أمر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب بتوسيع القيادة العسكرية الأمريكية للمنطقة الوسطى American Central Command (التي تضم الشرق الأوسط) عبر ضم إسرائيل إلى نطاقها، بعد أن كانت في نطاق كإعادة تنظيم في اللحظات الأخيرة لهيكل الدفاع الأمريكي.
هذا يعني نقل مسؤولية إسرائيل من قيادة المنطقة الأوروبية في الجيش الأمريكي إلى قيادة المنطقة الوسطى. وهو تلبية لدعوة الجماعات الموالية لإسرائيل لتشجيع التعاون ضد إيران.
فماذا يعني القرار؟
ولماذا يتم الآن؟
ولماذا يثير بعد المخاوف في إسرائيل؟
س/ج في دقائق
ماذا يعني ضم إسرائيل للقيادة العسكرية للمنطقى الوسطى؟
ضم إسرائيل للقيادة العسكرية للمنطقة الوسطى يعني نقل الإشراف على السياسة العسكرية الأمريكية نحو إسرائيل من أوروبا إلى قيادة المنطقة الوسطى التي كان إشرافها يقتصر على دول المنطقة العربية دون إسرائيل منذ عقود؛ بسبب الخصومة القديمة بين الطرفين.
الدول العربية لم تقبل في السابق بحدوث تبادل استخباراتي مع إسرائيل عن طريق نفس القيادة الأمريكية.
في سيرته الذاتية المنشورة عام 1992، قال القائد السابق نورمان شوارتسكوف إن إبقاء إسرائيل ضمن نطاق مسؤولية قيادة أوروبا كان سببه صعوبة إقناع العرب بإدراك قيادة المنطقة الوسطى للفوارق الجيوسياسية الدقيقة، إذا كانت إحدى نقاط التوقف في خط سير رحلته هي إسرائيل.
لكن الوضع سيتغير الآن. مسؤول أمريكي صرح بأن قائد قيادة المنطقة الوسطى، الجنرال فرانك ماكنزي، سيملك إمكانية الذهاب إلى السعودية والإمارات وإسرائيل وغيرهم في خط سير واحد.
في أعقاب اتفاقات سلام إبراهام التي أدت إلى تطبيع علاقات إسرائيل مع الإمارات والبحرين، كثفت الجماعات الموالية لإسرائيل من مساعي ضم إسرائيل لقيادة المنطقة الوسطى ، لتتولي القيادة مسؤولية العمليات العسكرية والتخطيط لإسرائيل لتعزيز تعاون أكبر بين إسرائيل وجيرانها العرب.
المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، وهو مجموعة مقرها واشنطن، تدعم التعاون العسكري الوثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حثت على هذه الخطوة في ديسمبر/ كانون الأول كوسيلة لتشجيع الاصطفاف الناشئ بين إسرائيل والدول العربية الرئيسية ضد إيران.
أنطوني زيني، وهو جنرال متقاعد من مشاة البحرية والرئيس السابق لقيادة المنطقى الوسطى، قال إن “التوقيت قد يكون مناسبًا للقيام بذلك”. حيث يهدف دونالد ترامب لتشكيل أجندة الأمن القومي التي سيرثها الرئيس المنتخب جو بايدن.
ومن خلال اتخاذ القرار خلال أيامه الأخيرة في المنصب، ترك ترامب الأمر لخلفه لتنفيذ القرار بالكامل والتعامل مع العواقب.
وهل الخطوة تخدم أجندة الولايات المتحدة في المنطقة؟
يرى الجنرال زيني، أن ضم إسرائيل لقيادة المنطقة الوسطى الأمريكية طبيعي بعد اعتراف المزيد من الدول العربية الصديقة للولايات المتحدة بإسرائيل، فمن المنطقي وضعها جميعًا تحت نطاق واحد من نطاقات عمل العسكرية الأمريكية، لجعل التعاون الأمني في أفضل حالاته.
ضابط عسكري أمريكي متقاعد آخر اعتبر أن الخطوة من شأنها أن تعزز جهود الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية.
لكنه حذر من أن ذلك سيزيد العبء على مقر قيادة المنطقة الوسطى الذي يتولى بالفعل مسؤولية العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان والعراق وسوريا وغيرها من النقاط الساخنة في الشرق الأوسط.
امتنع المتحدثون باسم قيادة المنطقة الوسطى والسفارة الإسرائيلية في واشنطن عن التعليق على ضم إسرائيل لنطاق القيادة.
مارتن إنديك، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، قال إن بعض الإسرائيليين رأوا في السابق بعض الفوائد في العمل مع القيادة الأوروبية لأنها ربطتهم بمقر يلعب دورًا مركزيًا في حلف الناتو.
لكنه يرى أن إيران أصبحت مصدر قلق متزايد لإسرائيل ودول الخليج العربية، والعمل مع قيادة المنطقة الوسطى أكثر منطقية بالنسبة لإسرائيل.
وقال مفاوض السلام الأمريكي السابق دينيس روس إن الإسرائيليين سيرحبون بالقرار باعتباره انعكاسًا للواقع الجديد في المنطقة.
يخشى بعض المحللين من أن ضم إسرائيل لنطاق عمل قيادة المنطقة الوسطى قد يصنع تعقيدات إضافية إذا تعثرت الجهود الأمريكية لتعزيز العلاقات بين إسرائيل والدول العربية وتوترت العلاقات بينهما مجددًا. هذا بدوره قد يضع الجيش الأمريكي في موقف حرج يتمثل في العمل مع الحلفاء المتشككين في نوايا بعضهم البعض.
بينما حسنت إسرائيل العلاقات مع دول الخليج، فإن النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين عميق ومستمر دون حل، كما أن السعودية، أهم دولة عربية في منطقة الخليج، لم تطبع علاقاتها مع إسرائيل بعد.