بودكاست | حصاد مونديال قطر | ماذا كسبت الدوحة وماذا خسرت من كأس العالم؟ | س/ج في دقائق

بودكاست | حصاد مونديال قطر | ماذا كسبت الدوحة وماذا خسرت من كأس العالم؟ | س/ج في دقائق

20 Dec 2022
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

استمع أولًا إلى بودكاست “حصاد مونديال قطر” من هنا، أو واصل القراءة إن أردت:

نهاية كأس العالم قطر 2022 جاءت بفوز اللاعب ميسي ومنتخب الأرجنتين بالبطولة، وتبقى لقطر حسابات الربح والخسارة. وهذا محور حديثنا اليوم.


بالحديث عن نهاية كأس العالم قطر 2022 .. ما هي مكاسب وخسائر قطر؟

على المستوى الرياضي، سجلت قطر لنفسها أرقام قياسية صعبة في وقت قياسي. فهي أول دولة مستضيفة تخسر مباراة الافتتاح، وأول دولة مستضيفة تخسر مباراياتها الثلاثة، وأول دولة مستضيفة تخرج من الدور الأول في تاريخ البطولة الممتد لـ 92 عام.

في الحقيقة، خرجت جنوب أفريقيا من دور مجموعات مونديال 2010، لكن قطر خرجت من ثاني مباراة، في حين أن جنوب أفريقيا خرجوا بفوز وتعادل.

صرحت وكالة الأنباء الأمريكية ” الأسوشيتد برس” بأن رغم الإنفاق الكبير ورغم الثروة الكبيرة التي تمتلكها قطر، إلا أنها لم تتمكن من شراء فريق كورة من طراز عالمي.


هل يمكن شراء منتخبات الكورة؟

بالفعل، قامت الدوحة بشراء فريق كورة، لكنه غير مطابق للمواصفات تقريبًا.

بدأ الأمر في 2004 عندما بحثت قطر عن لاعبين لاتينيين يمكن تجنيسهم. لكن تدخل الفيفا بوضع قيود على التجنيس الرياضي؛ لذا أسست قطر في 2006 تقريبًا أكاديمية أسباير بتكلفة في حدود مليار دولار، بهدف استكشاف وتجنيس وتجهيز اللاعبين.

حاليًا، وصلت لمستوى استكشاف ٥,٠٠٠ لاعب في عمر ١١ عام سنويًا؛ بهدف اختيار الأفضل منهم للتدريب ٧ سنين بشكل مكثف استعدادًا لتمثيل المنتخب.

وفي نفس العام تعاقدوا مع مدرب شباب في أكاديمية برشلونة “فيليكس سانشيز” ليكون مدرب الأكاديمية في قطر، وأصبح يختار السكواد، حتى اختار 10 لاعبين أجانب ليمثلوا منتخب قطر الذي خاض البطولة، وهم من مصر، والجزائر، والبحرين، والعراق، والسودان، وغانا، وفرنسا.

على الرغم من استمرار تدريبات المدرب واللاعبين الصغار لمدة 16 عام؛ ليكونوا مستعدين للمنافسة في 2022، إلا أنهم لم يحققوا سوى تلك الخسارة.


على المستوى الرياضي، هل خسرت قطر كل شيء؟

بالتأكيد لا. على مدار 16 عامًا تمكنت قطر من تأهيل عدد كبير من مواطنيها للمنافسة الرياضية.

بحسب جيمس دورسي، زميل أول مساعد في مدرسة راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، قبل 12 عام كان السكواد بأكمله من المجنسين. أما حاليًا، فالغالبية العظمى في قائمة المنتخب من القطريين، هنا نتحدث عن 16 لاعب من أصل 26.

من جانب آخر، فإن أكاديمية أسباير غير مرتبطة بكأس العالم فقط، لكن التدريبات مستمرة حتى بعد نهاية كأس العالم قطر 2022 لكي يزيد عدد اللاعبين. بالإضافة إلى ذلك فهذا يعتبر أول ظهور لقطر في المونديال، وتأمل الدوحة أن تظهر مرة أخرى وبشكل أفضل.


على المستوى السياسي، هل تمكنت قطر من تحقيق المكاسب المرجوة؟

هذا يتوقف على أهداف قطر، بحسب الإيه بي، كان الهدف العام رفع مكانة قطر، لكن صرحت الوكالة إن الهدف المباشر كان الإقليم نفسه، لذا سعت جاهدة لاستغلال البطولة في تحسين علاقتها بالجارة السعودية، التي قاطعتها لفترة طويلة.

كما ظهرت قطر كوسيط تمكن من الجمع بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في صورة واحدة. بجانب الاجتماع المطول الذي تم انعقاده بعد ذلك.

إقليميًا، لاحظ الجميع كافة الإعلانات التي روجتها قطر على السوشال ميديا المتعلقة بمونديال الأخلاق وخلافه، والتي لاقت شعبية كبيرة.

بجانب ترويج اللجنة المنظمة لتفكيك كافة الاستادات بشكل كلي أو جزئي والتبرع بها لبناء 22 ملعب جديد في دول نامية تحت بند “إرث كأس العالم”.

على المستوى العالمي، هناك اتجاهين عكس بعضهما، مثلًا عند تتويج ميسي وهو يرتدي الزي العربي، باعتبارها نقطة التتويج للجهد العربي المبذول، ستجد أنها محل جدال كبير، ونفس الأمر ينطبق على المشهد ككل.

أعلن محلل فوكس سبورتس “أليكسي لالاس” إن المونديال كانت فرصة البروباجاندا التي بحثت عنها قطر لفترة طويلة بالنظر لافتقادها العديد من المقومات التي تصنع الدول المؤثرة من ناحية التاريخ والجغرافيا، وأنها عملت على تعزيز علاقاتها مع الغرب كوسيلة احتياطية في حالة حدوث المزيد من المشاكل السياسية المقبلة في الشرق الأوسط.


هل نجحت قطر في توطيد علاقتها في الغرب بعد نهاية كأس العالم قطر 2022 ؟

أعلنت اللجنة المنظمة عن رغبتها في إظهار عالم عربي آمن ومسالم وإيجابي وفعال للعالم بأكمله.

ظهرت عدة تقارير تحدثت عن إن هذا الهدف لم يتحقق بشكل بالكامل بالنظر لحالة الجدل التي حدثت بخصوص حقوق المثليين، وحقوق العمال، وفرض منظومة قيم محلية على ضيوف أجانب غير ملتزمين بها أصلا.

على الجانب الآخر، أشارت بعض التقارير إلى أن هذا الهدف تحقق بشكل جزئي، وأثبتت قطر للعالم إننا لسنا منطقة، لكننا نواصل اتخاذ خطوات تحديث واسعة وأن هناك إرث من التغيير الاجتماعي، جزء منه ظهر في تحسين ظروف العمال بدرجة ما، وإن الشعب نفسه يتطور.

ومثال على هذا، سنجد أن عض الحوارات التي أجرتها لوموند مع أجانب زاروا قطر لحضور نهاة كأس العالم قطر 2022 ، قالوا بوضوح، أم تعلم الفيفا أنها تعطي المونديال لبلد محافظ؟ بجانب أن تاريخ تأسيس قطر كان منذ حوالي 50 عامًا، لماذا نطلب منها عمل إصلاحات استغرقت قرون لتحققها في الغرب؟.

النقطة الأهم. إن قطر يتم وصفها في الميديا الدولية باعتبارها دولة tiny. ولم تكن معروفة على المستوى العالمي، أما الآن فأصبح العالم بأكمله يعلم أن هناك دولة اسمها قطر أصلًا.


هل خرجت قطر فائزة سياسيًا من استضافة المونديال؟

بالتأكيد حققت بعض مكاسب، لكن هناك خسائر أيضًا.

استضافة المونديال وحتى نهاية كأس العالم قطر 2022 وضعت سجل قطر في مجال حقوق الإنسان، وكذلك البلد نفسه، إلى انتباه جمهور أوسع.

إتش إيه هيليير، متخصص الشرق الأوسط في جامعة كامبريدج، يقول إن قطر لم تكن مدافعة عن حقوق الإنسان، ولم يخضع سجلها للمراقبة المشددة. حتى ملف وفيات العمال حتى الآن لم يتم توثيقه ولا حصر عدد الوفيات، هل هم عشرات؟ مئات؟ ولا 6500 كما قالت الجارديان؟

أما الآن، أصبحت المنظمات الحقوقية الدولية تراقب قطر عن قرب، ومنها: هيومان رايتس ووتش، التي وجهت نقد كبير لقطر أشد من النقد الذي توجه لروسيا نفسها في 2018، رغم إن سي إن إن تحدثت مع نشطاء من مجتمع الميم نفسه وقالوا إن قطر لم تكن مثالية لكنها حققت أعلى مما توقعوه.

في نهاية كأس العالم قطر 2022 يجب ألا ننسى النقطة الأهم وهي اتهام أعضاء مهمين في البرلمان الأوروبي بالحصول على رشاوى من قطر لتحسين صورتها وتسهيل تمرير قوانين تخدمها.

والأهم، حتى لو تحدث الزائرون عن قطر بصورة إيجابية، التغطية الإعلامية السلبية بشكل واسع ستترك أثر سلبي عند الجمهور الضخم الذي شاهد الحدث في التليفزيون.


من ناحية التكلفة المادية .. ما مدى الربح أو الخسارة التي حققته قطر؟

النفقات المباشرة التي تم الإعلان عنها هي 300 مليار دولار، والعوائد في أقصى التقديرات ستكون في حدود 15 مليار دولار مثلًا.

لكن سنحتاج للإشارة إلى نقط جديدة تم ذكرها في تقرير لـ Focus Economics:

الأولى إيجابية، تتمثل في أن قطر أصبح لديها بنية تحتية تساعد في هدف رفع السياح من 2 مليون حاليًا لـ 6 ملايين في 2030.

النقطة الثانية، تتمثل في أن دول مثل: السعودية، والكويت، والأردن، والإمارات، حققوا مكاسب قد تكون أعلى من مكاسب قطر في مجال السياحة؛ فلم تتمكن قطر من احتواء مليون مضيف للمونديال، ولجأوا للإقامة في الدول المجاورة. بالتالي حققت تلك الدول ربح صافي من السياح، بينما اضطرت قطر للانفاق على الاستضافة، وتقسيم العوائد بينها وبين الفيفا.

كما أُجبرت على منح إعفاءات للمنتجات التابعة للفيفا ورعايتها، وإن زيادة الطلب المحلي متوقع يرفع التضخم للضعف.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك