كم عدد المحميات الطبيعية في مصر وما أنواعها وأهميتها؟ ذلك ما سوف نوضحه لك اليوم، فهل تعلم أن مصر تمتلك عددٍ كبير من المحميات الطبيعية المتنوعة في مختلف المحافظات، والتي تُمثل 15% من إجمالي مساحتها؛ مما يجعلها تنفرد بتنوع بيولوجي يساهم في الحفاظ على التوازن البيئي فيها.
حيث تعد تلك المحميات كنوز طبيعية البعض منها ذات قيمة ثقافية وعلمية، وحيوية، والبعض الآخر ذات أثر قومي يعود لآلاف السنين لذا تسعى الدولة جاهدة للتخلص من المشاكل التي تواجه بعض المحميات لتستعيد نشاطها وأهميتها التي لا حصر لها.
العملاق الأخضر “هالك”.. كيف أصبح الغضب قوة خارقة؟
يطلق مصطلح المحمية الطبيعية على منطقة ذات مساحة جغرافية محددة تمتلك تنوع في موارد البيئة سواء موارد نباتية، أو حيوانات مهددة بالانقراض، أو موارد لها قيمة أثرية عريقة وحفريات جيولوجية، وتسمى بمحمية لتعيين جهة مسؤولة عن حماية تلك الموارد من الاستغلال البشري والتعديات الضارة، والتلوث بشتى صوره.
كما يوجد محميات لها قيمة علمية يتم الحفاظ عليها بغرض الدراسة والاستكشافات وهي يطلق عليها المحمية الحيوية، كل هذه الأنواع بمختلف مسمياتها تتوافر مقوماتها في مصر وأكثر.
حيث يعود تاريخ المحمية الطبيعة للقرن الثالث عشر قبل الميلاد على يد الملك “تيسه سيلان” الذي أنشأ مفهوم المحمية؛ فكان قديمًا يحظر على للإنسان الذهاب للغابات للصيد فكانت تلك المناطق حينها مقدسة ومن المحرم دخولها.
في عام 1921م قام العالم والمستكشف البريطاني “تشارلز واترتون” بتأسيس أول محمية حديثة في التاريخ؛ فكان يمتلك قصر يسمى “ولتون هول” بمقاطعة يورك شاير ببريطانيا قام بتحويله لمحمية خاصة بالطيور وأحاطه بصور مرتفع يبلغ ارتفاعه تسع أمتار وطوله ثلاثة أميال وقد كلفه ما يقارب تسعة آلاف جنيه إسترليني، كما قام ببناء بيوت اصطناعية لهم، وزرع العديد من الأشجار لتساعد الطيور في صنع أعشاشها، وكل ما يلزم لحمايتهم في مكانٍ خاص بهم.
أما في مصر يعود تاريخ أول محمية طبيعية لعام 1983م؛ وهو التاريخ الذي تم الإعلان فيه عن منطقة رأس محمد، وتيران وصنافير كأول محمية طبيعية بجمهورية مصر العربية.
إن مصر تنفرد بتنوع هائل في موارد بيئتها وثرواتها الطبيعية فهي تمتلك طبيعة تميزها عن سائر بلدان العالم، وتنوع بين صحاري، وبحار، ومناطق تراثية وغير ذلك الكثير، فعند النظر لمساحتها الجغرافية الشاسعة التي تبلغ 1,002,000كم2 والموقع الاستراتيجي يتساءل الفرد عن مدى تأثير الموقع وتلك المساحة في اختلاف أنواع محمياتها.
قصة حياة الملكة اليزابيث | كم كان عمرها عندما تولت الحكم؟
بناءً على بيان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الصادر عام 2018م والذي وضح من خلاله كم عدد المحميات الطبيعية في مصر بأنها تمتلك 30محمية طبيعية، ولكن 13محمية فقط التي تستقبل زوار وتزاول نشاطًا فعليًا بها، ومن أهم وأشهر تلك المحميات ما يلي:
تلقب بجنة الله على الأرض وتمتلك سحر يجعلها ثاني أهم محمية طبيعية على مستوى العالم، توجد بمحافظة جنوب سيناء وتمتاز بموقع جعلها تمتلك مقومات الإثراء الإحيائي؛ فهي تبعد مسافة 12كم من شرم الشيخ وتقع على التقاء خليجي السويس والعقبة.
وصفت المحمية بأنها أجمل بقاع الأرض نظرًا لتنوع كنوز البيئة فيها بين معالم ساحرة تخطف القلوب والأنظار، وبين حفريات يزيد عمرها عن خمسة وسبعون مليون سنة، وشعاب مرجانية وأحياء مائية نادرة ومهددة بالانقراض.
في عام 1938م أعلنت مصر رأس محمد محمية طبيعية وذلك لما تحتضنه من كنوز الطبيعة النادرة؛ تُقدر مساحتها 480كم موزعين 135كم أراضي برية، 345كم بيئة مائية، حيث تحيط جميع جوانبها بالشعاب المرجانية ولاسيما الكهوف التي تكونت تحت الماء بفعل عوامل الطبيعة والزلازل والتي أصبحت مأوى للأسماك الملونة، والسلاحف البحرية فيوجد بها ما يزيد عن مائة وخمسون من الشعاب المرجانية.
ولاسيما الحيوانات البحرية كالدرافيل، والترسة البحرية، والقرش، إضافةٍ للمساحات البرية التي تُعد موطنًا للحيوانات والطيور التي على وشك الانقراض مثل: الوعل النوبي، طيور النورس وصقور البلشونات، اللقالق، والأرانب الجبلية.
بالبحث عن كم عدد المحميات الطبيعية في مصر وأهمها ينبغي ذكر جبل علبة؛ فهي أكبر محمية مصرية تضم شتى مظاهر التنوع بين صحراء، مساحات خضراء، جبال ومرتفعات، أماكن ذات جمال ساحر، فضلًا عن ضمها موارد أثرية وثقافة وآثار فرعونية، وحياة برية، وموارد مائية.
توجد بمحافظة البجر الأحمر تحديدًا بمنطقة حلايب وتبلغ مساحتها 35,600كم2، وتنقسم لعدة قطاعات منطقة أبرق وهي محمية تاريخية عاصرت العديد من الحقبات، منطقة الدئيب وهي غنية بأنواع النباتات النادرة مثل شجر الغزال، الاكاشيا، العشار، ومنطقة علبة التي تشتهر بسلاسل الجبال وأكثر ما يميزها شجرة الأنبط.
تُعد من أكثر المحميات التي تساهم في تنشيط السياحة بمصر توجد بمحافظة الفيوم، تتكون من بحيرة عليا وأخرى سفلى يربطهما منطقة الشلالات، بالإضافة لمنطقة الآبار التي تسمى بمنطقة جبل الريان.
تم الإعلان بأنها محمية طبيعية في عام 1989م، وتبلغ مساحتها 1759كم2 وتمتاز بالتنوع البيئي بين أراضي صحراوية ذات كثبان رملية ناعمة، ومناطق نباتية مختلفة، ومناطق حفريات، ولاسيما المناطق البرية بها مجموعة من الحيوانات أشهرها الغزال الأبيض، ثعلب الفنك، ثعلب الرمل.
بمعرفة كم عدد المحميات الطبيعية في مصر التي جعلت مصر من أكثر الدول ذات تنوع في طبيعة وأنواع المحميات، ومن الأنواع التي تنفرد بها ما يلي:
محميات طبيعية مخصصة للأبحاث العلمية، كالمحميات التي تحتوي على موارد جيولوجية هامة تُعد مصدر للبحث والدراسة، وتأتي على رأسها ” محمية الغابة المتحجرة” والتي تبلغ مساحتها 7كم2، وتوجد بمحافظة القاهرة الجديدة وتم ضمها في قائمة المحميات الطبيعية في عام 1989م، وأيضًا “محمية الدبابية” الموجودة في محافظة الاقصر والتي أُعلن عن كونها محمية في عام 2007م.
كما تضم أنواع محميات الحدائق الوطنية الطبيعية كمحمية “الجلف الكبير” وهي توجد بمحافظة الوادي الجديد بالصحراء الغربية، وأيضًا محميات “جزر نهر النيل” والتي يصل عددها مائة أربعة وأربعون جزيرة موزعين على محافظات مصر النيلية.
أنواع محميات أراضي رطبة كمحمية “البرلس” وهي بحيرة تقع في شرق الدلتا بمحافظة كفر الشيخ، وتمتاز بترابطها مع البحر المتوسط عبر مدخل بوغاز البرلس وتبلغ مساحتها 575كم، ومحمية “الزرانيق والبردويل” التي توجد في شمال سيناء.
نصائح فعالة إلى القارئ المبتدأ وطرق تعلم القراءة السريعة
تلعب المحميات دورًا هامًا في التنوع البيولوجي الذي يساهم في الحفاظ على التوازن والنظام البيئي بأكمله؛ وبالتالي لها دورًا في التأثير على حياة الإنسان، فإن المحافظة على الحياة البحرية، والحيوانات، والبيئة النباتية يعني بالتبعية المحافظة على استمرارية حياة الإنسان.
بخلاف دورها في تحقيق ذلك التوازن الحيوي فإن لها دور في الناحية الاقتصادية؛ الكثير من المحميات بمثابة واجهة سياحية تستقطب آلاف من السياح مما يعزز الجانب السياحي والاستثماري في البلاد، حيث تستقبل مصر مئات الآلاف سنويًا لزيارة أشهر المحميات بها كمحمية سانت كاترين، ورأس محمد اللتان تحظيان باهتمام وشهرة في مختلف أنحاء العالم.
إلى جانب ذلك تعزز من الحياة الاجتماعية والسلوك البشري؛ حيث توفر العديد من فرص العمل، وتغيير سلوك الأفراد تجاه بيئاتهم.
بالرغم من امتلاك مصر عدد كبير وأنواع مختلفة من المحميات الطبيعية إلا أن البعض منها يواجه مشاكل بمثابة ناقوس خطر بانقراضها؛ وتعود أسباب تلك المشاكل إلى السلوك البشري الناتج عن عمليات صيد الأنواع المهددة بالانقراض سواء الحيوانات البرية، أو الأسماك والحياة البحرية عامةً.
إضافة لذلك العوامل الطبيعية كالجفاف والتغيرات المناخية التي أثرت بالطبع على أنواع المحميات والحياة البيولوجية بها.
فمن خلال الإجابة عن سؤال كم عدد المحميات الطبيعية في مصر التي في ضوئها تبين أن مصر غنية بمحميات إذا حسن استغلالها وتنظيم المخططات التي تحافظ على ذلك التنوع سوف تمتلك حينها أفضل المحميات على مستوى العالم.
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
