مشروع تطوير وادي حنيفة | إنجازات مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة

مشروع تطوير وادي حنيفة | إنجازات مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة

19 Feb 2023
بنك المعرفة دقائق.نت
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

يُعد مشروع تطوير وادي حنيفة إحدى أهم مشروعات التأهيل البيئي التي أعلن عنها الأمير سلمان بن عبد العزيز ضمن مشروعات الهيئة الملكية لتطوير مدينة الرياض؛ فمن خلال ذلك المشروع تمكنت المملكة العربية السعودية من تحقيق الاستغلال الأمثل لموارد المياه بمختلف أنواعها.

فضلًا عن إعادة وداي حنيفة واجهة سياحية بارزة تتمتع بمقومات طبيعية، فقد تمكنت هيئة الملكية من حل جميع المشاكل والسلبيات التي تعرض لها الوادي خلال فترة التسعينات من تدهور وإهمال نتيجة تعدد النشاطات الصناعة، واستطاعت تحقيق التوازن البيئي الذي يعد إحدى أهداف رؤية المملكة 2030.

موقع وادي حنيفة

حرصت المملكة العربية السعودية على جعل مشروع تطوير وادي حنيفة ضمن أولويات الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض؛ لما يتمتع من موقع جغرافية متميز للغاية حيث يتوسط مدينة الرياض ليخترقها من الناحية الغربية، وكذلك منطقة العارض وسط هضبة نجد التاريخية.

فهو يعد أهم وأشهر الوديان المائية بالمملكة حيث يصل امتداد الوادي للحدود الشمالية باتجاه حافة جبل طويق ليخترق وسط نجد ويضم قرية الدرعية، سدوس، الحائر، العيينة، أبا الكباش، الجبيلة، العمارية.

يبلغ طوله حوالي 120كم ويتراوح عرضه من 100 إلى 1000م، بينما عمقه من 10 إلى 100م، ويتكون من بطن الوادي، السهل الفيضي، المصاطب الرسوبية الأفقية، الجروف والشعاب الرافدة له.

ذلك الموقع الاستراتيجي جعل وادي حنيفة يتمتع بأهمية بالغة منذ العصور القديمة؛ فقد تم استيطانه من قبل العديد من الحضارات المختلفة نظرًا لكونه ممرًا تجاريًا هامًا حينذاك ربط بين بلاد الرافدين والأقاليم الشمالية بجنوب الجزيرة والحجاز.

كما امتاز بتنوع موارده الطبيعية وطبيعة الحياة الفطرية التي كان يتمتع بها والتي جعلت منه بيئة مناسبة لممارسة الزراعة والرعي لتلك الحضارات.

مشروع تطوير وادي حنيفة

مخطط مشروع تطوير وادي حنيفة

وضعت الهيئة العليا المخطط الذي بناءً عليه سوف يتم تنفيذ مشروع تطوير وادي حنيفة في عام 1431هجريًا، والذي ستبنى على خطاه جميع المشروعات التطويرية وضبط الأنشطة البشرية في المستقبل.

فمن خلاله سوف يتم تطبيق كافة المعايير البيئية التي من خلالها يتم إعادة توازن الوادي مرةً أخرى وإزالة كافة الأضرار التي لحقت به مؤخرًا، واستغلال الموارد الطبيعية الموجودة بالوادي من مصادر مياه وأراضي شاسعة ومقومات سياحية مميز وجعله بيئة خصبة للاستثمار.

كما شملت أهداف المشروع في جعل الوادي المنفذ الأول لسكان المدينة للتنزه والاستمتاع بالمتنزهات والممرات الخالية من المعوقات والتلوث، فضلًا عن الهدف الأول والأساسي إعادته كمصرف طبيعي لمياه الأمطار والسيول.

بدأت الخطوات الأولى من المشروع بتنظيف وإزالة النفايات الصناعية والمخلفات المتراكمة بمجرى الوادي؛ تم التخلص من نصف مليون متر مكعب من مخلفات البناء ومختلف أنواع النفايات بما يقارب مساحة عشرة ملايين متر مربع.

كما تم تهذيب مجرى السيل بردم المستنقعات وتوسيع أجزاء منه وإزالة الترسبات الترابية، إضافةٍ لجرف حوالي مليوني ونصف متر مكعب من بطن الوادي، وتدعيم مجرى السيول والجسور المعروضة لخطر الفيضان، مما يساعد في إعادة منسوبه للوضع الطبيعي.

على ذات السياق تم إنشاء قناة لتصريف المياه للوادي بصورة دائمة الجريان تبدأ من منطقة عرقة شمالًا وصولًا لبحيرات الحائل جنوبًا بطول سبعة وخمسون مترًا، لتكون إحدى مراحل المعالجة الحيوية التي يهدف المشروع لتحقيقها.

مراحل المعالجة الحيوية لمشروع وادي حنيفة

إن مراحل مشروع تطوير وادي حنيفة تعتمد في أساسها على نظام المعالجة الحيوية التي تعتمد على تنقية المياه؛ وذلك بتوفير البيئة المناسبة من إضاءة وحرارة وأوكسجين للكائنات المجهرية الدقيقة التي تتغذى على المواد العضوية العالقة بالمياه وتحويلها لمواد غير ضارة، وتم ذلك باتباع عدة مراحل بدايتها كالآتي:

المرحلة الأولى

زيادة أعداد الكائنات المجهرية وتكاثرها من خلال وضع أحجار متدرجة في ممرات المياه لكي تلتصق بها الكائنات؛ مما يتيح تكاثرها بطريقة أسرع وأكثر وتساهم في تقليص التلوث.

المرحلة الثانية

تم عمل هدارات من الصخور على شكل أحواض أحجامها مختلفة لتبدأ من مجرى المياه بشكل تدرج صخري تنتهي بحوض مائي ذات عمق له أهداب مصنوعة من البلاستيك تساهم في زيادة حركة المياه، وبالتالي رفع معدل الأكسجين وإنتاج كميات أكثر من الكائنات الدقيقة.

المرحلة الثالثة

تم إنشاء محطة من الخرسانة المسلحة تضم نظام أحواض يحميها من السيول والفيضانات بمنطقة عتيقة التي تحاذي طريق الملك فهد؛ لتصب فيها المياه المصروفة من المدينة، وتغذي ثلاث خلايا حيوية كل مجموعة فيها تحتوي على مضخات هواء، بالإضافة إلى نافورة بارتفاع عشرين متر تعمل على تحريك المياه؛ كل هذا يعزز من مستوى الأكسجين في الماء بالقدر الذي تحتاج إليه الكائنات الدقيقة.

إنجازات مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة

منذ إعلان الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض منطقة وادي حنيفة محمية بيئية بدأت في وضع خطط تنفيذ مشروع تطوير وادي حنيفة لوقف التدهور الذي أصابه نتاج النشاط البشري والتكدس العمراني الذي أثر على موارده الغنية وسبب خلل بيئي جسيم.

بناءً على ذلك وضعت مخطط التأهيل البيئي الشامل لذي لقى تقديرًا على الصعيد الدولي نظيرًا مراحل معالجة المياه واستغلال مواردها؛ حيث نال جائزة أفضل خطة تطوير من قِبل مركز المياه بواشنطن عام 2003م، وأيضًا حصل على  الجائزة الذهبية من المنظمة الدولية للمجتمعات الحيوية عام 2007م.

فضلًا عن الإنجازات التي صممت في الوادي وجعلته واجهة سياحية لما يمتاز به من المقومات التالية:

التشجير

تضمن مشروع التأهيل عمليات زراعة العديد من الشجيرات بين أشجار الأعشاب الصحراوية والأشجار الطبيعية والأنواع التي تتناسب مع بيئة الوادي، وذلك باتباع برنامج لإعادة الغطاء النباتي طويل الأمد.

على إثر ذلك تم زراعة سبعة آلاف نخلة، وأكثر من ثلاثون ألف شجرة صحراوية وإعادة توزيع ألفان شجرة أخرى، إلى جانب زراعة البذور لحوالي اثنان وأربعون شجرة وشتلات جاهزة.

إضافةٍ إلى الآبار وخط الري اليدوي الذي يبلغ طوله 40كم للعمل على ري مناطق التشجير في أوقات الجفاف.

ممرات المشاة

تم تأسيس ممرات مخصصة للمشاة تبلغ طولها 46.8كم بطول الوادي لتأخذ شكل ممر ترابي ذات دعامات على جوانبه وتعبر من أجمل المناظر بالوادي، بالإضافة إلى الممرات المرصوفة الموجودة بجانب مناطق التشجير والتي يصل طولها 7.4كم.

الطرق

حرصت الهيئة العليا في مشروعها من تنسيق الخدمات والمرافق العامة بالوادي؛ قامت بإنشاء مسار مخصص للمرافق العامة المخطط إنشائها في المستقبل من مياه وكهرباء وكل ما يلزم لتأمين الوادي من خطر الفيضان والسيول.

كما تم تنسيق الطرق لتبلغ طولها 42.8كم وعرضها بين 6,9م ليمتد من شمال الدرعية لطريق المنصورية.

بالإضافة إلى إنشاء 22جسر، ومواقف جانبية يصل عددها إلى ألفان، بخلاف العلامات المرورية ومخفضات السرعة، حرصت الهيئة أيضًا على حماية الطرق بتوفير حواف جانبية تحميها من جريان المياه، وتحول دخول السيارات للوادي.

تم توزيع أكثر من 2.500عمود إنارة للطرق وممرات المشاة وحوالي 600وحدة إنارة للجسور، وتضمن المشروع توفير مصليات، وثلاثون وحدة دورات مياه، بخلاف المحلات التجارية.

المنتزهات

عند وضع ركائز ومخطط مشروع تطوير وادي حنيفة تم اختيار بعض الأماكن المميزة ذات مقومات طبيعية ساحرة لتأسيس فيها منتزهات تتمتع بالجمال الساحر والطبيعة الصحراوية الفريدة.

حيث تم تجهيز تلك الأماكن لتناسب العائلات وتوفير جلسات ذات طابع صحراوي، وخدمات مساندة، ومواقف سيارات، ووزعت المتنزهات في مناطق متفرقة بين شمال الردعية، وعند سد وادي حنيفة، مصلى العيد في البديعة، وبجوار منطقة المعالجة الحيوية، عند السد الحجري، بحي المصانع، عند بحيرات الجزعة، وعند سد لبن وسد نمار.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك