يرى محللو الغرب أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ارتكب خطأ استراتيجيًا فادحًا بغزو أوكرانيا.
يقولون إنه لم يحسب حساب احتمال الرد الأوكراني، ولم يتوقع حجم العقوبات التي فرضت عليه.
يضيفون أن التخطيط واللوجستيات والمعلومات كانت أقل كثيرًا من المطلوب.
وبينما كان يخطط لحرب تنتهي سريعًا بقطع رأس الحكومة الأوكرانية أو إرغامها على الاستسلام، ثم فرض الحياد على أوكرانيا، أو فرض السيادة الروسية على البلاد، تمر الأسابيع دون تحقيق إنجاز على الأرض.
بميزان الخسارة والمكسب.. هل خسر بوتين الحرب؟
وماذا يحدث لو خسر؟
س/ج في دقائق
ماذا أراد بوتين يرد من الحرب في أوكرانيا؟
تقول روسيا أن هدفها الأساسي كان تأمين الجمهوريات المعلنة ذاتيًا في دونباس من “وحشية كييف”،
بينما يفترض المحللون الغربيون أن بوتين كان يحاول إعادة تأسيس شكل جديد من أشكال الإمبريالية الروسية.
بهذا الأساس.. هل يخرج بوتين خاسرًا عسكريًا؟
عسكريًا، لا.
حتى المحللون الغربيون أنفسهم لا يرجحون أن يخسر بوتين الحرب في أوكرانيا في ساحة المعركة.
يقولون إنه مهما طالت المدة، أوكرانيا لن تكون قادرة على رد الجيش الروسي على الأرض، ويعيدون العقبات الحالية أمام التقدم الروسي إلى طبيعة الحرب نفسها.
أما الحسابات السياسية فشأن آخر.
التحذيرات قائمة مما بعد الحرب.. كيف؟
يصف المحللون الغربيون الحرب في أوكرانيا بـ “العبثية” ويفترضون أن بوتين افتقر للتخطيط السياسي لليوم التالي بعد الحرب، بما يشبه الفشل التخطيطي للغزو الأمريكي للعراق، بما يجعل المعركة الدائرة حربًا لا يمكن الانتصار فيها على المدى البعيد؛ خصوصًا أنه سيجد مشكلة في استعادة النظام في أوكرانيا لو سقط نظام زيلينسكي.
هذا في أوكرانيا.. لماذا يمتد الخطر إلى موسكو؟
ترى موسكو أن الأمور مستقرة تمامًا وموحدة تحت حكم بوتين،
على الجانب الآخر، يربط المخللون الغربيون التفاصيل الدائرة حاليًا بالأحداث التي أسقطت الإمبراطورية الروسية، والتي بدأت بهزيمة القيصر نيكولاس الثاني، ضد اليابان 1905، ليقع ضحية للثورة البلشفية، والتي لم يخسر فيها تاجه فحسب، بل حياته أيضًا.
يقولون: “لا يمكن للحكام المستبدين أن يخسروا الحروب ويظلوا مستبدين”.
ويرون أن العقوبات ستفصل روسيا عن الاقتصاد العالمي، وتؤدي لتراجع الاستثمار الخارجي، بما يجعل الحصول على المال أكثر صعوبة.
يعتقدون أن المتغير الرئيسي في تداعيات الحرب هو الجمهور الروسي، الذي كان يؤيد بشدة سياسة بوتين الخارجية، لكنه قد يغير اتجاهه مع زيادة سقوط الضحايا في الحرب.
لماذا يخشى الغرب تدهور الأمور في روسيا أكثر من اللازم؟
يفترض المحللون الغربيون أنه إذا حافظ بوتين على قبضته على السلطة، فستصبح روسيا دولة منبوذة، وقوة عظمى مارقة، بما سيدفع الروس لبناء هويتهم الوطنية على المظلومية. وهو ما يعيد إلى الأذهان ما حدث بعد الحرب العالمية الأولى مع ألمانيا.