ما لا تعرفه عن صراع السودان : هل البرهان إخوان؟ وهل ميليشيا حميدتي أقوى من الدولة؟

ما لا تعرفه عن صراع السودان : هل البرهان إخوان؟ وهل ميليشيا حميدتي أقوى من الدولة؟

27 Apr 2023
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

استمع أولًا إلى بودكاست دقائق: ” ما لا تعرفه عن صراع السودان : هل البرهان إخوان؟ وهل ميليشيا حميدتي أقوى من الدولة؟” من هنا، أو واصل القراءة إن أردت:

صراع السودان يتسع يومًا بعد يوم، وما زال المشهد ضبابي خاصة بعدما قدم حميدتي نفسه باعتباره طوق إنقاذ المنطقة من عودة الإخوان للسلطة.


ماذا يحدث في السودان الآن؟

قدم أليكس دي وال، المدير التنفيذي لمؤسسة السلم العالمي، والمستشار الرئيسي السابق لفريق الاتحاد الأفريقي في السودان، ملخصًا لأحداث صراع السودان في الوقت الحالي، ذكر أن مشوار محمد حمدان دقلو “حميدتي” يمكن تقديمه كدرس في ريادة السياسة عن طريق أخصائي أعمال عنف.

1- رسميًا، حميدتي لا يمتلك أي أوراق اعتمادية تؤهله للوصول للسلطة.

2- جغرافيًا، فهو من دارفور والتي تقع في أبعد أطراف السودان. وهو أمر غاية في الأهمية؛ لأن كل حكام السودان باستثناء تاريخي واحد كانوا من قلب الخرطوم والمدن المجاورة لنهر النيل.

3- سياسيًا، يمكن اعتباره دخيلا على المؤسسة السياسية في الخرطوم. حتى عن طريق النسب، فإن جده دقلو كان زعيم عشيرة تعمل في المراعي بين تشاد ودارفور.

4- تعليميًا، لم يلتحق بأي تعليم رسمي في السودان. حتى بالمعايير العسكرية، فإن الميليشيا التي يستند إليها عندما تشكلت كانت عبارة عن مجموعة من رعاة الجمال والمعدمين والمهمشين. هم مجموعة من الشباب العرب البدو تجمعوا من دارفور وكردفان لمساعدة عمر البشير على قمع التمرد في دارفور بين 2003 و2005.

وهنا كانت بداية الحكاية.. ومنذ هذا الوقت اتضح طموح حميدتي في الوصول للسلطة، وأنه سيفعل أي شيء لبلوغ هدفه؛ لأنه دخل في تحرك شبيه جدًا بما يحدث في السودان حاليًا.


أهل سبق لحميدتي تجميع قوة عسكرية ضد الحكومة في السودان؟

بعد توقيع اتفاق سلام دارفور، رأى البدو أن الحكومة تخلت عنهم بعدما فعلوا المطلوب للقضاء على التمرد حتى أصبح الشاب محمد حمدان دقلو يواجه جرائم حرب.

آنذاك تحرك حميدتي في الاتجاه المعاكس تمامًا، ودخل في محادثات سرية مع المتمردين بعيدًا عن البشير انتهت بتوقيع اتفاقية عدم اعتداء منفصلة عن اتفاق السلام الرسمي.

كما قدم نفسه باعتباره القائد العام لما يُسمى “قوة الوعد الصادق”، والتي انشقت مع عدد كبير من المقاتلين و70 مركبة مدججة بالسلاح رافعين شعار “العدالة للعرب” بعد تعيين ميني ميناوي مستشار أول للرئيس.

قوة حميدتي المتمردة ضد الحكومة تم وصفها أنها غير مسبوقة. فقد جمع سلاح متقدم من الكلاشينكوف وبنادق القنص والقذائف الصاروخية وسيارات لاند كروزر مع رشاشات ومدافع مضادة للدبابات وقاذفات صواريخ متعددة وصواريخ مضادة للطائرات ومدافع هاون، و 105 ملم وأجهزة لاسلكية لم تُرى من قبل مع أي جماعات متمردة وبالتالي وُصفت جماعته بأنها ميليشيا شبه عسكرية.


من هو الممول الرئيسي لهذه التجهيزات العسكرية في السودان؟

لا توجد معلومة مؤكدة بخصوص هذا الأمر. لكن أكدت بعض المصادر أن حميدتي بحث عن أي راعي إقليمي أو دولي. وعرض نفسه على ليبيا وتشاد والأمم المتحدة وأمريكا. وحتى المتمردين في دارفور رفضوا انضمامه إليهم. فقدم نفسه لجيش تحرير السودان لكنهم لم يقبلوه.

وبالتالي رأى أن الحل يكمن في تكثيف الهجمات على قوات الجيش والقوافل الحكومية، وهدد باقتحام مدينة نيالا التي تقع تحت سيطرة الدولة السودانية.

وفي النهاية، اضطر البشير لإعادة حميدتي للحكومة، رحب حميدتي؛ لأنه لم يمتلك خيارًا آخر في ظل غياب الدعم ومع اقتراب نفاذ الأموال.


على أي أساس عاد حميدتي مرة أخرى للحكومة السودانية؟

قبل نشوب صراع السودان الحالي، كانت طلبات حميدتي آنذاك مبالغ فيها. فقد طلب لنفسه منصب فريق للجيش ولعمه وأخيه مناصب مشابهة. وطلب مبلغ حوالي مليون دولار بحجة تعويض المقاتلين وعائلاتهم. ودمج بعض قواته في الجيش.

في النهاية حدثت التسوية التي لم تُعرض تفاصيلها تحديدًا، بخلاف إن مفوضي الأمم المتحدة يقولون إن 3000 من رجال حميدتي دخلوا الجيش فعلًا، بجانب تدريب 200-300 كضباط، وأن الحكومة دفعت رواتب جنود حميدتي المتأخرة وعوضت القتة والجرحى، وهو نفسه حصل على مبلغ مناسب، ورتبة في الجيش. وأثبت حميدتي ولائه لعمر البشير.

اتجه حميدتي لتوسيع نفوذ ميليشياته بشكل منفرد، استفادةً من منح قواته الصفة الرسمية وحصولهم على المرتبات من الدولة.

كما زاد من تسليح الميليشيات وعددها. وتوسع في علاقاته الخارجية بالمشاركة في حرب اليمن. وسيطر على أكبر مصدر لإيرادات السودان، وهي مناجم الذهب في جبل عامر، وبالتالي أصبح المسيطر الحصري على أكبر مصدر للعملة الصعبة، واستخدم فطنته التجارية وبراعته العسكرية لبناء ميليشياته لكي تتحول بالتدريج لقوة أقوى من الدولة السودانية.


مع كل هذه القوة.. لماذا لم يتدخل حميدتي لحماية البشير؟

عندما اقترب سقوط البشير، كان على حميدتي الاختيار بين أبيه الروحي من ناحية، ومكانته في الوضع الجديد بين النخبة العسكرية والتي ستورث السلطة.

اختار السلطة وعدم المغامرة بما وصل إليه في وقت غير مناسب، خاصةً إن بعض المتظاهرين الشباب كانوا يرونه المظهر الجديد للجيش.


هل حميدتي ضد الإخوان كما يُروج لنفسه حاليًا؟

خلال صراع السودان الأخير، قدم حميدتي نفسه باعتباره ثائر على البرهان الذي وصفه بالإسلامي المتطرف. وقدم نفسه باعتباره منقذ السودان من عودة الإسلام السياسي. لكن ويلو بيريدج، المحاضر في التاريخ في جامعة نيوكاسل يقول إن القصة مختلفة تمامًا.

بحسب بيريدج، فإن الصراع في حقيقته يدور بين شخصية حميدتي التي ذكرنا بعض جوانبها، وبين البرهان وهو عسكري محترف، يرى إن ضمن أدواره الحفاظ على المصالح الأساسية للجيش ومكانته السياسية والاجتماعية المتميزة وبعض المؤسسات.

أثناء هذا الصراع يخشى البرهان من الظهور الواسع لقوات الدعم السريع كمركز قوة بديل، ومن تغيير حميدتي لتحالفاته في أي لحظة؛ لذا اضطر للاحتفاظ بالعناصر الرئيسية لنظام البشير، مثل: قادة الأمن والبيروقراطيين من عهد حزب المؤتمر الوطني.

لكن كانت المشكلة أن البشير بالفعل سار طريق طويل في تمكين الحركة الإسلامية السودانية. وإن كانت بعض التقارير تقول إن الباقي من عصر البشير ليسوا إسلاميين راديكاليين.

وهنا كانت النقطة التي حاول حميدتي الاستفادة منها في صياغة خطاب موجه للغرب وللدول الإقليمية الحريصة على منع عودة الإسلام السياسي للسلطة.


لماذا لم تتمكن المؤسسة العسكرية النظامية من إيقاف حميدتي؟

تحدثنا من قبل عن مدى قوة قوات الدعم السريع واشتراكها الدائم في القتال الفعلي داخل وخارج السودان، وانتشارها الدائم في البلد بشكل جعل توسعها الأخير على الأرض قبل بداية صراع السودان الأخير مؤشر مقلق لكنه وضع روتيني، في المقابل، كان سلاح القوات النظامية متقدم أكثر، لكن خبرتها في الصراعات أقل.

شاهد من أعمال دقائق أيضًا

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك