مرت 7 شهور على غزو أوكرانيا.. هل عاقب الغرب نفسه بسلاح استهدف سحق بوتين؟ | س/ج في دقائق

مرت 7 شهور على غزو أوكرانيا.. هل عاقب الغرب نفسه بسلاح استهدف سحق بوتين؟ | س/ج في دقائق

22 Aug 2022
روسيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

7 أشهر مرت على اندلاع الحرب في أوكرانيا، ومعها حزمة من العقوبات ضد روسيا، فترة أكبر من تلك التي تعهد صناع السياسات في الغرب أنها لن تدع مفرًا أمام فلاديمير بوتين إلا الإذعان لطلبات واشنطن وعواصم أوروبا.

هل حققت العقوبات الغربية على روسيا أهدافها؟

الجدل مفتوح. لكن عددًا متزايدًا من صانعي السياسة والخبراء والمسؤولين الغربيين يعربون عن مخاوفهم من أنها فشلت في تحقيق الأثر المنشود.

فهل فشلت العقوبات الغربية على روسيا؟

س/ج في دقائق


لنقيم النتيجة نحتاج لفهم الهدف. فعلى أي أساس بنيت حزمة العقوبات أصلًا؟

بنيت استراتيجية الغرب في فرض عقوبات على روسيا انطلاقًا من أربع ركائز:

1- أوكرانيا – إن نالت دعم الناتو – يمكنها حسم الحرب ضد روسيا.

2- العقوبات ستضعف روسيا بشكل خطير.

3- أوروبا ستتضرر بالتأكيد. لكن وقع العقوبات عليها سيكون أخف من تلك التي ستضرب موسكو. العقوبات ستضر روسيا أكثر من أوروبا.

4- بقية العالم سيدعم الإجراءات العقابية الغربية ضد روسيا؛ إما اختيارًا، أو بإدراك أن موسكو تتجه للهزيمة، بالتالي سيميل البقية للطرف المنتصر.

كل هذه الخطوات لم تتحقق عمليًا على الأرض.

هل هي مجدية؟| العقوبات الاقتصادية الأمريكية.. كيف تعمل؟| إنفوجرافيك في دقائق


كيف لم تتحقق؟! ألم يتضرر الاقتصاد الروسي بعد العقوبات الغربية؟

بالتأكيد تضرر الاقتصاد الروسي. لكن السؤال الحقيقي حول (مدى الضرر).

اقتصاد روسيا تقلص 4% على أساس سنوي خلال الربع الثاني، وفقًا لبيانات خدمة الإحصاء الفيدرالية الروسية. هذا هبوط مهم من حيث القيمة المطلقة، لكنه لم يكن هبوطًا عنيفًا كما تخوف المراقبون الروس أنفسهم، وأقل كثيرًا بالتأكيد مما استهدفه الغرب.

والأخطر – بالنسبة للغرب بالتأكيد – أن الانكماش في روسيا وصل لأدنى مستوياته على ما يبدو، بعدما بدأ الوضع يتجه للاستقرار في بعض الصناعات، ما يعني أن هذا التقلص – على ضعفه – ربما يكون أسوأ ما يمكن أن يحدث لروسيا، حسبما نقلت رويترز عن سيرجي كونيجين، خبير الاقتصاد في بنك سينارا للاستثمار.

6 محاور | كيف استعد بوتين للعقوبات الغربية قبل سنوات من غزو أوكرانيا | قوائم في دقائق


أي صناعات استقرت؟! ألم يكن انسحاب الشركات الغربية موجعًا كما سمعنا؟

لا. لم يحدث.

يشير معهد القيادة التنفيذية (CELI) بجامعة ييل، إلى أن أكثر من 1,000 شركة “قلصت عملياتها” في روسيا. لكنها لم تترك الأثر المفترض.

نجحت السلطات الروسية في تمكين مجموعة واسعة من مخططات “الاستيراد الموازي”، وفقًا لتقرير صدر مؤخرًا عن دويتشه فيله الألمانية، حيث لا تزال العديد من المنتجات الشائعة والفاخرة متاحة للشراء في المراكز الحضرية في روسيا على الرغم من أن هذه الشركات المصنعة لم تعد تزود الأسواق الروسية بشكل مباشر.

تصل هذه البضائع عادةً إلى روسيا عن طريق الواردات من دول الاتحاد السوفيتي السابق بما في ذلك كازاخستان وبيلاروسيا وأرمينيا، وقد حقق هذا النوع من التجارة، المسمى باسم مبيعات السوق الرمادية، 6.5 مليار دولار منذ مايو، ومن المتوقع أن يصل إلى 16 مليار دولار بنهاية 20221، وفقًا لنائب رئيس الوزراء ووزير الصناعة والتجارة دينيس مانتوروف.

لماذا لا يريد الغرب إسقاط بوتين؟ ولماذا لا يريده منتصرًا في حرب أوكرانيا؟ | س/ج في دقائق


هذه إذن مجرد كبوة للعقوبات يمكن تجاوزها مستقبلًا..

لا. العكس مرجح للحدوث بعدما بدأت روسيا هجمة مرتدة على العقوبات:

1- بدل الشركات العالمية المنسحبة، أعادت موسكو تصميم العلامة التجارية والمشاريع المقلدة لمنتجات عالمية، مثل ماكدونالدز وستاربكس غيرها، لتستبدل بها شركات محلية بعلامة تجارية مماثلة لها.

2- بدلًا من التحول إلى “ركام” كما توعد جو بايدن في مارس، أصبح الروبل أحد أقوى العملات أداءً في العالم هذا العام.

2- عمقت علاقتها مع الهند والصين وزاد من صادرات الطاقة إليهما، وكذلك لبعض المستوردين الأوربيين والأمريكان، مما رفع عائدات روسيا من صادرات الطاقة بشكل كبير.

3- تمكنت حتى الآن إلى حد كبير من تخفيف آلام العقوبات وتحول استراتيجيتها في أوكرانيا من محاولة الاستيلاء بسرعة على المدن الكبرى إلى استدراج القوات الأوكرانية في حرب استنزاف طاحنة.

4- وهي النقطة الأخطر، بدأت فاتورة الحرب تصل لجيب دافع الضرائب الغربي، عبر ارتفاعات ضخمة في تكاليف الطاقة. هذا سيترك أثرًا مباشرًا في أي انتخابات مقبلة في الغرب.

5- وأخيرًا، اكتسب الروس خبرة ضخمة في مجال احتواء الضرر الناجم عن العقوبات، وبدأت صقل أدوات التهرب أو تخفيف أي عقوبات مقبلة.

لافروف: أمريكا أعلنت “الحرب المختلطة الشاملة” على روسيا.. ما تبعات التوصيف؟ | تعريفات في دقائق


هل المحصلة أن الغرب هو من عوقب بالعقوبات الروسية أكثر من روسيا؟

راجع نقاط استراتيجية العقوبات التي ذكرناها في البداية، ثم قارنها بالنتائج، ستجد أن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان كان دقيقًا حين قال إن “الغرب تحرك في سيارة مثقوبة الإطارات الأربعة.”

ومع وصول اقتصادات أوروبية لشبح الركود، بدأت المخاوف من تسرب العواصم الأوروبية من نظام العقوبات.

ببساطة، العقوبات فرضت مجموعة تحديات غير المتوقعة أمام الغرب، الذي بدأ محاولة احتواء الموقف بدعوات لاستراتيجية جديدة تركز على صياغة اقتراح “سلام جيد: بدلًا من كسب الحرب.”


هل هناك مصادر إضافية لمزيد من المعرفة؟

هل فشلت العقوبات الغربية على روسيا؟ (nationalinterest)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك