توطين البادية في السعودية | من هو الملك الذي قام بتوطين البادية؟ | تاريخ توطين البادية

توطين البادية في السعودية | من هو الملك الذي قام بتوطين البادية؟ | تاريخ توطين البادية

24 Dec 2022
بنك المعرفة دقائق.نت
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

توطين البادية في السعودية يُعد من أهم المشاريع التي تهدف لتحقيق عدالة اجتماعية، وتنمية اقتصادية واستقرار سكاني بجميع مناطق المملكة العربية السعودية.

حياة البادية معروف عنها بعدم الاستقرار بسبب الترحال، كما أنها عاصرت العديد من الحروب وعانت إلى أن تم توحيد أراضي المملكة، لذا أطلقت فكرة توطين البادية ليكونوا أكثر استقرارًا وانتماءً لأراضيهم ووطنهم.

من منطلق خطط التطور البيئي والاقتصادي الذي تسعى إليه المملكة منذ عقود بعيدة، كان مشروع توطين البادية من أهم مشاريع التنمية في القرن العشرين الذي من خلاله تتوحد أقاليم المملكة والخطو نحو مستقبل مُشرق.

مشروع توطين البادية في السعودية

مشروع توطين البادية في السعودية تحول من مجرد فكرة من الأفكار التنموية إلى مشروع حقق إنجازات وأهداف مُبهرة، ولكن لكي نُدرك قيمة ذلك الإنجاز ينبغي تفسير بعض المصطلحات.

أولًا البادية، وهم سكان شبه الجزيرة العربية الذين مكثوا في الصحراء ومناطق متفرقة، عاشوا حياة غير مستقرة في خيامهم قائمة على كثرة التنقل من مكان لآخر بحثًا عن المرعى، والماء، والكلأ فحياتهم تقوم على أنماط متعددة أهمها الترحال.

ثانيًا توطين البادية، يقصد به استقراراهم وتثبيتهم في مكانٍ دائم، ومنح سكان البادية مقومات الاستقرار اللازمة التي تجعلهم يتخلون عن طبيعة الترحال المستمر، بدايةً من بيوت ثابتة، خدمات أساسية، أعمال ومشاريع توفر لهم دخلًا يتعايشون عليه.

لذا فهو يُعد أول مشروع حضاري استباقي يساهم في توحيد شعوب وأراضي المملكة، جاء لتغيير عادات البدو وتأسيس هجر بدأ منذ أعوام كثيرة، ولتغيير مفهوم الانتماء ليكون للوطن وليس للقبيلة.

توطين البادية في السعودية

من هو الملك الذي قام بتوطين البادية؟

إن بوادر مشروع توطين البادية في السعودية يعود لعهد الملك عبد العزيز آل سعود الحاكم الرابع عشر من آل سعود، ومؤسس دولة السعودية الثالثة.

قضى أكثر من اثنان وثلاثون عامًا في معارك وحروب لتوحيد أراضي المملكة، ولاسيما طفولته التي تعددت فيها انتقالاته برفقة عائلته ما بين قطر، البحرين، الكويت لذا فإن توطين البادية فكر متأصل في جذوره ورغبةٍ في منح أهله الاستقرار والأمن والأمان.

بعد قيام الملك عبد العزيز بتوحيد المملكة سعى لتحقيق التنمية التي من الصعب تحقيقها مع حياة الترحال والتنقل، لذا كان الحل في خلق سياسة استيطان شاملة لتحقيق استقرار المجتمع والارتقاء بنموه وازدهاره.

حيث سعى جاهدًا لترسيخ أهداف ونتائج التوطين وضرورة انتهاء الخلافات التي كانت مستمرة بلا هدف، ونجح في إقناعهم بضرورة التوحد وأهمية الاندماج في المجتمع لتأسيس مستقبل باهر للأجيال القادمة.

على إثر ذلك بدء مشروع توطين البادية بوضع الأساسيات الأولى لجذب البدو نحو حياة مثالية آمنة على خلاف ما تعايشوا عليه، فتم تزويدهم بمصادر المياه، والخدمات الأساسية، وتحقيق سبل الراحة حتى تمكنوا من الانخراط في الحياة المستقرة، فمنهم من عمل بالزراعة، ومنهم من امتهن التجارة، والأعمال اليدوية.

أسباب توطين القرى في السعودية

تكمن أسباب مشروع  توطين البادية في السعودية في الحفاظ على نجاح الملك عبد العزيز آل سعود في توحيد المملكة،  فضلًا عن مساعدة أهله وأبناء وطنه في استغلال مواردهم للارتقاء بمستوى معيشتهم.

عندما استقر الملك عبد العزيز وأرسى دعائم شؤون حكمه فكر في حلول للمشاكل التي تواجه أهل البادية والتي تتلخص في مفهوم حياة بلا استقرار؛ فقام بإصدار أوامره ببناء هجرٍ جديدة لتوطينهم بالقرب من مراعيهم ومواردهم، كما شجعهم على الاستقرار بالقرب من الآبار ومدهم بما يحتاجون إليه لترسيخ مبادئ التوطين.

ثم بدأ بتعليمهم أحكام وتعاليم الشريعة الإسلامية، وتثقيفهم على النحو الذي يجعلهم أعضاء مشاركين في بناء وطنه.

تاريخ توطين البادية في السعودية

كما ذكرنا بإن يتزامن فكر توطين البادية مع تولي الملك عبد العزيز مُلك السعودية، فجاء نهج التوطين في أبرز مناطق المملكة على النحو التالي:

الأرطاوية

تمثل أولى خطوات الهجر أو التوطين الذي قام به الملك طيب الله ثراه، حيث تم بنائها عام ١٩١٢م  لتكون مكانٍ يستقر فيه الإخوان، وعلمهم السلفية الوهابية، والجهاد في سبيل الله وجعل منهم قاعدة حماية له.

فمنذ تأسيسها شهدت نقلة حضرية وتنموية كبيرة؛ حيث تأسست على بنية تحتية ساعدتها على الازدهار في شتى المجالات، فاشتهروا أيضًا بالزراعة والتجارة.

أما من الناحية التعليمية أصبحت تضم ستين مدرسة للبنين والبنات، بالإضافة إلى توفير المراكز والبلديات والمستشفيات وكل ما يضمن الاستقرار المعيشي.

جاءت خطوة توطين منطقة الأرطاوية بتأثيرات كبيرة على المملكة بأكملها؛ فهي حلقة وصل مهمة بين المنطقة الشمالية والشرقية، وأيضًا دول الخليج العربي وكافة مناطق المملكة.

الغطغط

فهي ثاني هجر في تاريخ الدولة السعودية الثالثة فهي تبعد عن مدينة الرياض مسافة ٨٠كم من جهة الغرب، حيث بدأت بثمانين خيمة موجودين في أرض فضاء خالية تحديدًا في عام ١٩١٣م، لتُمثل أكثر مناطق التوطين سكانًا .

كما استطاع الملك عبد العزيز كسب انتماء أهل الغطغط الذين أثبتوا دورهم في المعارك التي خاضها طيب الله ثراه.

نالت نصيبًا كبيرًا من التنمية في عدة مجالات، فالآن هي تضم الطريق الذي يصل بين الرياض ومكة المكرمة.

الداهنة

وهي جاءت في ذات العام الذي تم فيه توطين أهل الغطغط، الداهنة تعد منطقة توطين مميزة للغاية؛ فهي تقع على بعد ١٠٠كم عن مدينة الرياض.

حيث تم تهيئتها لتكون موطنًا للاستقرار، فاتسم أهلها بولائهم العسكري للملك حتى أصبحت ركيزة ونواة تأسيس جيش التوحيد.

مركز مبايض

فهي من أقدم المناطق التي شهدت توطينًا في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله، فهي تتبع محافظة المجمعة وتبعد مسافة ١٦٠كم عن مدينة الرياض.

حيث تم تأسيسها في عام ١٩١٦م وكان لذلك الهجر تأثيرًا في نصرة راية التوحيد، كما إنها نالت العديد من الخدمات ومرافق التنمية مثلها مثل باقي مراكز التوطين الأخرى.

أهداف مشروع توطين البادية

إن مشروع توطين البادية في السعودية قام به الملك عبد العزيز لتحقيق مجموعة من الأهداف التي تشهد المملكة أثرها الآن من تقدم ورقي وازدهار، حيث تتمثل أسمى أهدافه فيما يلي:

تنمية المجتمع البدوي

يُعد الهدف الأول لمشروع التوطين أو كما يعرف قديمًا بالهجر إلى تنمية مجتمعات البادية، فمن المعروف بإن أولويات حياتهم تتمثل في رعي الأغنام والترحال، فهم يفتقدون معنى البيت المستقر والآمن، كما أنهم حرموا من الاهتمام بتعليم أولادهم والتحاقهم بالمدارس.

لذا اعتمد مشروع التوطين على إقناعهم  بترك خيمهم وحياتهم والعيش في مباني من الطوب، وتوفير فرص عمل وغيرها من المرافق التي تحفظ لها حياتهم  وتضمن لهم مستقبل زاهر.

تأسيس بنية عمل وتعليم قوية

تم تأسيس العديد من المدارس وجعل مصروفاتها مخفضة لتعليم أطفال البادية، وأيضًا للجامعات منحت الحكومة الدعم لشباب القبائل لتلقي التعليم الذي يجعلهم يشاركون في تحقيق ريادة وطنهم.

فضلًا عن توفير فرص عمل تمكن أهل البادية من توفير متطلبات حياتهم، بالإضافة إلي تخصيص الحكومة الدورات المجانية لتعليم الحرف والمهارات، وطرح قروض مُيسرة للبدء بمشاريع تنمية تساهم في رفع اقتصاد المملكة.

وقف الحروب القبلية

عاصرت القبائل اليدوية الكثير من الحروب والنزاعات بين القبائل وبعضها، فكانت تستمر تلك الحروب لسنوات طويلة وينتج عنها خسائر مهولة تنذر بتدهور الأحوال وفقدان الأمل في التقدم والازدهار.

حتى جاء مشروع التوطين الذي أنهى تلك الخلافات وعمل على توحيد أبناء المملكة تحت هدف واحد، وتأسيس مستقبل واحد وأنشأ بينهم حياة تعاونية واجتماعية كانوا يفقدونها سابقًا.

تعزيز انتمائهم للمملكة

من الأمور التي فقدها أهل البادية إحساس الوطنية والانتماء ومعنى الوطن، فعرف عنهم ولائهم لحاكم القبيلة وعادات وتقاليد قبيلتهم فقط، ولكن بعدما ساعدهم مشروع التوطين في تعزيز شعورهم بأنهم مواطنين سعوديين لهم حقوق وعليهم واجبات تحول انتمائهم لوطنهم وحاكمهم.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك