هناك إصلاحات تم تنفيذها بالفعل وأصبح تشريعًا. وهو الإصلاح الذي يلغي سلطة المدعي العام بخصوص إعلان عدم أهلية رئيس الوزراء الحالي لمباشرة مهام منصبه.
هذا النص تحديدًا تم تطبيقه بسرعة بعد تكهنات بإن المدعي العام الإسرائيلي كان يستعد لإعلان عدم أهلية نتنياهو استنادًا لمبدأ تضارب المصالح بين الإصلاحات التي قدمتها الحكومة والمحاكمة التي يخضع لها نتنياهو بالفعل في قضية فساد.
1- شملت النقاط الرئيسية في برنامج الإصلاح القضائي في إسرائيل بعض النقاط لتعديل ما تراع الحكومة أنه يجعل النظام القضائي هو الحاكم السياسي الفعلي في إسرائيل، بينما المعارضة ترى أن تلك النقاط تضمن سيادة القانون والديمقراطية ومنع التعدي على حقوق الإنسان وتكبيل للسلطة عن اتخاذ إجراءات تعسفية أو تمييزية.
2- أحد أهم التعديلات كان إزالة اختبار المعقولية. وتلك كانت قاعدة رئيسية تسمح للمحكمة العليا بمراجعة وإبطال قرارات الحكومة أو القوانين الجديدة إن كان مبالغ فيها حتى لو حققت الأغلبية في الكنيسيت.
3- بعض التعديلات تسمح للكنيست بإلغاء قرارات المحكمة العليا وإعادة سن القوانين التي رفضتها المحكمة بأغلبية بسيطة.
4- تغيير تشكيل لجنة اختيار القضاة، وهي الجهة المسؤولة عن تعيين القضاة في إسرائيل على جميع المستويات، ومنهم قضاة المحكمة العليا.
حاليًا، تتكون اللجنة من 9 أعضاء: ثلاثة قضاة في المحكمة العليا، ووزيرين، وعضوين في الكنيست، وممثلين عن نقابة المحامين. تصدر القرارات عنها على الأقل بأغلبية 7 أعضاء.
لكن بحسب التعديل الجديد، فالحكومة تريد زيادة تمثيلها لأربع وزراء، وتقليل قضاة المحكمة العليا لواحد. وتقليل الأغلبية لخمسة فقط.
5- أخيرًا، إلغاء إلزام الوزراء والهيئات الحكومية باتباع المشورة القانونية لمستشاريهم القانونيين، الذين يتلقون توجيهاتهم من النائب العام.
ما أثر مظاهرات إسرائيل على نتنياهو؟
تم وصف مظاهرات إسرائيل وتلك الاحتجاجات بأنها الأكبر في تاريخ إسرائيل.
بدأت في يناير 2023 وتوسعت وشارك بها مئآت الآلاف في مدن مختلفة، بينها: تل أبيب، والقدس، وحيفا، وبير السبع في الجنوب، وبعضها تطور لأعمال عنف واشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، وحصار بيت نتنياهو نفسه، وصلت الأمور لدرجة إقالة نتنياهو وزير دفاعه يوآف غالانت، وهو أصلًا من حزب الليكود الحاكم، بعدما انتقد الإصلاحات المقترحة علنًا.
على أي أساس انتقد وزير من حزب نتنياهو الإصلاحات.. ألم يكن مشاركًا في صنعها؟
غالانت اتهم نتنياهو بإن غرضه الأساسي من التعديلات هو محاولة التهرب من العدالة في محاكمته بالفساد، التي بدأت في مايو 2020.
بعضهم شارك في مظاهرات إسرائيل ، لكن التقديرات تُشير إلى أن أعدادهم لم تكن كبيرة. الأغلبية ترى إن القضية لا تخصهم. وإن مظالمهم أخرى لا يراها كلا الطرفين في الصراع الحالي.
بعد أن علق نتنياهو الإصلاحات.. هل انتهت مظاهرات إسرائيل ؟!
لا. لم تنتهي مظاهرات إسرائيل لعدة أسباب:
1- نتنياهو علق الإصلاحات مؤقتًا ولم يلغي الفكرة من أساسها.
2- على المستوى السياسي، أصبح الأمر أكبر من مجرد إصلاحات قضائية. المعارضة تطالب بإسقاط نتنياهو نفسه والدعوة لانتخابات جديدة.
تحول الموقف إلى استقطاب حاد. المعارضة رافضة شكل الحكومة نفسه وتصفها بالأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل في إشارة لوزير الأمن القومي واسع النفوذ إيتمار بن جفير.
3- تخطت المعارضة حدود السياسة. ويمكننا أن نرى ذلك بوضوح من خلال تزايد انضمام عدد من قوات الاحتياط -العمود الفقري للجيش الإسرائيلي- للمتظاهرين، ورفضهم تأدية الخدمة العسكرية. وتلك الإشارة يحذر منها خبراء داخل إسرائيل من الأزمة التي قد تهدد أمن إسرائيل نفسها.
على الرغم من مهارة نتنياهو السياسية.. لماذا لا يمكنه إنهاء مضاهرات إسرائيل هذه المرة؟
المشكلة هنا، أن نتنياهو دائمًا يكسب الأغلبية لكن لم يصل للأغلبية المطلقة. مؤخرًا معظم الحلفاء في اليمين العادي أو الوسط أو حتى معارضيه رفضوا الانضمام في تحالفه. على مدار الأربع سنوات الماضية حدثت بالفعل 5 انتخابات في إسرائيل.
فاتجه لتشكيل حكومة تضم أحزاب أقصى اليمين. ومع الوقت أصبح لها كلمتها ويمكنها الضغط على نتنياهو في عدة مواقف.
حاليًا، يرى بن جفير أن التراجع عن الإصلاحات القضائية في إسرائيل مستحيل وبدون أي فرصة للتفاوض مع المعارضة.
كمان أن تيار أقصى اليمين تزداد قوته، وفي المستقبل الغلبة السكانية ستكون متجهة للتيار الأرثوذكسي المتشدد المعروف بإنجابه أكثر مقابل العلمانيين.
يمكن النظر إلى متوسط الخصوبة عند التيار اليميني المتشدد 6.6% أي نحو ضعف متوسط إسرائيل كلها، لدى وزير شؤون القدس 12 طفلا، ووزيرة المهمات القومية لديها 11 طفل، ووزير الإسكان لديه 10 أطفال.