بدون مقدمات.
كما أنها تحدث لأي شخص في أي مرحلة عمرية سواء ذكر أم أنثى.
قد يربط البعض بين الموت المفاجئ وموت الغفلة، وأنه إشارة إلهية بالغضب على أشخاص بعينهم. على الرغم من أن الموت المفاجئ لا يُميز بين المؤمن وغير المؤمن. وغالبا ما يجد البعض ما يريد من مبررات لاعتبار الأمر إشارة إلهية.
هل سبب الموت المفاجئ واحد؟
يوجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي في النهاية إلى الموت بشكل مفاجئ، ومنها:
1- متلازمة بروجادا:
هي حالة تسبب نمطا مميزا في مخطط كهرباء القلب (EGG)، وتزيد خطر الإصابة بالرجفان البطيني بمعنى حدوث ضربات قلب سريعة وفوضوية تمنع القلب من ضخ الدم. ترتبط تلك المتلازمة تحديدًا بكونها تسبب الموت الليلي المفاجئ.
2- متلازمة كيو تي الطويلة:
وهي متلازمة تؤدي لإطالة فترة QT في مخطط كهرباء القلب، وهو الوقت الذي يستغرقه انقباض بطين القلب واسترخائه.
تلك المتلازمة قد تؤدي لتسارع بطين القلب أو حدوث رجفان بكيني.
هي حالة نادرة الحدوث لكنها تُسبب رجفان بطيني أيضًا.
4- تسارع القلب البطيني متعدد الأشكال الكاتيكولاميني (CPVT)
تتسبب تلك الحالة في حدوث نوبات من تسرع القلب البطيني ناتجة عن الإجهاد البدني أو حتى العاطفي نتيجة التوتر الزائد.
كم عدد ضحايا الموت المفاجئ؟
ليس هناك أرقام مؤكدة لعدد حالات الوفاة بمتلازمة الموت المفاجئ وأغلب تقارير الطب الشرعي تصفها باعتبارها وفاة بسبب أزمة قلبية.
لكن تقديرات منظمة “الأمراض النادرة” تُفيد بأن متلازمة بروجادا تُصيب شخص من بين كل ألفين شخص. ومتلازمة كيو تي الطويلة تُصيب حوالي 1 بين كل 7000 شخص.
أما متلازمة كيو تي القصيرة فهي نادرة جدًا وتم تشخيصها في 70 حالة على مدار العشرون عامًا الماضية.
ما هي الفئات المعرضة لمتلازمة الموت المفاجئ أكثر من غيرها؟
1- تم تحديد بعض الإشارات من خلال دراسات نشرتها المكتبة الوطنية للطب في أمريكا، تؤكد على وجود جينات معينة قد تُزيد احتمالية الموت المفاجئ ، مثلًا: إذا حدث موت مفاجئ لشخص، سيكون هناك احتمالية 20% أن أقاربه من الدرجة الأولى “الوالدين والأخوة والأبناء” سيتعرضون أيضًا لتلك المتلازمة.
2- بجانب أيضًا أن الرجال أكثر عرضة للموت المفاجئ عن النساء.
3- بعض الحالات الطبية، مثل: المصابين بمرض الاضطراب ثنائي القطب، فإنهم أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة بروجادا؛ نتيجة تناولهم علاج بالليثيوم.
4- مرضى القلب خاصةً المصابين بالشريان التاجي فهم الأكثر عرضة للموت المفاجئ. حوالي 1 من كل حالتين وفاة بالشريان التاجي تكون فجأة أو علامتها الأزمة القلبية.
5- مرضى الصرع، حيث إن حالة من كل 1000 شخص مصاب عرضة للموت المفاجئ خصوصًا بعد نوبة الصرع مباشرة.
6- الأشخاص الذين يعانون من عدم انتظام ضربات القلب، فهم أكثر عرضة للإغماء وفقدان الوعي و الموت المفاجئ
7- مرضى اعتلال عضلة القلب الضخامي قد يتعرضون لاعتلال في انتظام ضربات القلب والوفاة المفاجئة.
في الواقع فإن الوقاية ليست مؤكدة. لكن تجنب عوامل الخطر والمتابعة مع الطبيب والالتزام بنظام غذائي صحي مع ممارسة الرياضة بحذر تلعب دورًا مهمًا.
هل يمكن إنقاذ الشخص من الموت المفاجئ ؟
حتى الآن لا يوجد علاج ثابت لحالات الموت المفاجئ ، لكن إذا حدث تدخل طبي سريع في أقسام الطوارئ من الممكن إنقاذ المريض.
من الممكن إتخاذ بعض الإجراءات، مثل: الإنعاش القلبي الرئوي، أو إزالة الرجفان، أو حتى بالصدمات الكهربائية، أو في بعض الحالات زرع جهاز لإنعاش القلب. وفي هذه الحالة يكون الأطباء في سباق زمني مع الموت.
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
