تعتبر حياة سندي الباحثة والعالمة السعودية من أوائل السيدات العربيات التي حصلن على الدكتوراه الحيوية من جامعة كامبردج، وصلت لمكانة علمية رفيعة بسبب ما قامت به من اختراعات علمية ذات قيمة.
أحبت حياة القراءة والاطلاع منذ سن صغيرة، وأبدت ذكائها خلال فترة دراستها، حازت على الجوائز والألقاب المميزة من أهم المؤسسات، وجاء اسمها بين أكثر ١٥٠امرأة مؤثرة في العالم.
العالمة السعودية خولة الكريع اكتشفت البصمة الوراثية لمرض السرطان
الباحثة والعالمة حياة سندي صاحبة المشروع الكبير؛ الذي يحمل عنوان التشخيص للجميع، حياة سليمان سندي، ولدت بتاريخ ٦أكتوبر عام ١٩٦٧م، وهي من مواليد برج القوس، تحمل الجنسية السعودية؛ حيث مسقط رأسها بمدينة مكة المكرمة.
ابنة عائلة محافظ؛ والفتاة الوحيدة لأبويها بجانب سبع أبناء من الذكور، كان الأب هو المشجع الدائم لها؛ والسبب وراء تنمية قدراتها، كانت قارئة لكتب كبار العلماء أمثال الخوارزمي وأينشتاين وابن حيان.
لم تتزوج العالمة حياة سندي ولم تربط بين عدم الزواج ومجال عملها، ولكنها ترى أنها لم تقابل الشخص المناسب لها؛ والذي يتقبل أوضاع حياتها كعالمة، ولا يشعر بالقلق نحو نجاحها.
كما يجب أن يتفق مع فكرها، وصرحت الباحثة أنها ترغب في مقابلة شخص تبهرها رسالته في الحياة؛ دون النظر للشهادات والمناصب.
ظلت الباحثة حياة سندي بمدارس مكة المكرمة حتى انتهت من دراستها المبكرة بالمرحلة الابتدائية والاعدادية والثانوية، وحصلت بها على تقدير٩٨٪، وكانت فرصتها للالتحاق بكلية الطب البشري.
شعرت بعدم التوافق بين مجال دراستها واهتماماتها العلمية والذهنية، وقررت حينها السفر إلى بريطانيا لتنتقل لدراسة علم الأدوية، والتخصص بها، رفض والدها وعارض رغبتها لمدة عامين، ولكنها تمكنت من اقناعه بعدها.
بدأت حياة في دراستها ببريطانيا، وقد واجهتها هناك بعض العواقب أولها ضعفها في اللغة الإنجليزية، والثانية هو زيها الإسلامي الذي علق عليه أساتذتها بالجامعة، وقد ربطوا بينه وبين قدرتها على الاستمرار بالدراسة، ولكنها لم تهتم لذلك وزاد من إصرارها على النجاح.
حاولت وتعبت حتى تخرجت من جامعة Kings College London مع مرتبة الشرف؛ وذلك بعد أن اكتشفت برنامج علاجي لمرض الربو، والجدير بالذكر أنها مارست العمل أثناء دراستها؛ حيث كانت تدرس اللغة العربية لبعض الطلاب الراغبين في ذلك؛ لتتدبر مصروفاتها.
قامت بإعداد رسالتها للدكتوراه تحت عنوان دراسات متقدمة في أدوات القياس الكهرومغناطيسية والصوتية، وقد وصف الدكتور المشرف على رسالتها بأنها تعادل خمس رسائل، واستطاعت من خلالها أن تحصل على الدكتوراه في مجال التقنية الحيوية؛ من جامعة كامبريدج.
مشروع ذا ريج | أهم مشاريع صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية
كانت الباحثة حياة سندي من أوائل من دعوا لاستخدام العلم في حل مشكلات أفريقيا والعالم كله، وبالفعل ابتكرت من أفكارها مشاريع ناجحة؛ كمشروع التشخيص للجميع؛ الذي ساعد في تبسيط عملية التشخيص الطبي بالمناطق الفقيرة والنائية؛ التي لا توجد بها مختبرات.
يتلخص مشروعها في استخدام شريحة؛ وأخذ قطرة دماء عليها من المريض لإنهاء عملية التشخيص الفوري، ساعدت هذه التقنية في اكتشاف أمراض ومعالجتها في ملايين الحالات الفقيرة حول العالم.
تقديرًا لهذا حصلت على المركز الأول بمسابقة خطط العمل للمشاريع الاجتماعية بجامعة هارفرد، كما فازت بالمركز الأول أيضًا لجائزة مسابقة المبادرات؛ من معهد ماساتشوستس التكنولوجيا.
صممت ألة لديها القدرة على الجمع بين الضوء والموجات الفوق صوتية؛ للاستفادة منها في مجال التكنولوجيا الحيوية، وهو عبارة عن مجس صغير الحجم؛ ولكنه مختلف الاستخدامات؛ وعالي الدقة في القياس.
تصل دقة الألة إلى ٩٩,1٪عند قياس نسبة استعداد الجينات للإصابة بمرض السكري، وهي تعطي أعلى دقة قياس، ويمكنها تحديد نوع العلاج المناسب، واعتمدته وكالة ناسا بشكل رسمي في رحلاتها وأبحاثها.
دعيت من قبل وكالة ناسا للعمل معها أثناء عملها على إنهاء رسالة الدكتوراه؛ في السنة الثانية تحديدًا، كما اختيرت للعمل بمختبرات سانديا لاب بولاية تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي مقصد لأكبر الأبحاث أهمية في العالم، ولكنها رفضت حيث خشت أن تستخدم أبحاثها في مجال الحروب.
انتخبت عام 1999م لأن تكون ضمن مجموعة الشباب الأكثر تفوقًا في بريطانيا؛ والتي تتبع مجلس العموم البريطاني، كما دعتها البنتاغون عام 2001م لزيارتها بصحبة المؤتمر القومي لمرض السرطان، ورأت حياة أن هذه الزيارة فسرت لها أسرار وأسباب النهضة العلمية بأمريكا.
طلبتها جامعة بيركلي بكاليفورنيا لأن تنضم لوفد به 15عالم من حول العالم إلى استشراف اتجاهات ومستقبل العلوم، كما دعيت للمشاركة العلمية في مركز وايزمان انستتيوت الإسرائيلي لأكثر من مرة، وقد أصرت على الرفض.
في عام 2004م شاركت في مؤتمر المرأة الخليجية بمعهد دراسات الشرق الأوسط، وذلك بدعوة خاصة من الملك تركي الفيصل، تعمل العالمة حياة ضمن فريق شركة شلمبرجير؛ بمشروع خاص بالأطفال حول العالم؛ يهتم بتأهيلهم للتفكير والتعليم المبكر.
لها دور كبير من خلال مشاركتها في عدة مؤتمرات دولية، كما عملت بكبرى المختبرات العلمية حول العالم، وحاضرت بأفضل الجامعات والمعاهد، وتم تعيينها ضمن أعضاء مجلس الشورى بالمملكة.
ساهمت في الربط بين العلوم والسياسة؛ من خلال ترشيحها بين 50مفكر بأكاديمية روبرت بوش بألمانيا، كانت أحد محكمي لجنة جوائز روليكس العالمية بجنيف عام 2014م.
كيف اسجل في منصة بحر السعودية | كيف اشتغل وأربح في منصة بحر | تجربتي مع منصة بحر
حصلت الباحثة حياة سندي خلال مسيرتها العلمية على عدد من الجوائز التقديرية القيمة، وأهمها:
العضوية الفخرية التي حصلت عليها من قبل الكلية الملكية بريطانيا، كانت أول جائزة حصلت عليها في مسقط رأسها بمكة؛ هي جائزة مكة للتميز العلمي والتقني، وذلك في عام 2010م.
انتخبت وسط أكثر 15عالم يمكنهم تغيير العالم؛ من قبل منظمة توب تيك، كما جاء اسمها بالمركز التاسع ضمن قائمة السيدات العربيات المؤثرات؛ بتصنيف مجلة أرابيان بيزنس.
وضعت في منصب سفير للنوايا الحسنة للعلوم؛ لما قدمته من إنجازات بالمجال بمنظمة اليونسكو؛ بترشيح من رئيسة المنظمة إيرينا بوكوفا، وذلك عام 2012م، كما حصلت على لقب المستكشفة الصاعدة من قبل شركة ناشيونال جيوغرافيك، عام 2011م.
نالت جائزة كلينتون في عام 2016م، وهي جائزة للمواطن العالمي، كرمتها الأمم المتحدة؛ ومنحتها عضوية فخرية في برنامجها للبيئة؛ بمنصب مستشارة في قمة عين على الأرض.
قالت حياة سندي في ختام إحدى لقاءاتها كلمة أخيرة وجهتها للناس، وهي “على الإنسان أن ينظر إلى أصل الأشياء، ولا تغريه واجهتها وتفاهات الحياة، لقد خلقنا لتحقيق غاية في الحياة؛ وهو عمارة الأرض، فلا بد أن يكون لنا أثر، وأتمنى أن يعطينا الناس الثقة والقوة والصبر لنستطيع أن نقدم الأفضل لمجتمعنا.”
عندما سئلت حياة سندي عن معنى حقوق المرأة بالنسبة لرأيها؛ كان جوابها “حقوق المرأة في رأيي أن تنال المرأة حقوقها كإنسان وكفرد وكائن فعّال في المجتمع، فهي مؤسسة الأجيال القادمة”.
ومن أشهر مقولاتها “لا يكفي أن تكون ذكيًا وتحصل على الموارد لابتكار اختراع حقيقي لتغير حياة الناس، نحن بحاجة للعلم كدليل إلى هذه القضايا وحلها من أجل إحداث التأثير الفعال”.
بودكاست | عدد سكان الأرض: لماذا يمثل الـ 8 مليارات كارثة علينا بالذات؟ | س/ج دقائق
تمتلك العالمة حياة سندي حسابها الخاص على منصات التواصل الاجتماعي تويتر وعلى فيس بوك، وبهم عدد من المتابعين من دارسي مجال العلوم والأصدقاء، تشارك عليهم متابعيها بأخبارها العلمية؛ وأحدث إنجازاتها، كما يمكن الوصول لحسابها على فيس بوك عبر هذا الرابط.
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
