ثنائية اللغة عند الأطفال هي القدرة على استخدام لغة ثانية بخلاف اللغة الأساسية؛ ويكون ذلك من خلال التمكن من كتابة وقراءة اللغتين وهذا ليس شرطًا بل من الممكن التمكن من واحدة فقط، والأخرى تكون من خلال الاستماع والقراءة.
قد أشار بعض اللغويين إلى أن ثنائية اللغة هي القدرة على التعبير عن النفس بشكل جيد بكل لغة منهم.
وثنائية اللغة عند الأطفال لها العديد من المميزات منها تعزيز العلاقات الحضارية؛ لذلك من الأفضل تشجيع الأطفال على ذلك.
تعد ثنائية اللغة عند الأطفال سببًا رئيسيًا لتعزيز فكر الأطفال، نجد منهم من اكتسب اللغتين في آن واحد، ومنهم من أتقن اللغة الأم أولًا ثم اكتسب اللغة الأخرى.
تُشجع أغلب دول العالم على تطوير اللغات داخل دولتها؛ حتى يكونوا قادرين على التواصل مع أصحاب اللغات الأخرى.
على الرغم من تشجيع الدراسات المختلفة ثنائية اللغة عند الأطفال إلا أن هناك خرافات ظهرت حول هذا الموضوع، والتي نعرضها لكم، ونعرض الحقائق أيضًا فيما يلي:
إن إخضاع الطفل في سن صغير إلى لغتين أو أكثر يؤدي إلى تباطؤ في تطور اللغة الأم وتأخر الكلام؛ مما يؤدي إلى تطور لغة الطفل بشكل غير طبيعي، لكن الحقيقة أن أغلب الأطفال ثنائي اللغة يستطيعون تكوين جمل كاملة بلغات متعددة يظهر بها المفردات التي تعلمها.
أحيانًا ما يلقون السبب وراء حدوث اضطراب في الكلام عند الأطفال على تعلم لغة أخرى، لكن الحقيقة أن الاضطراب عند الأطفال في الكلام يحدث حتى أثناء تلقي الطفل للغة واحدة فقط.
قد يلقى حدوث إرتباك للطفل عند تلقي لغة أخرى بخلاف اللغة الأم، أما الحقيقة فهي دمج اللغتين في نفس الجملة هو أساس تطور اللغة عنده، وبعد أن يصل الطفل إلى الأربعة أعوام يكون من السهل فصل اللغات.
إن اضطراب الكلام عند الأطفال يكون سببًا وراء صعوبة تلقي لغة أخرى، أما الحقيقة أنه بالرغم من صعوبة الأمر إلا أن تعليم اللغة الثانية بشكل صحيح يجعل الطفل قادر على التعلم بشكل جيد.
فيتامينات لزيادة التركيز عند الأطفال ومتى يكون استعمالها ضروريًا؟
اعتقد البعض أن ثنائية اللغة عند الأطفال ستجعلهم فاشلين في دراستهم الأكاديمية، إلا أن الحقيقة أن الدراسات أثبتت نجاحًا كبيرًا للأطفال ثنائي اللغة في دراستهم، كما أثبتت جدارتهم في حل المشكلات وزيادة معرفتهم.
اعتقد البعض أن الطفل إن لم يتعلم اللغة الثانية منذ الصغر فهذا سيجعله غير بارع فيها، إلا أن الحقيقة أن التعلم بشكل صحيح في السن الأكبر سوف يجعل الطفل بارعًا في لغته الثانية؛ فعليك ألا تفوت فرصة التعلم على طفلك في أي سن.
يقال أن الأطفال الذين يجيدون لغة واحدة أكثر من اللغة الثانية لا يسمون ثنائي اللغة، أما الحقيقة فهذا يعتمد على استخدام لغة دونًا عن الأخرى بكثرة، لكن الأفضل أن يستمر الطفل في قراءة وكتابة اللغة الثانية وممارستها من وقت لآخر.
يستطيع الطفل التمييز بين الأصوات منذ الولادة، وعندما يصل الطفل إلى عمر العشرة أشهر يقلد ما يسمعه من أصوات؛ لذا فإن أنسب وقت لاكتساب لغة أخرى يكون منذ أول عام بعمره.
أما إذا مر العام ولم يتمكن الطفل من اكتساب اللغة الثانية، أو أنك لم تحاول معه فعليك البدء في تعليمه عندما يصل إلى السنة ونصف من عمره، أو عندما يصل إلى20 شهر.
في حالة أن العائلة ليست ثنائية اللغة فعليهم الاستعانة بمعلمين لتعليم الطفل، وذلك من خلال فصول تعلم اللغات وذلك عند بلوغ الطفل العامين أو الثلاثة أعوام من عمره، ولكن هنا عليك الالتزام بالمعايير التالية:
أثبتت الدراسات حول ثنائية اللغة عند الأطفال أن الأطفال عند تعلمهم اللغات الأجنبية في سن صغير على يد معلمين أجانب؛ أصبحوا يجيدون التحدث بلغة البلد الأجنبية بطلاقة وقادرون على التعامل مع الأشخاص بشكل مناسب كأنهم ولدوا بهذه البلد.
الارتجاع الصامت | أسباب الارتجاع الصامت عند الأطفال والبالغين وطرق العلاج
إن سن الأطفال الصغير بحاجة إلى المرح واللعب؛ لذلك حتى لا يمل الأطفال من التعلم في هذا السن يجب التعليم عن طريق الأغاني، والموسيقى، أو من خلال استخدام أنشطة تعليمية أخرى.
يمكن للمعلم الذهاب بالأطفال مثلًا إلى حديقة الحيوان ويعلمهم من خلالها أسماء الحيوانات، وطرق نطقها.
عليك طلب مراقبة الفصل عن بعد من الإدارة حتى تتأكد من أن طفلك يتلقى المعلومة بسهولة، أم لا؛ فهذه الفصول على الرغم من كونها فصول خاصة إلا أنها بها أكثر من طفل؛ فمن الممكن ألا يستوعب طفلك التعلم في جماعة.
إن الوقت الأنسب لاكتساب ثنائية اللغة عند الأطفال عند بداية تعلمه اللغة الأساسية، وفي حالة أن العائلة ثنائية اللغة فيكون من السهل عليهم تعليم الطفل وجعله هو الآخر ثنائي اللغة، ويحتاج ذلك القيام بما يلي:
في بداية الأمر لابد من التحدث بين الوالدين للاتفاق على الطريقة التي تتخذونها بشأن ذلك، ولكن لابد من حصر العيوب والمميزات التي يحصل عليها طفلك عند تعلمه لغة أخرى.
إن طفلك في حاجة إلى وقت كافي لتعلم لغة واحدة وحتى يتمكن منها ويتقنها فهو في حاجة إلى30 ٪ من الوقت خلال اليوم.
يمكن للطفل تعلم أربعة لغات في آن واحد؛ لذلك عليك النظر في وقت الطفل ومحاولة التوصل إلى عدد اللغات التي يستطيع تلقيها.
كل شيء يخص اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة عند الأطفال والمراهقين
عليك الاتفاق على مساعدة الطفل من خلال جعل فرد يتحدث باللغة الثانية، وباقي أفراد الأسرة يتحدثون باللغة الأساسية طوال الوقت؛ ولابد من الالتزام بهذا الاتفاق.
ابحثي عن عائلة تحاول جعل طفلها ثنائي اللغة وخصصي وقتًا خلال اليوم لجعل طفلك يشارك أطفالهم في الحديث حتى يتبادلون الأفكار والكلام فيما بينهم، وفي نفس الوقت اعرضي عليهم ما تشعرين به من قلق وما حققتيه من إنجازات
يحتاج الطفل حتى يكون ثنائي اللغة إلى وقت كبير حتى يتقن اللغة الثانية كما حدث أثناء تعلمه للغة الأولى؛ فعليك هنا الالتزام في تعليمه والصبر لمدة طويلة، كما عليك ألا تنتقده أوتقارنه بغيره من الأطفال لأن قدرات الأطفال متفاوتة.
قد يواجه بعض الأطفال الذين هاجروا إلى بلاد أجنبية مشكلات؛ بسبب اعتقاد الأباء أن الطفل سيكون غير قادر على التعايش بدون اللغة الأجنبية؛ مما يؤدي إلى تأثر سلبي بين ثقافة الطفل وأصله العربي.
لذلك على الأباء التحدث باستمرار مع الطفل داخل المنزل بلغته الأساسية مع مساعدته على تنمية اللغة الثانية؛ حتى يستطيع محاكاة الأشخاص في الدولة الأجنبية وذلك من أجل تدعيم ثنائية اللغة عند الأطفال.
تعد ثنائية اللغة عند الأطفال من الأمور اللازمة في وقتنا هذا؛ إذ أصبح العالم منفتحًا ومتصلًا ببعضه البعض، وتعليم الطفل لغات أخرى بخلاف اللغة الأم تجعله يحصل على الفوائد التالية:
أثبتت العديد من الدراسات أن الأطفال ثنائي اللغة لديهم تطورًا ملحوظًا في المخ.
يستطيع الطفل ثنائي اللغة التحكم في العقل بشكل أكبر من أحادي اللغة، وأثبتت الدراسات أن تعلم اللغة الثانية يقي من مرض الزهايمر على المدى البعيد.
قدرة الطفل ثنائي اللغة على الموازنة بين أداء أكثر من مهمتين في وقت واحد.
يتمكن الطفل من ممارسة واجباته بالرغم من وجود مشتتات حوله.