مفوضية حقوق الإنسان في العراق قالت إنها رصدت تسع حالات، بين اغتيال ومحاولة اغتيال، في محافظات البصرة وذي قار وميسان، خلال أغسطس 2020؛ أدت لمقتل وإصابة عدد من النشطاء، فيما وصفته بـ “تطهير مبرمج جيدًا للنشطاء الذين كانوا مؤثرين في حركة الاحتجاج الأخيرة“.
معظم جرائم اغتيال نشطاء العراق قيدت ضد مجهولين، خاصة في الآونة الأخيرة، لتشكل أحد الملفات الضاغطة على حكومة مصطفى الكاظمي، خاصة أنها تقترن بمعركة تخوضها الحكومة مع فصائل مسلحة، بهدف حصر السلاح وتحجيم نفوذ الميليشيات.
المفوضية اتهمت أجهزة أمن العراق بـ “التقاعس عن ممارسة دورها الدستوري في حماية المواطنين والناشطين، بما يضع علامات استفهام كبيرة على دورها، ويهدد بانهيار السلم المجتمعي في أي لحظة”.
صفاء السراي.. ابن ثنوة الذي خطفه الموت من مظاهرات بغداد | الحكاية في دقائق
الكاظمي تعهد بـ “فعل كل ما يلزم لتؤدي القوى الأمنية واجباتها. اعتبر أن “التواطؤ مع القتلة أو الخضوع لتهديداتهم مرفوض”. أرسل وزير الداخلية عثمان الغانمي إلى البصرة عقب سلسلة الاغتيالات الأخيرة.
الغانمي بدوره أمر بإجراءات عاجلة تتعلق بمنع تحرك السيارات المظللة أو التي لا تحمل لوحات مرورية، بعد معلومات أشارت إلى أن اغتيال نشطاء العراق يعتمد على مثل هذه النوعية من السيارات.
لكن البيان توعد بـ “حساب يطال المفارز الأمنية التي لن تنفذ أوامر حجز تلك المركبات ومحاسبة أصحابها”، فيما اعتبره مراقبون إشارة لعدم تطبيق بعض قوات الأمن للقانون خوفا من عناصر الميلشيات التي تتمتع بنفوذ كبير، أو بسبب ارتباط بعض المجموعات المسلحة بالقوات الأمنية النظامية، وبالتالي يقينها من مسألة الإفلات من العقاب.
الجديد هذه المرة أن واشنطن دخلت على الخط. الخارجية الأمريكية أبدت غضبها من اغتيال نشطاء العراق والهجوم على محتجين في بغداد ومدينة البصرة الجنوبية، وحثت حكومة العراق على اتخاذ خطوات فورية لمحاسبة المليشيات والبلطجية والعصابات الإجرامية التي تهاجم العراقيين الذين يمارسون حقهم في الاحتجاج السلمي.”
أسبوع يلخص أزمة العراق | الاغتيالات وإيران وتركيا.. كيف النجاة وكلهم أعدائي؟ | تايم لاين في دقائق
طرد “الأمريكان” بات أصغر مشكلاته.. هل يقرب كورونا تفكك العراق؟ | س/ج في دقائق
يقول مراقبون إن عمليات اغتيال نشطاء العراق – التي فاقت نسبتها فترة ذورة الاحتجاجات في أكتوبر 2019 – ليست منفصلة عن الصواريخ التي استمرت في قصف مقر حكومة مصطفى الكاظمي.
ويشتبه على نطاق واسع في أن الميليشيات المدعومة من إيران تقف وراء كلا النوعين من الهجمات، بحسب واشنطن بوست.
تقول جيروزاليم بوست إن هذا النوع من حملات الضغط الشبيهة بالمافيا موجهة من قبل الميليشيات، وكثير منها موالٍ لإيران. وللميليشيات أسماء مثل ثريا الخراساني، وعصائب أهل الحق، وكتائب حزب الله، ومنظمة بدر، وحركة حزب الله النجباء. ليس كل منها متورط في الاغتيالات، لكن كل واحدة منهم متخصصة في مجالات مختلفة من ممارسة السيطرة والتهديدات.
يُظهر الإفلات من العقاب على الاغتيالات كيف تعمل الميليشيات، التي ينتمي الكثير منها إلى الحرس الثوري الإيراني، ببطء وبشكل منهجي لإسكات أي معارضة. هذا ينطبق بشكل خاص على استهداف الشباب والنساء.
لماذا من مصلحة إيران أن يقع البلاء فورًا. الآن. اليوم قبل غد؟ | خالد البري