بوب مارلي .. رأس الحربة الناعمة للأفروسنتريزم قبل المركزية الأفريقية | نقاط في دقائق

بوب مارلي .. رأس الحربة الناعمة للأفروسنتريزم قبل المركزية الأفريقية | نقاط في دقائق

16 May 2023
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

استمع أولا إلى بودكاست ” بوب مارلي .. رأس الحربة الناعمة للأفروسنتريزم قبل المركزية الأفريقية”، أو واصل القراءة إن أردت:

بوب مارلي أحد أكبر الفنانين الذين تعلقوا بمصر، وذكرها في أغانيه أكثر من مرة. لكنه تخيلها من خلال ديانة الرستافاري التي كان يعتنقها، والتي جعلته من أوائل المبشرين بالمركزية الافريقية قبل ظهور موجتها بكثافة في السنوات الماضية.

ما هي ديانة الرستفاري وعلاقتها بمصر؟!!


مصر في أغاني بوب مارلي

إذا كنت متابعا جيدًا لأغاني بوب مارلي ستجد أن مصر كانت حاضرة في أكثر من مناسبة.

مثلًا أغنية إكسودوس التي أطلقها عام 1978، وتحكي عن أمر سماوي بالتبشير بخروج مشابه لما ذكرته الرواية التوراتية عن خروج بني إسرائيل مع النبي موسى من مصر. لكن الخروج هذه المرة سيكون لأتباع “جاه” ناحية أرض الخلاص. ناحية الوطن. ناحية إثيوبيا.

قبل ذلك بعامين، وبالتحديد في 1976، كان بوب مارلي يصف نفسه في ألبوم راستامان فايبريشن بأنه من أسباط بني اسرائيل الـ 12. يعني هو والسود الرستافاريين هم بني إسرائيل الحقيقيين ومصر أرض العبودية.

وفي أغنية iron lion zion أيضًا، وصف بوب مارلي هيلاسلاسي بأسد صهيون الحديدي حاكم القدس والمقصود هنا إثيوبيا وليست القدس التي نعرفها.


ما هي ديانة بوب مارلي؟

ولد مارلي في 6 فبراير 1945. لأب وأم لم يذكر التاريخ الكثير عنهم. لكن بعض المصادر تقول إن والدته كانت يهودية سورية بيضاء البشرة، والبعض أشار أن والده هو الذي كان يهوديا بريطانيا.

نشأ مارلي كمسيحي كاثوليكي، لكنه في مرحلة تالية في حياته قرر أن يتحول لدين جديد. الديانة الراستافارية.


ما هي الديانة الراستافارية ؟

بدأت الراستافارية تنتشر بقوة بين الأفرو-جامايكيين في ثلاثينيات القرن الماضي.

يعتبرونها تندرج تحت الديانات الإبراهيمية. وتعتبر ديانة هجينة تجمع بين المسيحية واليهودية والتصوف والمركزية الأفريقية.

لقت رواجًا باعتبارها تبشر برسالة. وهي فخر السود الذين يحاربون للتحرر من الاضطهاد، ويبحثون عن الأمل في العودة إلى إفريقيا يومًا ما.


لماذا اعتنق بوب مارلي الديانة الراستافارية؟!

لا يوجد معلومة مؤكدة بخصوص سبب اعتناقه هذه الديانة. البعض يتقول إنه تأثر بموجة صعودها في جامايكا، قبل أن يزيد التأثير بسبب زوجته، ريتا، وأخيرًا زيارة الإمبراطور الإثيوبي هيلاسلاسي لجمايكا في 1966.

دعت الديانة الجديدة لإله واحد اسمه “جاه” متجسد في شخص، وهذا الشخص هو هيلاسيلاسي نفسه.

أما عن ضفيرة شعر بوب مارلي الشهيرة فهي تعبر عن شكل الشعر المثالي لأتباع الديانة.

حتى الماريجوانا التي ارتبطت بمارلي كانت إحدى وسائل أتباع الديانة للتواصل الروحي مع الإله.


إثيوبيا وهيلاسلاسي

لم تكن بداية الراستافارية في جامايكا. بل بدأت في القرن الـ 18 بين الأفارقة المستعبدين في أمريكا، الذين استخدموا نصوص من الكتاب المقدس بهدف خلق تصور مثالي عن أفريقيا، مثل: المزمور 68:31 الذي يذكر: يخرج الأمراء من مصر وستمد إثيوبيا قريبا يديها إلى الله.

واختيار إثيوبيا بالتحديد لم يكن عبثيا. وليس فقط لأنها وردت في المزمور، لكن لأنها دولة أفريقية غير محتلة.

استمرت الديانة تُبشر بإن “جاه” هو الإله الواحد الذي يسكن داخل كل فرد من أتباعها. وفي أوائل القرن الـ 20 ظهر أهم اسم في تاريخ الراستافارية، وهو ماركوس جارفي.

كان ماركوس يروج لمركزية أفريقيا باعتبارها أرض الخلاص، وقال لأتباعه نبوءة، إنه سيتم تتويج ملك أسود في أفريقيا، وإن هذا الملك هو المخلص، كأنه المسيح.

تسربت تلك الأفكار وسط الديانة الناشئة والتي أصبح لها نصوص دينية مستحدثة، مثل: “إنجيل الرجل الأسود”، حتى جاء الملك الأسود المخلص. وهو هيلاسلاسي، الذي اعتبروه تجسيد الإله على الأرض، والذ سيساعد السود المضطهدين للعودة لأرض الميعاد، وهي إثيوبيا كبداية، ومن بعدها إفريقيا ككل، بعدما يقود إثيوبيا للتفوق على المستعمر الدخيل في القارة، والذي يفترض أنه أي شخص غير أسود.


الراستافارية بعد بوب مارلي

على الرغم من موت هيلاسلاسي وبوب مارلي، والبعض ذكر أنه عاد للكاثوليكية قبل موته. لكن استمرت الديانة الراستافارية، وظل بوب مارلي الشخص الذي بشر بها العالم أجمع. وفي 2005 حدثت محاولة لنقل رفات بوب مارلي لأثيوبيا في أرض كان هيلاسلاسي أهداها لمجموعة من أتباع الراستافارية.

هناك أيضا تمثال برونزي في أديس أبابا لبوب مارلي لأن إثيوبيا كانت حريصة على دعم الروابط بمارلي الذي وصف مصر بأنها مثل الدول الغربية التي تقمع الرجل الأسود. حتى علم الراستافارية نفسه بنفس ألوان علم إثيوبيا.

شاهد من أعمال دقائق أيضًا

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك