عرين الأسود | هل تخشى حماس والسلطة الانتفاضة الثالثة أكثر من إسرائيل؟ | س/ج في دقائق

عرين الأسود | هل تخشى حماس والسلطة الانتفاضة الثالثة أكثر من إسرائيل؟ | س/ج في دقائق

21 Mar 2023
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

استمع أولًا إلى بودكاست دقائق: ” عرين الأسود | هل تخشى حماس والسلطة الانتفاضة الثالثة أكثر من إسرائيل؟” من هنا، أو واصل القراءة إن أردت:

تتوقع أغلب مراكز الأبحاث الدولية أن الانتفاضة الفلسطينية الثالثة تقترب.

يرى 61% من الفلسطينيين و65% من اليهود الإسرائيليين أن الانتفاضة الثالثة قادمة لا مفر منها. في ظل كافة الاضطرابات التي تجعل الفصائل الفلسطينية تخشى حدوث أي انتفاضة أكثر من الإسرائيليين أنفسهم. وتبقى كلمة السر في هذا اللغز هي تنظيم عرين الأسود الجديد.


ما الدليل على اقتراب اندلاع الانتفاضة الثالثة للفلسطينيين؟

تحديدًا هو ليس اقتراب. بل قد تكون الانتفاضة الثالثة قد بأت بالفعل. إن المحللين متأخرين في إطلاق المصطلح على ما يحدث في الشارع الفلسطيني حاليًا.

كان عام 2022 الأكتر دموية على الإطلاق، منذ وقت انتهاء الانتفاضة الفلسطينية الثانية في 2005، بحصيلة ضحايا 200 فلسطيني تقريبًا، منهم 49 في غارات على غزة، و150 في اشتباكات الضفة، بالإضافة لـ 30 إسرائيلي.

ومع بداية عام 2023 كان هناك عدة إشارات مؤكدة أن عدد الضحايا سيكون أعلى بكثير.


هل عدد الضحايا وحده كافي لإطلاق مصطلح الانتفاضة الثالثة في فلسطين؟

يعتبر عدد الضحايا أحد المؤشرات. لكن هناك تصاعد في الهجمات الفلسطينية في الداخل الإسرائيلي، مقابل تصعيد الغارات الإسرائيلية ، مع أزمة القيادة السياسية المحلية في أراضي السلطة الفلسطينية في الضفة، أو حماس في غزة، أو حتى أزمات الحكومة الإسرائيلية المتتالية، وفي ظل ضعف قدرة الإدارة الأمريكية على التدخل.. فالمحصلة أن التصعيد مستمر.

كما زاد الخطر بعد التداول الواسع غير القانوني للسلاح في الضفة الغربية، مقابل تعهد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بتسهيل حمل السلاح على المدنيين الإسرائيليين. والأهم، كان ظهور تنظيم فلسطيني مسلح جديد في الضفة الغربية يُدعى عرين الأسود.


ما المختلف في تنظيم عرين الأسود؟

مجموعة عرين الأسود ظهرت في نابلس في 2022. تحديدًا هذا نفس تاريخ تصعيد الاشتباكات.

تلك المجموعة ليست تابعة لأي تنظيم من التنظيمات الحالية، لكنها تضم مسلحين من شهداء الأقصى التابعة لفتح، وسرايا القدس التابعة للجهاد، وكتائب القسام التابعة لحماس، بجانب أعضاء سابقين في الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

الأهم أن عددا كبيرا من أعضاء المجموعة تربطهم روابط عائلية مع قيادات من فتح ومن الأجهزة الأمنية مسؤولة التنسيق الأمني مع إسرائيل، فبالتالي فرصة نقل معلومات عنهم للسلطات في إسرائيل محدودة جدًا، وتلك تعتبر ميزة بالنسبة لهم غالبًا لا تكن متوفرة لباقي الفصائل.

بالإضافة إلى أن العشوائية أيضًا تضيف ميزة أخرى، حيث إن الفصائل والسلطة لديهم تسلسل قيادي هرمي سهل تصفيته إن خرجت الأمور عن الحد. لكن وجود تنظيم هلامي مثل عرين الأسود، يكون من الصعب وجود أي فرصة لتعقب القيادات، وبالتالي فرصة شل حركة المجموعة شبه معدومة.


هل يعتبر تنظيم عرين الأسود مصدر تهديد بـ الانتفاضة الثالثة في فلسطين؟

كما ذكرنا أن الأجواء مهيئة للانتفاضة. صرح مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز -باعتباره كان دبلوماسيا كبيرا خلال الانتفاضة الثانية-  أنه حاليًا يرى ذكرياتها تحدث على الأرض، وأن التحدي الضخم هو محاولة تحجيم الشكل الأعنف من الانتفاضة.


ما هو موقف التنظيمات الحالية من تنظيم عرين الأسود خصوصًا ومن سيناريو الانتفاضة الثالثة عمومًا؟

على الورق، التنظيمات الإسلامية أعلنت دعمها بالتأكيد. في المقابل استخدمتها السلطة كورقة للضغط على الإدارة الأمريكية. لكن التفاصيل قد تكون مختلفة تمامًا.

كانت التنظيمات دائمًا تلوح بحدوث الانتفاضة الثالثة ضد إسرائيل، لدرجة أقنعت الفلسطيني العادي أنها ستجبر إسرائيل على تقديم تنازلات حقيقية.

لكن السلطة الفلسطينية تم وصفها بالمريضة. هناك إجماع على تراجع شعبيتها. لم تقم بإجراء انتخابات منذ 16 عاما، ومتهمة من كل الأطراف بالتراخي.

الفصائل ترى أنها مجرد مقاول أمني لإسرائيل، في حين إسرائيل ترى أنها ليست شريك تفاوضي جدير بالثقة، والعالم يرى أنها هشة ومتهمة بالفساد وغير مسيطرة على الأوضاع بما يكفي.

في المقابل، باقي الفصائل في وضع صعب والتحليلات تؤكد على أنها غير قادرة على اتخاذ قرار التصعيد.


هل يجب أن تقود الفصائل الانتفاضة الثالثة في فلسطين؟

في الحقيقة، الثورة الفلسطينية المعاصرة التي بدأت في 1965 كانت نقطة انطلاق تنظيم فلسطيني بعيد عن السيطرة الإسلاموية المسيطرة على إدارة الصراع مع إسرائيل. آنذاك انطلقت حركة فتح التي تمكنت من القيادة لوقت طويل.

ثم حدثت الانتفاضة الأولى، صاحبها الميلاد الحقيقي لحركة حماس، التي تمكن من خلالها تنظيم الإخوان من فرض سيطرته على الأرض، عادت منظمة التحرير من تونس على الضفة وغزة، وكسبت شرعيتها من خلال إجبار إسرائيل على توقيع الاتفاق السياسي مع الفلسطينيين.

وحدثت انتفاضة 2000 والتي انتهت بالانسحاب الإسرائيلي من غزة، وسيطرة حماس عليه بقوة السلاح، بجانب الفوز في آخر انتخابات نظمتها السلطة.

بالتالي، وفي ظل تلك الأوضاع، أجمعت التحليلات على إن أي تغير جذري كان ينشأ من جيل جديد أصغر يُولد في الظروف الناتجة عن التغيير الذي سبقه وأصابه الإحباط من فشل القيادات في تحسين الظروف، وبالتالي يحدث التغيير لكي يتسلم هذا الجيل القيادة، ففي ظل وجود عرين الأسود لو استمرت الأوضاع بشكلها الحالي، فإسرائيل لن تكون المتضرر الوحيد من حدث مماثل.

شاهد من أعمال دقائق أيضًا

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك