واشنطن تتساءل: من 47% إلى 14%.. لماذا تتجه مصر بعيدًا عن الأسلحة الأمريكية؟ | س/ج في دقائق

واشنطن تتساءل: من 47% إلى 14%.. لماذا تتجه مصر بعيدًا عن الأسلحة الأمريكية؟ | س/ج في دقائق

31 May 2021
مصر
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

مصر تعلن عن صفقة مع فرنسا لشراء 30 طائرة مقاتلة فرنسية الصنع من طراز الرافال في صفقة تقدر قيمتها بـ 5 مليارات دولار.

لكن صفقة الرافال بحسب برادلي بومان، مدير مركز القوة العسكرية والسياسية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، ليست إلا نقطة ضمن اتجاه أكبر بدأته مصر لتقليل الاعتماد على السلاح الأمريكي مقابل الأسلحة المستوردة من روسيا وفرنسا.

من وجهة نظر أمريكية: روسيا خصم بينما فرنسا حليف في الناتو.

لكن “ديفنس نيوز” تقول إن القاهرة – عبر موسكو وباريس – مستمرة في إزاحة واشنطن عن سوق السلاح المصري.. وبالتالي تضاؤل نفوذ الولايات المتحدة على مصر، بما يعنيه ذلك من أبعاد تتعلق بمصالح واشنطن الأساسية في الشرق الأوسط.

في قلب هذا التحدي، تظهر جهود مصر لتحقيق التوازن بين مصالحها الأمنية وتجاوز الضغوط الأجنبية عندما يتعلق الأمر بمبيعات الأسلحة. وفي هذا الاتجاه، تبدو صفقة الرافال أكثر أهمية عندما تُفهم على أنها جزء من تحول القاهرة الأكبر بعيدًا عن الأسلحة الأمريكية، وفق الموقع الأمريكي.

رغم أنه من النادر أن نشهد تحليق طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر تابعة لسلاح جوي واحد من أصول مختلفة، إلا أن مصر تشغل طائرات من روسيا والصين والولايات المتحدة ودول أوروبية معًا.

س/ج في دقائق


لماذا يعتبر محللون أمريكيون الرافال جزءًا من سباق تحول القاهرة؟

برادلي بومان، مدير مركز القوة العسكرية والسياسية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، يقول إن آخر عملية ضخمة لبيع طائرات أمريكية إلى مصر حدثت في 2010، وشملت 20 طائرة من طراز إف- 16.

ثم بدأت التظاهرات التي أتت في النهاية برئيس الإخوان محمد مرسي. ثم أطيح بمرسي، فجمدت إدارة أوباما باراك أوباما ونائبه جو بايدن “الرئيس الحالي -جانبًا ضخمًا من مبيعات الطائرات والدبابات والصواريخ لمصر لعامين حتى تحسنت العلاقات.

بعد التجميد، صعدت مصر جهودها لتنويع مورديها من الأسلحة. لتتراجع الحصة الأمريكية من 47% بين 2009 – 2014، إلى 14% فقط بين 2015-2020، وفقًا لبيانات من معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.

المستفيدتان الأساسيتان من الفارق كانتا روسيا وفرنسا: في 2015 مثلًا، اشترت مصر 50 طائرة طراز ميج-29 من روسيا و24 طائرة من طراز الرافال من فرنسا.

وفي 2018، بدأت القوات المسلحة في الحصول على ما بين 24 – 31 من مقاتلات التفوق الجوي من طراز سو-35 من روسيا، وهي صفقة تراها أمريكا خطيرة بالدرجة التي لوحت بعدها بفرض عقوبات.

وفي 2021، وقعت القوات المسلحة المصرية صفقة لشراء 30 طائرة رافال، ويقال إنها تتطلع إلى توسيع أسطولها من الرافال إلى ما بين 72 و 100 وحدة.

بالتزامن، حصلت مصر على مروحيتين هجوميتين من فرنسا، و46 مروحية هجومية من طراز كا-52 من روسيا. كما طلبت إس-300، أحد أنظمة الدفاع الجوي الروسية الهائلة، وهو مصدر قلق محتمل لواشنطن في سياق التفوق العسكري النوعي مع إسرائيل.


كيف يعد ذلك خسارة كبيرة للولايات المتحدة؟

اتجاه مصر بعيدًا عن الأسلحة الأمريكية جدير بالملاحظة، وفق المحللين الأمريكيين، بالنظر إلى أن واشنطن تقدم لمصر ما يصل إلى 1.3 مليار دولار من التمويل العسكري الأجنبي السنوي، المصمم لتمويل المشتريات المصرية من المعدات العسكرية الأمريكية المنشأ.

لكن شراء مصر أسلحة من دول أخرى، يحرم واشنطن من مجموعة متنوعة من المنافع الدبلوماسية والأمنية، والتي تذهب بدلًا من ذلك إلى دول أخرى، بما في ذلك الخصوم.

وتقدر الولايات المتحدة قيمة مصر كقوة إقليمية، ذات موقع استراتيجي، تتمتع بنفوذ دبلوماسي وأمني واقتصادي وثقافي كبير في الشرق الأوسط، وتشترك في الحدود مع إسرائيل وليبيا والسودان وقطاع غزة. ولا يزال اتفاق السلام 1979 أحد المصادر الرئيسية للاستقرار في المنطقة المضطربة.

تسيطر مصر أيضًا على قناة السويس، وهي واحدة من أهم الممرات البحرية وطرق التجارة في العالم، والتي تربط البحر المتوسط ​​بالأحمر وما وراءه، وتحمل أكثر من 10% من التجارة العالمية.

كما توفر القاهرة لسفن البحرية الأمريكية وصولًا سريعًا عبر قناة السويس، وهو امتياز ثبتت قيمته عندما اندفعت مجموعة يو إس إس أبراهام لينكولن كاريير سترايك نحو بحر العرب في مايو 2019 خلال فترة التوترات المتزايدة مع إيران.

لهذه الأسباب وغيرها، يعتبر المحللون في واشنطن أن الحفاظ على شراكة أمنية وثيقة مع مصر يدعم مصالح الأمن القومي الأمريكي، وأي إضعاف إضافي في العلاقة سيكون مصدر قلق خطيرا للأمريكيين والإسرائيليين، وسيكون مكسبًا محتملًا لروسيا والصين.


لماذا إذن فقدت الأسلحة الأمريكية سوقها في مصر؟

في سوق الأسلحة المتغير في الشرق الأوسط، تسلط التفاصيل المتعلقة بمشتريات الأسلحة المصرية الضوء على معضلة دائمة للولايات المتحدة في الموازنة بين مصالح الأمن القومي والضغط على الحلفاء بالسجلات الحقوقية.

برادلي بومان يقول إن سجل مصر المتقلب حقوقيًا خلف توترًا في أكثر من مناسبة.

لكن الواضح أن تقليص مبيعات الأسلحة الأمريكية أو التهديد بخفضها لم يحفز القاهرة على الاستجابة للضغوط الأمريكية، بل حفز مصر على تنويع مشترياتها من دول أخرى لن تضع شروطًا مزعجة مقابل السلاح، ولا تهتم كثيرًا بشأن التفوق العسكري النوعي لإسرائيل.

ليختتم: “رغم أن واشنطن تستمر في الترويج لمصالحها ومبادئها عندما يتعلق الأمر بمبيعات الأسلحة في الشرق الأوسط، إلا أن الواقع يشير إلى أن مثل هذه الجهود ستصبح أكثر صعوبة في المستقبل”.

مصر / جو بايدن | هل مصر مستعدة لأسوأ سيناريوهات بايدن ؟| س/ج في دقائق


هل هناك مصادر إضافية لمزيد من المعرفة؟

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك