الاحتراق الوظيفي Job burnout هو عملية تدريجية قد تشتمل على استنفاذ الطاقة العقلية أو الجسدية أو العاطفية مصحوبًا بفقدان الشعور بالإنجاز والتشجبع.
غالبًا ما يقترن الاحتراق الوظيفي بشعور قوي باليأس. يمكن أن تكون علامات الاحتراق الوظيفي متمثلة في الإرهاق أثناء العمل مع صعوبة في التركيز وانخفاض الإنتاجية وهذا إلى جانب العديد من الأعراض الأخرى.
يقوم الكثير من المديرين في الكثير من الأحيان بإثقال كاهل موظفينهم بأعباء وظيفية كثيرة. وينتج عن هذا أن يتسبب في حالة من الإجهاد المفرط وبالتالي يصل الأمر للاحتراق الوظيفي. وقد تم عمل استطلاع من قبل شركة Statista أوضحت فيه أن الأعباء الوظيفية الثقيلة تتسبب في إجهاد الموظف بحوالي 39٪ من إجمالي إجهاد العمل ككل، وهذا ما يجعل الأعباء الوظيفية سببًا رئيسياً للاحتراق الوظيفي.
كيف خسر إردوغان أوراقه الرابحة بسبب الإخوان المسلمين والإسلام السياسي| س/ ج في دقائق
يوجد بعض الأعمال تحدد أهداف غير معقولة للموظفين الذين لا يملكون بعد القدرات المطلوبة للوفاء بهذه الأهداف. على الرغم من أن هذا قد يدفعهم إلى العمل بجدية أكبر وبحماس أكثر، لكن في الأغلب يشعرون بالإحباط بسبب عدم تمكنهم من الإيفاء بهذه التوقعات المطلوبة.
في حالة كان مكان العمل يتبع سياسة المعاملة غير العادلة فيعد هذا سببًا آخر لإرهاق الموظفين. يمكن أن يتسبب كل هذا في خلافات مع كل المديرين والزملاء ومن ثم قد يقلل من مشاركة الموظفين.
قد يتم تطبيق سياسة الحضور الصارمة في الكثير من الوظائف دون الأخذ في الاعتبار المواقف الشخصية التي قد يتعرض لها الموظف. على سبيل المثال، لنفترض أن سياسة الحضور الخاصة بالشركة تؤكد ضرورة الوصول إلى المكتب في وقت معين دون استثناء. فإذا قام الموظفين بتطبيقه دون أي استثناءات، فهذا بدوره سوف يجبر الموظف على الإسراع للوصول إلى العمل في الوقت المطلوب، مما قد يعرض سلامة الموظفين في بعض الأحيان للخطر.
في حالة أن مكان العمل صحي والمدير شخص راقي وسوي ويعرف قيمة فريقه فسوف يكون الموظفين صادقين ويشاركوا كل تفاصيل العمل مما سيزيد من صحية جو العمل.
من ناحية أخرى فقد يبقى الموظفون الذين لديهم مدراء غير جيدين صامتين ومكتوفين الأيدي. لهذا في حالة أن شعر الموظفين بعدم الأمان فقد يزيد من ذلك من التوتر والتعرض للاحتراق الوظيفي في مكان العمل.
قد تقوم بعض أماكن العمل، بالعمل على استضافة الدورات التدريبية والاجتماعات وتجمعات الفريق والأحداث المماثلة ولكن دون تنظيم جيد يحقق المراد منه. ومن هنا يجب على أماكن العمل التأكد من أن هذه الأنشطة لا تؤثر على إنتاجية الموظف.
يمكن تقسيم الاحتراق الوظيفي إلى ثلاثة أنواع فرعية:
الإرهاق المسبب للاحتراق الوظيفي: التعرض للإرهاق الدائم هو ما يعرفه دوماً أنه النوع الأساسي في الاحتراق الوظيفي. فحين يكون الإرهاق مستمر في العمل بوتيرة دائمة، سيحد من تحقيق النجاح أو الاكتفاء المالي أو الرضا الوظيفي.
الصراعات والتحديات: بما أن عبء العمل الثقيل تسبب في الإرهاق، فنفس الشيء يمكن أن يتسبب نقص العمل في الحد من الاحتراق. يحتاج الناس إلى الشعور بالتحفيز والمشاركة الفعالة بالعمل حتى يشعروا بالرضا في حياتهم الوظيفية فبدون وجود شغف في العمل سيفقد الموظفين الاهتمام بالعمل ويتركوا العمل.
الإهمال: في حالة عدم الشعور بالهدف والفاعلية في العمل فيبدأ الموظفين بالشعور بالإهمال من قبل رؤسائهم. من الصعب أن يبقى الموظف منخرط بالعمل حين يبدأ بالشعور بأن ما يفعله يحدث فرقًا. والأمر مماثل في حالة أن شعر الموظفون أن العمل معقد للغاية أو أن هناك الكثير مما يجب القيام به بالوظيفة، فسيصابون بالإرهاق.
لماذا سيحافظ أردوغان على كعكة إسطنبول بأي ثمن؟ | س/ج في دقائق
مراحل الاحتراق الوظيفي تنقسم إلى:
1. الإكراه على إثبات الذات.
2. العمل بجدية أكبر من اللازم.
3. إهمال الحياة الشخصية.
4. البدء في العيش بالصراع الوظيفي.
5. البدء في التنازل عن القيم والأصول بالحياة.
6. إنكار المشاكل الموجودة.
7. الانسحاب وفي العادة ما يكون مصحوبًا برثاء الذات.
8. حدوث تغييرات سلوكية غريبة.
9. عدم القدرة على التواصل مع الآخرين.
10. الإحساس بالفراغ الداخلي.
11. الشعور بالاكتئاب.
12. أخر مرحلة هي الوصول للاحتراق الوظيفي.
قإذا كنت تتساءل عن ما إذا كنت قد بدأت في الاحتراق الوظيفي أم لا، فاسأل نفسك الأسئلة الآتية:
أول سؤال: هل تمر بفترات سيئة أكثر من الجيدة في عملك؟
ثاني سؤال: هل تكون محبطًا أو عصبيًا بصورة كبيرة حتى عند الانتهاء من عطلة نهاية الأسبوع؟
ثالث سؤال: هل يحدث آلام في المعدة أو اضطراب بالجهاز الهضمي أو آلام في الظهر أو في الرقبة؟
رابع سؤال: هل يحدث نوبات من الصداع بصورة متكررة أكثر من الطبيعي؟
خامس سؤال: هل يوجد تغييرات في طبيعة النوم سواء للاكثر أو للأقل؟
سادس سؤال: هل تتعرض لصعوبة في التركيز خلال العمل أو فهم ما هو مطلوب منك؟
سابع سؤال: هل تكون قادرًا على العمل بصورة جيدةفقط في اللحظة الأخيرة أو في الموعد المحدد؟ وهل تتجنب العمل أو الكلام مع الزملاء؟
ثامن سؤال: هل ترغب في ترك وظيفتك في أقرب فرصة؟
أخر سؤال: هل تكون مرهق جدًا حين تقوم بأي شيء ممتع عندما لا تكون في العمل؟
إذا كانت أغلب الإجابات بنعم في أغلب هذه الأسئلة، فمن الجائز أنك تعاني من الاحتراق الوظيفي. أما لو كنت غير متأكد، فهناك الكثير من الاختبارات التي يمكنك عملها لمعرفة سبب الإرهاق.
نارسيس .. مدينة الثعابين الكندية تدب فيها الحياة مرة واحدة في العام | الحكاية في دقائق
المحاولة للحصول على بعض من الراحة:
يعتقد الكثير من الأشخاص أنهم قادرون على التخلص من الإرهاق ولكن الراحة والاسترخاء هما أفضل علاج لهذا. على سبيل المثال محاولة الابطاء من سرعة الحياة وإيفاء الجسم حقه والدخول في أنشطة للاسترخاء من خلال الاستماع إلى الموسيقى أو قراءة كتاب مفيد أو حتى النظر من النافذة للنظر بالطبيعة.
اهتم بنفسك جيداً:
عن طريق ثلاثية التعافي من الاحتراق، من خلال مثلاً، إتباع نظام غذائي صحي والقيام بأخذ وافر من النوم، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، والقيام بقيلولة قصيرة على مدار اليوم، هو علاج جيد. عندما يكون للشخص طاقة منخفضة يمكن ترتيب أولويات مهام العمل من المهم للأهم والتخطيط مسبقًا ليوم كامل لمطابقة مستوى الطاقة مع مهمة العمل.
وضع حدودًا بين العمل والحياة:
يجب العمل على التوازن ما بين العمل والحياة لأنه ضروري ويالأخص إذا كنت تعمل خلال مسافات. يجب أن يكون لكل شيء وقته والفصل ما بين أوقات العمل وأوقات العائلة أمر لا استغناء عنه ولا جدال فيه.
التأمل والاسترخاء:
حاول القيام بتمارين الاسترخاء لتحسن من حالة العضلات بشكل تدريجي. فيمكن حتى ممارسة هذه التمارين في العمل لمدة خمس دقائق فقط. فسيساعد ذلك على الاسترخاء وتصفية الذهن وتجديد العقل والجسد والروح.
أن يكون هناك مكان للتنفيس:
التكلم عن الاحتراق الذي تعاني منه مع صديق لا يعاني من التوتر أو مع شخص تحس معه بالأمان والراحة ويستطيع أن يتحمل كل مشاكلك. من المفيد أن يكون لديك دعم ومساندة.
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
