خطأ ثلاثي في سياسات بايدن المسعورة: مرة بحق الخليج ومرتين بحق أمريكا | ترجمة في دقائق

خطأ ثلاثي في سياسات بايدن المسعورة: مرة بحق الخليج ومرتين بحق أمريكا | ترجمة في دقائق

17 Mar 2022
الخليج الخليج العربي الولايات المتحدة
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلاً عن مقال جون سي هولسمان في أوراسيا ريفيو.


تمامًا مثل الصداقات الشخصية، تتطلب التحالفات بين الدول من الطرفين غض الطرف عن عيوب الطرف الآخر للإبقاء على العلاقة والاحتفاظ بالحليف.

تتطلب كذلك فاتورة صبر مفتوحة. تشبه عملية الزراعة: ازرع وارو وانتظر موسم الحصاد.

كما تتطلب جهدًا طويل الأمد في البحث عن المشتركات. وفي نفس الوقت تقليل الاختلافات القائمة على تباعد المصالح حتى لا يصبح التحالف سامًا ومعرضًا للخطر.

يتطلب الاهتمام الدائم؛ فالإهمال يستسبب في كوارث على المدى الطويل.

بايدن المسعور

يفترض أن جو بايدن مخضرم في السياسة الخارجية الأمريكية. بالتالي، يفترض أن يكون خبيرًا في فنون العلاقات وإدارة التحالفات.

لكن، بمجرد أن وصل الرجل إلى البيت الأبيض، فعل العكس تمامًا.

لذلك، كان طبيعيًا أن تنتهي جهوده “المسعورة” لصياغة سياسة طاقة جديدة في أعقاب عقوبات الطاقة الأمريكية المفروضة على روسيا إلى لا شيء،

وأن تكشف أن حليفي واشنطن التقليديين: الإمارات والسعودية يتجنبان طلباته لضخ المزيد من النفط في محاولة للتخفيف من صدمة الإمدادات العالمية التي ظهرت نتيجة للحرب في أوكرانيا.

عمليًا، يمكن للدولتين زيادة الإنتاج سريعًا لتعويض النقص بسبب العقوبات الروسية. امتناعهما عن ذلك يكشف ما تسبب فيه إهمال بايدن الدبلوماسي لقواعد التعامل مع الحلفاء التقليديين.

ببساطة، اعتبر بايدن أن التحالف مع السعودية والإمارات “مفروغ منه” فلم يضع في اعتباره أن سياساته في الشرق الأوسط تثير قلق الدولتين وغضبهما، وأن السعودية تحديدًا استشعرت أن الرئيس الأمريكي الجديد لا يفهم طبيعة عمل النظام في السعودية أصلًا.

ولذلك فإنه يحصد الآن ما زرع.

الشعب الأمريكي يدفع الثمن

بعيدًا عن السعودية والإمارات وروسيا وغيرها، ارتكب فريق بايدن الاقتصادي خطأً جوهريًا في إنفاق الكثير من أموال القطاع العام خلال أزمة كورونا..

والنتيجة كارثية كما نرى. وزير الخزانة السابق في عهد كلينتون، لاري سمرز، يشرح أنه لا يمكن زيادة الإنفاق الفيدرالي بنسبة 14 إلى 15% من الناتج المحلي الإجمالي دون التسبب في معدلات تضخم أعلى بشكل مخيف.

كل هذا حدث حتى قبل صدمة إمدادات الطاقة العالمية التي نتجت عن حرب أوكرانيا، والتي سترفع أسعار الطاقة الأمريكية على المدى القصير، في وقت قاتل يبلغ فيه التضخم 7.9٪، وهو أعلى معدل منذ 40 عامًا.

أخيرًا، أدرك مسؤولو إدارة بايدن مدى الأضرار التي لحقت بالولايات المتحدة نتيجة إهمال التحالفين، فسارعوا بمحاولة ترتيب زيارة يقوم بها الرئيس إلى الرياض؛ بحثًا عن رضا السعودية والإمارات من أجل تقديم مساعدة فورية بزيادة إنتاج الطاقة العالمي لحماية الولايات المتحدة من هذه الضربة المتوقعة.

وهذه كارثة أخرى في الدبلوماسية: هذا وقت سيئ جدًا لتطلب المساعدة من صديق أبعدته بنفسك طويلًا.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك