القصة في دقيقة:

صافرات الإنذار تدوي في مدن إسرائيل من الجنوب على حدود غزة إلى الوسط شمال تل أبيب. ليست كلها بفعل صواريخ حماس. بعضها نتيجة انفجارات صواريخ القبة الحديدية المثيرة للجدل بعدما تجاوزتها عشرات الصواريخ إلى أهدافها.

يقول مسؤولون وشركات إسرائيلية إن النظام منع آلاف الصواريخ والقذائف من إصابة أهدافها، بنسبة نجاح تجاوزت 90%. ويرد محللون بأن النسبة مبالغ فيها وأن المنظومة لم تحقق أهدافها بعدما كلفت مئات الملايين ثم فشلت في منع صواريخ غزة التي لا تتجاوز تكلفة الواحد منها مئات الدولارات.

في كل الأحوال، وفر تصعيد غزة 2021 ساحة عرض حي للمنظومة التي تدرس عدة دول بينها السعودية والإمارات شراءها. ومن خلال هذه النسب ستمضي قدمًا في القرار أو تعيد التفكير فيه.

فهل فشلت القبة الحديدية في الاختبار المهم؟ وهل يؤثر ذلك على مبيعات المنظومة لدول أخرى؟

س/ج في دقائق

كيف تعمل القبة الحديدية بشكلها الحالي؟

القبة الحديدية هي نظام دفاع جوي طورته شركتان إسرائيليتان: رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة – شركة صناعات الفضاء / بدعم تقني ومالي أمريكي بلغ 1.6 مليار دولار.

تتكون القبة الحديدية من ثلاث مراحل:

1- الرادار: مهمته كتشف الصاروخ القادم.

2- نظام القيادة والتحكم: مسؤول عن معالجة المعلومات الواردة من الرادار.

3- الصاروخ الاعتراضي: صاروخ يحركه نظام التحكم وفق معلومات الرادار. دوره تدمير الصاروخ القادم إذا كان متجهًا لمناطق مأهولة، وتجاهله إن كانت سيسقط في مناطق خالية.

الصواريخ الاعتراضية تطلق عموديًا إما من وحدات متحركة أو من موقع إطلاق ثابت، لتفجير الصاروخ القادم ليحدث الانفجار في السماء بعيدًا عن المناطق المأهولة.

وتملك إسرائيل 10 بطاريات من القبة الحديدية. كل منها يضم 3-4 قاذفات يمكنها إطلاق 20 صاروخًا معترضًا، مما يسمح للنظام بإطلاق 800 صاروخ، دون احتساب عمليات إعادة التحميل.

الشيخ جراح | نزاع عقاري في القدس؟ أم نزاع دولي يصل إلى البيت الأبيض؟ | س/ج في دقائق

لماذا لا تغطي القبة الحديدية كل أنواع التهديدات؟

دخلت القبة الحديدية الخدمة لأول مرة في 2011، بعد 4 سنوات من التجهيزات، كنظام مصمم خصيصًا للتصدي لتهديدات غزة حينها (الصواريخ قصيرة المدى – القذائف). لهذا، لا يبدو النظام فعالًا في صد الصواريخ الباليستية.

بظهور تهديدات أكبر، طورت إسرائيل نظامين منفصلين: مقلاع داوود David’s Sling – السهم Arrow، لصد التهديدات متوسطة وطويلة المدى، بما في ذلك الدرونز والصواريخ الباليستية.

القبة الحديدية | أمريكا تؤمن الخليج بدفاعات إسرائيلية .. هل مقلاع داوود في الطريق؟ | س/ج في دقائق

هل فشلت القبة الحديدية في صد صواريخ حماس؟

يقدر خبراء ترسانة حماس بعشرات الآلاف من الصواريخ محلية الصنع إيرانية التكنولوجيا.

تقول إسرائيل رسميًا إن القبة الحديدية منعت آلاف الصواريخ والقذائف من إصابة أهدافها في تصعيد غزة 2021 بنسبة نجاح فاقت 90%. لكن محللين دفاعيين شككوا في الأرقام الرسمية الإسرائيلية.

ستيفن واغنر، محاضر الأمن الدولي في جامعة برونيل لندن، يصف القبة الحديدية بـ “تذكير صارخ بعدم تناسق الصراع باعتبار أن ذخيرة حماس البسيطة والرخيصة التي تكلف بضع مئات من الدولارات يمكن أن تخترق من حين لآخر نظامًا دفاعيًا أنفقت عليه ملايين الدولارات بتمويل من واشنطن”.

لكن إسرائيل تقول إن تلك الحسابات تجاهلت إبطاء حاجة إسرائيل لإرسال قوات برية إلى غزة سريعًا أو مضاعفة عدد الملاجئ، بالتالي تصبح التكلفة منخفضة نسبيًا.

مع ذلك، يقولون محللون عسكريون إن تنظيمات غزة – خصوصًا حماس – تكيفت مع نظام القبة الحديدية عبر إطلاق دفعات مكثفة من الصواريخ على نقطة بعينها، بما يشل قدرة المنظومة على صد التهديد. ويستدلون على ذلك بعشرات الصواريخ التي ضربت مناطق مأهولة بالفعل.

مايكل أرمسترونج، الأستاذ المساعد في جامعة بروك الذي درس فعالية النظام، في تقييم 2019 لناشيونال انترست، يقول: لا يوجد نظام دفاع صاروخي يمكن الاعتماد عليه تمامًا، خاصةً ضد تهديد متطور مثل الوارد من غزة.

الملاجئ VS الأنفاق| قصة سلاح التفوق المنسي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟| الحكاية في دقائق

هل يؤثر الجدل على مبيعات القبة الحديدية للدول الأخرى؟

مايكل ستيفنز، الزميل البارز في معهد أبحاث السياسة الخارجية في فيلادلفيا، يرى العكس. يعتبر أن تصعيد غزة كان فرصة أمام إسرائيل لتقديم عرض حي يثبت كيف حسنت النظام سريعًا للتعامل مع مثل هذا القدر من الصواريخ ليصبح ما وصفه “أفضل نظام دفاعي قصير المدى على الأرض”.

يضيف جاستن برونك، زميل أبحاث القوة الجوية في معهد رويال يونايتد للخدمات في لندن إن تصعيد غزة “سيعطي أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية دفعة في السوق الدولية خصوصًا مع انخفاض تكلفته وتركيزه فقط على مهددات الحياة والبنية التحتية، وتركيزه على الصواريخ منخفضة المدى، ما يعطيه تفوقًا على منظومة باتريوت الأمريكية بالنسبة للدول التي تواجه تهديدات مماثلة، مثل السعودية والإمارات والهند ودول أخرى في آسيا، والتي درست شراء منظومة القبة الحديدية فعلًا، ومن المرجح أن يجعل الأداء الحالي مثل هذه المبيعات أكثر جاذبية.

مع ذلك، يقول مايكل هيرزوغ، زميل معهد واشنطن والعميد المتقاعد في الجيش الإسرائيلي، إن القبة الحديدية تواجه تحديًا مزدوجًا: الصواريخ الباليستية التي تحاول إسرائيل التعامل معها بمنظومات أخرى مثل السهم ومقلاع داوود، لكن الصواريخ قصيرة المدى جدًا تفرض تحديًا إضافيًا؛ لأن القبة الحديدية أقل فاعلية في مدى 2.5 ميل أو أقل.

سحب باتريوت من السعودية | من الخاسر في تودد بايدن لإيران.. واشنطن أم الرياض؟ | س/ج في دقائق

هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟